[وسام الشالجي]

الاخ العزيز بسام
تحية طيبة واهلا بك بيننا .
نعم يا اخي العزيز انا اعرف جيدا هذه الاغاني التي ذكرتها , بل هي محفورة بذاكرتي لكثرة ما سمعتها من راديو بغداد في طفولتي . بل اذكر اكثر بان اغنية "للناصرية" للفنان اسماعيل شبانة كانت تقدم من على شاشة التلفزيون مصورة على شكل كليب يظهر فيه نهر الفرات المار بالمدينة والزوارق المارة به وبساتين النخيل الواقعة على ضفافه حتى كان يخيل بان احد من كان يقود تلك الزوارق هو اسماعيل شبانه نفسه . اما اغنية "اسعد يوم" للثلاثي المرح فانا اذكرها ايضا واحبها كثيرا , واعتقد بانها غنيت لاول مرة عام 1963 عند زيارة وفد المطربين والفنانين المصريين للعراق وكان من بينهم فرقة الثلاثي المرح حيث قدموا حفلاتهم الغنائية من على صالة سينما النصر ببغداد . هذه الاغاني مفقودة في الوقت الحاضر بعد تدمير دار الاذاعة العراقية , لكني واثق من وجودها في ارشيفات اذاعة القاهرة او اذاعة صوت العرب , وكم اتمنى ان يتحفنا بها احد الاخوة الذين يمكنهم الوصول الى تلك الارشيفات الغنية جدا .

ما احلى تلك الايام وما كان اسعدنا بها . كانت الحياة في العراق في وقتها عبارة عن صورة جميلة متألقة , وكان المستقبل مشرقا امامنا بكل معنى يمكن تصويره . كان حب الحياة يملئنا وكانت طفولتنا تتدفق فيها الحيوية , والرغبة في ان نكبر لكي نكون ممن يصنعون المجد الذي يمكن ان نضيفه لرفعة بلدنا وزيادة تألقه بين البلدان . لكن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن , فعصفت بالبلد النكبات والكوارث وتحطم العراق وتشرد ابنائه , واصبح الكثيرين منهم خارج الاوطان يبحثون عن ملاذا امنا لهم ولابنائهم . ترى هل تعود تلك الايام من جديد , وهل يرجع العراق كما كان دائما نبراسا وشعاعا منيرا , وهل يعود من غادر الوطن لارضه وداره من جديد .