
10/10/2006, 11h13
|
ضيف سماعي
رقم العضوية:3829
|
|
تاريخ التسجيل: July 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 40
المشاركات: 9
|
|
|
Re: هو الكل و انا العاشق - عن الدراويش المولويه
يكون الدوران عكس اتجاه عقارب الساعه .. وعموما تكون سرعة الدوران بطيئه نسبيا لمدة 15 دقيقه او ما الى ذلك.. يبدأ بعدها الراقص في زيادة سرعته الى حد معين , و تثبيتها لمدة 30 دقيقه او نحوها يبدا بعدها الراقص في تخفيض سرعته تدريجيا خلال 15 دقيقه اخرى ضروريه.. و تزداد مدة تخفيض السرعه بازدياد مدة الدوران.. فقط لمحاولة تكييف جهاز الاتزان المعقد على سرعه الجسم و منع سقوطه او حتى ظهور اعراض اخرى كالغثيان او الدوار او اي ظواهر بصريه اخرى غير مرغوبه
..
احيانا يلي الدوران طقوس اخرى لا تحدث في السيماهان.. هذه الطقوس تتضمن السقوط ارضا و النوم على البطون و ملامسة سرة الراقص العاريه بالارض.. في وضعيه تمثل الجنين في بطن الام و اتصاله بالتراب .. يستقر الراقص على هذه الوضعيه لمدة 15 دقيقه اخرى بينما تعزف موسيقي صوفيه سماويه مختلفه
..
في عرضنا وبدلا عن هذا يبدا الراقص الاخير في الحركه - مع دورانه المتناقص السرعه- ناحية الشيخ الذي عبر الاستواء مره اخرى الى الساحه مواجها الراقصين.. حيث يقف كل راقص امام الشيخ لينحني احتراما ثم يعود الى موقعه الاول في وضع التواضع ليكونوا صفا في مواجهة المشاهد.. و عند انتهاء اخر راقص.. يعود الشيخ مره اخرى الى المركز الاحمر ليبدأ فورا السلام الثاني
..
بنهاية موسيقى السلام الاول , يبدأ السلام الثاني وهو عباره عن قالب ايقاعي مكون من 9 دقات وهو اكثر بطئا من موسيقى السلام الاول .. و يدفع هذا التغيير الإيقاعي المستمع الى التامل .. و يبدا الراقصون في الدوران بنفس المنهج السابق
..
عندما تتوقف الموسيقى .. يتوقف الراقصون عن الدوران و يقفون على هيئه مجموعات ثنائيه و ثلاثيه ملتصقة الاكتاف ليأخذوا و ضع الخشوع مره اخرى
تتكرر نفس احداث السلام الاول .. لكن دون تقبيل يد الشيخ.. فقط الاكتفاء بالانحناء البسيط . عند المرور امامه
يشير السلام الثاني من السيما الى درجة الوصول للسبيل الداخلي في الصوفيه - الطريقه- وهي ان يصل الانسان لحاله من الرهبه و التعجب من قدرة الله الخارقه في مشاهدة عظمة وتآلف خلقه
..
ينتهي السلام الثاني ليبدا فورا السلام الثالث .. و ما ينبهنا لبدايته في الحقيقه هو اختلاف القالب الايقاعي المستخدم. ثلات قوالب ذات سرعات متزاديه الاولى على 28 دقه و الثانيه على ايقاع 10 من دقات و اخيرا الثالثه على ايقاع من 6 دقات.. في نهاية الدقات الست الاخيره تتصاعد شده الايقاع تدريجيا و يرتفع صوت الموسيقى و يبدا الراقصون في الدوران كما في السلامين الاولين .. و لكن بشده اكبر ..
..
يمثل السلام الثالث التحول من خشية الله والتزام اوامره خوفا او طمعا الى الحب و التضحيه في سبيل هذا الحب.. وهو ما يطلق عليه التوحد الكامل مع الله و الذوبان معه ..نيرفانا صوفيه بمعنى اخر.. الهدف الرئيسي هو الوصول الى الفناء التام في سبيل الله , وهي اعلى مراتب الايمان به
.. تستطيع في هذا الجزء ان تشعر بروحك ترقص معهم . وان تشعر بايمان عظيم يطغي على الساحه او المسرح اقتنعت كليا في هذه المرحله ان العازفين و الراقصين بل و الشيخ نفسه قد وصلوا جميعا الى الايمان الكامل و القناعه المطلقه بعدل الله ووجوده وان ادائهم ما هو الاتعبير عن هذا الحب امامنا فحسب
ما أعنيه هو انني لم يخامرني ولو للحظه شعور المتفرج الذي يتابع فرقه شعبيه.. بل كنت مع من حولي جزءا اساسيا من التجربه
كنت ثملا روحانيا وهي تجربه افتقدتها منذ زمن
..
انتبهت على إبطاء ايقاعات الكودوم ايذانا ببدء السلام الرابع .. سرعة هذه الموسيقى بطيئه جدا . ومحبطه للغايه اذا صح التعبير ..و كأننا انتقلنا فجاة من عالم خيالي ساحر و اصطدمنا بالواقع ثانية.. يبدا الراقصون بالدوران و لكن بسرعات اقل .. و حماس اكثر فتورا . يدورون في اماكنهم و يشاركهم الشيخ و معلم الرقص الدوران و لكن دون نزع ردائهما الاسود .. حيث يمسكان ردائهما بيدهما اليسرى و ياقتهما البيضاء بيدهما اليمنى
..
يمثل هذا السلام اعلى مراتب الاسلام وهي المعرفه
و به تكتمل الرحله الروحانيه التي بدات بالنات.. إذ يصل الانسان عن طريق القناعه التامه بما قدر له و الإيمان بمهمته التي خلق لها وهي خدمة الذات الإلهيه
في نهاية السلام يقوم العازفين بعزف البشرف الاخير وهي موسيقى شديده الشفافيه و البطء ... ترسخ مفهوم الاحباط في العالم المادي بعد الرحله السماويه الرائعه و المتعبه في آن
تنتهي الموسيقى عندما يعود الشيخ الى المركز الاحمر من جديد و يسود صمت ثقيل على السيماهان .. يقطعه صوت ملائكي يقرأ الآيه 115 من سورة البقره
:
"َلله المشرق و المغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم"
قليلة هي اللحظات التي ينجح فيها اي قارىء للقرآن في ايصالي الى القشعريره
قارىء الفجر في السيده زينب يتمكن دوما من هذا
فعلها ايضا قارىء المولويه في دارالاوبرا الفخمه.. و قادني لهذه الثماله الروحيه, ساعده في هذا ما سبقه من مقدمات
..
ينتهي المنشد و يقرا الجميع سورة الفاتحه .. يرفع الحاضرون بلا شعور- وانا منهم - اياديهم لنقراها معهم
ثم يقف الشيخ و الدراويش ليقرأوا دعاءً باللغه الفارسيه يسمى - جولانكي مولوي - و يتم ذكر جميع الانبياء و اولياء الله الصالحين و الصديقين في هذا الدعاء .. و الإنحناء عند ذكر اسمائهم
..
يقراون سورة الفاتحه مره اخرى واجد نفسي اقراها من جديد
في النهايه ينطق الدراويش و الموسيقيون بكلمة "هو " بصوت يرج القاعه
ثم ينحني الجميع في هدوء و سكينه
..
ينتهي العرض ..واغادر وانا اشعر ان روحي امست اكثر حبا و طمانينه و جمالا
..
|