عرض مشاركة واحدة
  #31  
قديم 14/10/2009, 21h27
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوة الاعزاء
السلام عليكم


الممثلة السينمائية والمسرحية والكاتبة الفنانة المرحومة زينب



سليمة الخبازة في مسرحية النخلة والجيران






ولدت فنانة الشعب زينب واسمها الحقيقي " فخرية عبد الكريم " في بغداد بين أحضان عائلة وطنية معروفة في مقارعتها للظلم والتعسف والاستعمار والإقطاع، كان والدها يعمل مديرا للزراعة، وبحكم ذلك انتقل وعائلته إلى العديد من المحافظات ومنها محافظة " ذي قار " الناصرية حيث نشأت وترعرعت هناك.. ثم انتقلت إلى محافظة " واسط " الكوت لتكمل فيها المرحلة المتوسطة.. ثم عادت إلى بغداد وهناك تابعت دراستها الإعدادية ثم دخلت دار المعلمين العالية وتخرجت فيها..


في العام 1948 دخلت المعترك السياسي، فكان لها دور بارز ومتميز ضد معاهدة بورتسموث أبان وثبة كانون المجيدة، حيث كانت زينب في مقدمة المظاهرات الطلابية التي اجتاحت بغداد آنذاك..


انتمت إلى الحزب الشيوعي العام 1950 .. وساهمت بشكل فعال في المظاهرات التي اجتاحت بغداد في تشرين الثاني العام 1952 وما رافقها من المعارك الدموية التي خاضها شعبنا ضد حكوماته الرجعية..


كان العام 1952 حافلا بالإحداث المهمة في حياتها، حيث عينت مدرسة في ثانوية الكوت للبنات وبسبب نشاطها السياسي تعرضت إلى الكثير من المضايقات حيث انتقلت للعمل في العديد من محافظات العراق .. قدمت مسرحية " زواج بالإكراه " تأليفها وإخراجها وقد مثلتها مع نخبة من معلمات وطالبات مدرسة الرمادي للبنات وخصص ريعها للطالبات الفقيرات وقد أثارت المسرحية ضجة كبيرة وتعرضت بسببها للقذف والتشهير .وفصلت من الوظيفة العام 1954 بسبب نشاطها السياسي .


اختيرت العام 1956 من بين عشر ممثلات لتأدية دور " فهيمة " مع الفنان يوسف العاني ومن خلال دورها هذا برزت كممثلة موهوبة ويعتبر فلم " سعيد أفندي " أول عمل جاد قدمته للسينما العراقية.


عند قيام ثورة 14 تموز سنة 1958 أعيدت زينب إلى وظيفتها كمدرسة ثانوية . كان لها دور مشهود في الدفاع عن الثورة ، حيث قادت المظاهرات الجماهيرية التي انطلقت مساندة للثورة ..

يروي زوجها المخرج لطيف صالح

عندما سمعت زينب البيان الأول لثورة تموز خرجت من بيتها " في الحلة" وهي تزغرد وتصرخ انتصرت الثورة مما أثار الناس فتجمعوا حولها وهي لاتزال تهتف للثورة وتبرع أحد الباعة المتجولين بعربته لتصعد عليها زينب وهي تزغرد وتهتف فرحا بانتصار الشعب والجيش والناس حولها يهتفون للثورة .






التحقت الفنانة زينب بفرقة " المسرح الحديث " سنة 1959 ، حيث قدمت أول أدوارها وهو أم شاكر في مسرحية " آنه أمك يا شاكر " .. مع الفنان يوسف العاني .. ثم توالت أعمالها المسرحية والتلفزيونية والسينمائية والإذاعية .. إلى جانب موهبتها الفنية ، كانت تكتب القصة القصيرة وكذلك التمثيليات الإذاعية ، كان يسمع لها كل أسبوع تمثيلية إذاعية من تأليفها .. استمرت الفنانة زينب في عطائها الفني إلى أن وقعت ثورة 8 شباط العام 1963 ، فخرجت لتؤدي واجبها الوطني في الدفاع عن ثورة 14 تموز ، فتعرضت للمطاردة فاضطرت للهروب إلى السليمانية والمكوث هناك حوالي السنة ونصف السنة ، إلا أنها عادت إلى بغداد العام 1965 لممارسة نشاطها في المنظمات النسائية وعملت كمدرسة في مدرسة النجاح الأهلية .


