الأحباب الأعزاء .. أكمل لحضراتكم ما بدأته حيث بدأت رحلتنا إلى باريس فى اليوم الرابع لوصولنا إلى اللوكسمبورج وتحركنا بالسيارة بصحبة مضيفنا الكريم د أبو مروان وعائلته الكريمه , واختار لنا طريقا ربما كان أطول بعض الشئ من طريق آخر مباشر , لكنه تفضل باختيار هذا الطريق عبر أراضى بلجيكا حتى لا يحرمنا من مشاهدة أبدع المناظر وأحلاها للريف البلجيكى وبعض مدنها وكذلك للريف الفرنسى الأكثر من رائع بغاباته الكثيفه وأشجاره ذات الألوان الحمراء والخضراء والصفراء رغم أننا فى موسم تساقط الأوراق , ومررنا بأنفاق طويلة تحت الغابات , أخبرنا مضيفنا أنهم أقاموها إكراما للحيوانات التى تتحرك فى الغابات حتى لا يزعجها أحد وهى تتحرك بحرية تامه وأمان شديد من يمين الطريق الى يساره حيث الغابات هنا وهناك ..
ووصلنا الى باريس وشاهدنا بكل الدهشة والإعجاب كل مظاهر الجمال والروعة فى مبانيها وطرقاتها وآثارها خاصة بالحى القديم المعروف بالحى اللاتينى , ووصلنا أخيرا الى الفندق الذى سنقيم فيه أربعة أيام وثلاث ليال وكان لحسن الطالع بجوار جامعة السوربون العتيقه وفى المنطقة التى كم سار فيها وأقام فيها الملايين من طلاب العلم فيها , ومرت الأيام الأربعه كأنها لحظة فى عمر الزمان شاهدنا فيها متحف اللوفر الرهيب وقصر الإليزيه وقوس النصر والشانزليزيه وبرج إيفل بأنواره التى تخلب الألباب ليلا وشاهدنا نهر السين وعشرات المكتبات التى تنتشر على جانبيه والتى ذكرتنا مع دمعة من العين بمكتبات سور الأزبكية التى كم تمتعنا بها فى الأيام الخوالى والتى تحولت الى بوتيكات لبيع اللأنتيكات وبراويز الصور كما رأيتها للأسف الشديد منذ أعوام ولا أدرى ما صارت اليه الآن بعد أن رحلت دار الأوبرا الخديويه وانكمشت حديقة الأزبكيه على يد أعداء التاريخ والخضرة والجمال وحسبنا الله ونعم الوكيل , كما زرنا معهد العالم العربى ومكثنا به ساعات وتجولنا فى تلك البناية الضخمة ومكتباتها الكبيره ومنها أخذت بعض الصور لمدينة باريس من أعلى مكان فيها وكذلك بعض اللقطات الفيلمية الصغيره , وشاهدنا الكنيسة الأثرية الكبيره كنيسة روتردام وميدان الكونكورد حيث المسلة المصرية تزهو بتاريخ أجدادنا العظام , وكذلك البناء الأثرى الرائع الضخم حيث قبر نابليون بونابرت والذى نسيت إسمه , والحكايات التى يمكن أن أحكيها عن ذكريات تلك الأيام الأربعة أكثر من أن أشغل حضراتكم بها , ورجعنا من باريس فى اليوم الرابع الى اللوكسمبورج , لنستعد للرحلة التالية الى رامشتادت وفرانكفورت حيث يقيم حبيبنا وأخونا العزيز كمال عزمى ....
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها