الموضوع: فنان
عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 23/10/2009, 00h49
علاء قدرى علاء قدرى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:416240
 
تاريخ التسجيل: April 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 209
افتراضي رد: الدكتور عبد الحميد سليمان00كل عام وأنتم بخير

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الحميد سليمان مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم


أخي الكريم الأديب المثقف الانسان00الأستاذ علاء قدري00أخواني الأعزاء000سلام الله عليكم ورحمته وبركاته000وبعد
تحدثت أخي الكريم عن فنان قديم تكأكأ عليه العمر واعتصره التهميش والفقر وبات يحلم بأبسط وأسذج ما يعتاش به الفقراء من أمثاله,حتي ذكريات أيامه الخوالي وشبابه الآفل لم تعد قوتا داعما فتورت وانزوت وتلاشت 00جلت بنا أخي الكريم في عالمه الذي بدا في ظاهره العوبة يلهو بها الأطفال ويتسلون به ولعله لاذ ببراءتهم من غلظة قلوب من عرفهم وأنكروه وتهزأوا به فأولئك الأطفال أطيب قلبا وأنقي ضميرا, ويثني الانسان الرائع النبيل الدكتور أنس ويستدعي أياما خلت عاين فيها من لم يعرف لأحمد عبد القادر مكانه ولم يأبه بفنه,أخي الحبيب الكريم الدكتور أنس ما قولك وأولئك كانوا بالأمس القريب البعيد شبابا لايعبأون وقد أقفرت أيامهم وأظلمت ليالي شبابهم وباتوا محط اشفاق رقيقي القلوب00إنها دورة العمر وسنواته السريعات المنصرمات الآفلات اللواتي لا يكترثن لكبير ولا لعظيم ولا لغني أو شهير00رحم الله أبا العلاء وهو ينصح من لا ينتصحون فيقول:
خفف الوطء فما أظن أديم الأرض الا من هذه الاجساد


لقد جال خاطري وحلق مع ما استثارنيه الأستاذ علاء قدري فتخيلتني ميتا ثم دفينا في مقابركفر سليمان التي أحاط بها الامتداد العمراني حتي كاد يبتلعها00تخيلتني وقد دفنت فيها ومرت سنون ما عاد يذكرني معها أحد ,ثم عن لرجال هذه البلده بعد ثلاثين عاما أن ينقلوا تلك الجبانة تخففا منها وانتفاعا بموقعها الذي يبلغ سعر المتر فيه عدة آلاف من الجنيهات,وأجمعت البلدة وأهلها أمرهم علي الانتفاع بهذا الموقع لاقامة منشئات تجارية وسوقا تدر دخلا للبلدة وينتفع بها الناس,ولم يخطر ببال أحدهم مجرد خاطرة يتيمة حول من دفن بها وهوانهم علي الذاكرة وقد غدوا ترابا وعظاما فنقلت بقايا العظام, أما ما تحلل من أجداث فقد أضحي ترابا,أقترحوا تسويته بالارض تمهيدا لإنفاذ ذلك المشروع العمراني الكبير الراقي,وعندما وقعت الواقعة علقت بأطراف لودر يحمل التراب بقايا وذرات عبد الحميد سليمان وتناثرت علي جنبات الطرقات ,وعندعودة اللودر علق بعض ذلك التراب بعجلاته التي خاضت بركة من ماء آسن فغدا ذلك التراب طينا تطابرت اشلاؤه عند عودة اللودر وسائقه ينهب به الأرض نهبا حتي يصل الي منزله ويزيل ماعلق به من وعثاء ذلك اليوم والمكان, وتأفف الناس مخافة تلوث ملابسهم أو رائع أحذيته بذلك الطين000هي الدنيا وهم الناس يظنون بأنفسهم ولأنفسهم الخلد وما وعوا, يتيهون كبرا وغرورا ولا يدرون كم بلع التاريخ وتجاوزت الذاكرة من كانوا أشد منهم قوة وأعظم بطشا وأعلي قيمة وأبهي منظرا وأمنع عزوة وأغزرحشما وأتباعا00أخواني الأعزاء وأخي الكريم الرائع علاء قدري شكرا لكم وبوركتم00والي لقاء قريب ان شاء الله فقد بعدت بيننا وبينكم الشقة لاعن قلي ولا غضاضة ولا انزواء ولاعن افلاس او تعال او تصاغر وإنما عن اشتغال وانشغال بما لا يرحم من حر الأيام وقسوتها وثقل الدور وجشامة العبئ 00سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
الاديب الكبير ؛ و الانسان الذى حفلت اعماله القصصية بدراما المهمشين على صفحات الحياة ؛ وصراخ ابطال اعماله من تعمد نسيانهم ؛ واحتقار ذكرهم لرقة حالهم؛ او افتقارهم لمباهج الحياة ؛ فكنت نافذة لمن يملك بصرا و بصيرة ليرى من انكرتهم الحياة فظلوا معلقين على صفحات النسيان ؛ الى ان تمتد لهم يد الانسانية ؛ لتعيد لهم الوجه الحقيقى الذى افتقدوه ؛ هكذا تعلمنا منكم ان ننظر للانسان من حيث هو انسان؛ كرمه الله سبحانه و تعالى ؛ لا ان ننظر له على انه شئ موجود بذاته ؛ بل انسان موجود لذاته ؛ انسان ؛ يشعر ؛ و يتالم ؛ دما و لحما ؛ لا منصبا و جاها ؛ هكذا قرأنا فى اعمالك المتخمة بمثل هذا الفنان ؛ وتعلمنا ايضا من كتاباتكم ان المصير واحد ؛ وان الماساة واحدة وان اختلفت الوانها .
سيدى الاديب الدكتورعبد الحميد سليمان ؛ اقولها صدقا لقد فرحت بخاطرتى تلك فرحا عظيما حين قرات اسمكم الكريم على تلك الصفحة ؛ ولما لا و قد نالت من و قتكم الثمين ؛ و شرفت بابداع قلم حرمت منه و قتا طويلا حتى ظننت انك قد مللت قراتى لك و تعليقى المتواضع ؛ لكنه لم يكن سوى تواصلا منى متواضع ومساهمة فى رؤية العالم المنسى من خلال سردكم الرائع ؛ واسلوبكم المدهش الذى تقر به اى عين لم يصبها رمد
ام عن تلك الصورة التى تخيلتها ؛ فافزعتنى كثيرا (رغم ما بها من امكانية الحدوث بعيدالا قدر الله عن شخصكم الكريم )الا انها تختزل كل صور العبث ؛ و السفه اللانسانى ؛ حيث كل شئ مباح فى هذا الزمن النفعى ؛ والذى لا يأبه كثيرا بالانسانيات؛ ولا الحرمات ؛ ولا ما هو مقدس ؛ لكن العزاء الوحيد رغم عمق الماساة (ان وقعت) ان الاجساد قد تبلى ؛ ولكن تبقى الارواح النقية فى اعلى عليين؛ بعيدا عن عبث الساقطين انسانيا.
رجاء اخير اديبنا الفاضل ؛ ان لا تحرمنا من اعمالك الرائعة و التى تجعلنا فى تواصل دائم مع الانسان مهما كان شأنه...
رد مع اقتباس