أعيدت زينب إلى وظيفتها أسوة بباقي المفصولين السياسيين العام 1968 اذ عينت في مدرسة ثانوية المنصور ثم أصبحت فيما بعد مشرفة تربوية .. في نفس العام مثلت مع الفنان خليل شوقي فلم " الحارس " الذي حاز على الجائزة الفضية لمهرجان قرطاج السينمائي في تونس ..

أزدهر عطاء الفنانة زينب الفني في السنوات التالية من خلال فرقة " المسرح الفني الحديث " فمثلت أدوارا جادة وهادفة في مسرحيات " تموز يقرع الناقوس " و " الخرابة " و " الخان"و " بيت بر نادا ألبا " التي حازت فيها على جائزة أحسن ممثلة في العراق أما دورها في مسرحية " النخلة والجيران "فقد كان نقلة هامة في حياتها الفنية ، فمن منا لا يذكر " سليمة الخبازة "؟؟

لم يقتصر عطاؤها الفني على السينما والمسرح ، بل قدمت أعمالا كثيرة للإذاعة والتلفزيون ومن أهم تلك الأعمال " الربح والحب " ، " بائع الأحذية " وقد نالت عن هذين العملين الجائزة الأولى في مهرجان الخليج التلفزيوني ..

اقترنت الفنانة زينب بالمخرج والفنان لطيف صالح العام 1970 ليكون رفيق مشوارها الفني والسياسي.. عملت في نقابة الفنانين وفي اتحاد الأدباء ورابطة المرأة العراقية منذ تأسيسها .

في العام 1978 تتذكر الفانة زينب انها كانت فترة رهيبة ومظلمة ، مظلمة جدا ، فقد قطع التيار الكهربائي عن مسرح بغداد أثناء عرض مسرحية " بيت برنا ردا ألبا" فاضطررنا إلى إشعال الشموع والفوانيس والاستعانة بممثلات أخريات من خارج الفرقة لإكمال العرض حيث اضطرت معظم ممثلات المسرحية ترك العراق .. ورغم ذلك كان الجمهور يصفق بحرارة في نهاية كل عرض ، إلى أن منعت المسرحية نهائيا " ثم منعتُ من دخول الإذاعة والتلفزيون ومنعت حتى من الكتابة فاضطرت لمغادرة العراق العام 1979.






لقد مرت زينب في العديد من المحطات بعد مغادرتها العراق أوائل شهر كانون الثاني 1979.. فما أن تفتح حقائبها في أي دولة حتى تحزمها من جديد لترحل إلى بلد آخر.. الكويت كانت أولى تلك المحطات ثم لندن لتمكث هناك 60 يوما .. سافرت إلى بلغاريا لتبقى فيها ثلاثة اشهر .. وفي نهاية شهر تموز من العام نفسه سافرت إلى عدن ، حيث عينت هناك مستشارة فنية في وزارة التربية ومشرفة على إجازة التمثيليات التلفزيونية ...


في عدن أسست فرقة مسرحية باسم " فرقة الصداقة " تولت رئاستها وقد استفادت من طاقات خريجي معهد وأكاديمية الفنون الجميلة ممن اضطرتهم ظروف العراق إلى مغادرته .. وكان أول عمل مسرحي مثلته الفرقة بعد تأسيسها " مغامرة راس المملوك جابر " تأليف سعد الله ونوس وإخراج لطيف صالح وعرضت على المسرح الوطني في عدن ، ومسارح أخرى وفي محافظة أبين وكذلك في معسكرات الجيش اليمني .. ثم قدمت الفرقة رواية " ألام " لمكسيم غور كي والتي كان قد مسرحها بريخت واشترك فيها أيضا عدد كبير من الممثلين وأخرجها سلام الصكر.. كما قدمت الفرقة مسرحية " غرف التعذيب " من خراج سلام الصكر أيضا ..


