[Tarek Elemary]

أخى الكريم القمر الساهر سرنى جداً تعليقك و مداخلتك الكريمة فاسمح لى بالرد عليها:

كلمات القصيدة جميلة والصور رائعة والجمل فى بعض الأحيان تمثل حكم ولكن الفكرة عادية (1).
(1) يا سيدى الكريم ليس المطلوب أن تكون كل الأفكار غير عادية لنكتب شعراً و ليس المهم هو الفكرة و لكن الأهم هو تناول الموضوع و الفكرة إضافةً إلى الأسلوب و الأدوات و الجو و الموسيقى و الحالة التى تخلقها القصيدة ثم أن تكون الرسالة التى تبثها القصيدة أو العمل الفنى على قدر من المنطق و النبل و الأخلاق و السمو و الواقعية و القدرة على التأثير و الإقناع، فهل نجح العمل فى هذا أم لا ؟، ذلك متروك لذائقة القارئ و رأيه و حالته المزاجية أيضاً فالعمل ملك القارئ الآن.
وإسمح لى وبعد إذنك أن اتوقف عند بعض الأشياء
فتعبير (ولايوم يكتفك الحنين) لم يعجبني لأن الحنين غالبا له مدلول إيجابي وعندما إستخدم فى هذه الجملةأعطانى تاثير سلبي (2).
(2) يا سيدى الحنين ليس له معنى ثابت أو مدلول ثابت نصنفه إيجابياً أو سلبياً على الدوام أو فى المطلق، فالحنين يتغير مدلوله و معناه و قيمته من مكان و طريقة إستخدامه مثله مثل الغيرة كصفة و سلوك، عدم وجودها بلادة و زيادتها أو إستخدامها فى غير محلها حنقة و تهور و عدم حكمة، فالمهم هو طريقة توظيفنا للسلوك و موضع إستخدامه، فهل الحنين لشئ غير طبيعى أو سلبى يكون إيجابياً؟ لا أعتقد مثل حنين السجين لجو الزنزانة و صحبة المجرمين، أو حنين المدمن لصحبة المتعاطين و جو الحانات و علب الليل مثلاً .... و هكذا، فالمهم إلى ماذا يكون الحنين؟ و هل يعرقلنى عما هو أهم أم لا؟
والشىء الثانى يوجد جزء قرب نهاية القصيدة وهو ( دم بدم .. فجر أزمتك .. إنحرها يوم النحر .. سيل دمها كالنهر .. جفف دمعتك ) هذا الجزء لاادرى ماعلاقته بالموضوع والفكرة (3).
(3) هنا يا صديقى الكلام عن شخص فقد الأمل و سكن تلال الهم و قد يفكر فى قتل طموحه و نشبهه بمن يقبل على الإنتحار من شدة الحزن فلو كان لابد من سفك دم و تفجير شئ ففجر أزمتك بكشفها و نحرها و عدم كتمانها و تسييل دمها لتجفيف دموعه، و هذه أيضا تخضع لذائقة القارئ فقد ترى فى قصيدتى ما لا أراه أنا و ما أراه قد لا يراه سواى و لهذا الإبداع الأدبى ليس له معامل قياس واحد متعارف عليه، بل فقط يتحدثون عن شروط أساسية عامة و ليست مازورة لقياس العمل.
أرجو أن تتقبل وجهة نظرى فى القصيدة بصدر رحب وموضوعية مع إحترامى وتقديرى لشخصك الكريم واعمالك الرائعة الأخرى(4) .
(4) فى كل الأحوال أتقبل كل كلامك بل و اشكرك على عناء الكتابة فى صفحتى فهو شرف لى و أرحب به و لا ضغائن على الإطلاق و يبقى التقدير و الإحترام على الدوام هو تاج التحضر و الرقى و الأدب