سافرت لسوريا ثم تركت الشام سنة 1990متوجة إلى بلغاريا للالتحاق بزوجها بعد حصوله على بعثة لإكمال دراسة الدكتوراه .. وبسبب الأوضاع الاستثنائية التي كانت تمر بها الدول الاشتراكية لم تمكث زينب سوى بضعة اشهر هناك..
حملت حقائبها هذه المرة إلى بلاد الصقيع إلى " ستوكهولم "عاصمة السويد في 22 تموز 1990 ، وانتقلت إلى مدن أخرى ليستقر بها المقام أخيرا في مدينة " يتبوري " ..

- أهم الأعمال المسرحية للفنانة زينب
آنة أمك يشاكر / رسالة مفقودة / الخال فانيا / الخان/ الشريعة / تموز يقرع الناقوس / قسمة والحلم / الحصار / النخلة والجيران / الخرابة / شعيط ومعيط وجرار الخيط / الينبوع / وحشة وقصص أخرى / ألام / مغامرة رأس المملوك جابر / بغداد الأزل بين الجدل والهزل / سواليف يا ليل / صور شعبية وصورة / فوانيس / شفاه حزينة / ثورة الموتى / المملكة السوداء / ست دراهم / بيت برنا ردا ألبا / دون خوان / نفوس / صور جديدة / هاملت عربيا / أنا ضمير المتكلم.

أهم أعمالها في المنافي ..
"
ألام " التي قدمت في عدن ..
"
وحشة وقصص أخرى " " قسمة والحلم" في دمشق..
"
صور شعبية وصورة " في المنفى الأخير السويد
بالاضافة الى العشرات من الأعمال الفنية والتلفزيونية .. مئات الأعمال الإذاعية تأليفا وتمثيلا ..

الأفـلام..
سعيد أفندي / أبو هيلة / الحارس

الجوائز..
افضل ممثلة عن دورها في مسرحية " بيت برنا رندا ألبا "
أفضل ممثلة عن دورها في بائع الأحذية " جائزة التلفزيون الخليجي "
جائزة مهرجان قرطاج السينمائي لفلم الحارس

مسلسلات تأليفاً..
الساقية المهجورة , أمل والريح , في مهب الريح , ما فات القطار سجلت للتلفزيون الكويتي..






رحلت وعيونها شاخصة نحو العراق..
في العام 1994 شعرت بوهن في ساقيها، راجعت على أثر ذلك الأطباء، الذين ركزوا على المفاصل.. لم يكتشفوا المرض إلا بعد أن استفحل وبالصدفة رغم أنها كانت تخضع للتحاليل المختبرية الأسبوعية ..
عندما علمت بحقيقة مرضها لم تخنها شجاعتها في مواجهة مصيرها .. كانت تضحك وتمزح مع زوارها، بمعنويات عالية جدا وتحملت بصبر وصمت آلامها .. حتى رحيلها يوم 13 آب 1998 .. حيث خرجت لوداعها جموع غفيرة من العراقيات والعراقيين على اختلاف أديانهم وميولهم واتجاهاتهم ، بالإضافة لعشرات الشخصيات والوجوه السياسية والثقافية والفنية من مختلف أنحاء العالم .. في موكب مهيب لم تشهد السويد مثله من قبل .
اذ تقدمت الموكب دراجتان ناريتان لشركة المرور وسيارة خاصة فيها نعش الفقيدة ملفوفاً بعلم عراق 14 تموز ومكسواً بأكاليل الزهـور.. كما ألقيت فـي المقبرة كلمات مؤثرة لوداع فنانة الشعب زينب .
رحم الله الفنانة زينب فقد كانت فنانة رائعة واصيله .
تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 1.jpg‏ (114.4 كيلوبايت, المشاهدات 246)
نوع الملف: jpg 2.jpg‏ (18.1 كيلوبايت, المشاهدات 244)
نوع الملف: jpg 3.jpg‏ (116.8 كيلوبايت, المشاهدات 245)
نوع الملف: jpg 4.jpg‏ (32.8 كيلوبايت, المشاهدات 245)
رد مع اقتباس