عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 11/10/2009, 18h36
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوه الاعزاء
السلام عليكم


رائدة المسرح العراقي الفنانة الكبيرة ناهدة الرماح









ناهدة الرماح أول فتاة عراقية تعتلي خشبة المسرح وتمثل بكل إبداع متحدية التقاليد يوم لم يكن المجتمع العراقي يتقبل أن تخوض هذا المضمار فتاة من عائلة كريمة ،ويوم لم يكن المسرح والسينما معروفا في العراق ، ونالت بجدارة لقب رائدة السينما والمسرح العراقي .

الاسم الكامل: ناهدة اسماعيل القريشي
الاسم الفني: ناهدة الرماح


ولدت في بغداد في محلة (الحيدر خانه) وبدأت حياتها الفنيةلاول مرة في سنة 1956-1957 بطولة في فيلم (من المسؤول) انتاج شركة سومر اخراج عبد الجبار ولي . كانت اول فتاة (من عائلة) تمثل في السينما، حيث كان دخول المرأة في العمل الفني، المسرح والسينما خصوصا، امر صعب بسبب تعارضه مع مفاهيم العفة والشرف السائدة آنذك، لهذا كان محصورا فقط بفتيات الملاهي .

وتروي الفنانة ناهدة بعضا من ذكريات حياتها

ترعرعت في كنف عائلة سعيدة والبيت الذي نشأت فيه كان يعج بالحياة السياسية ،فقد كان أخي أول نقيب لعمال المطابع في بغداد وكنت غير بعيدة عن الاضطهاد والتعسف الذي كان سائدا انذاك ، فلا زلت أتذكر مذبحة سجن بغداد وقد أثرت هذه الحادثة كثيرا على صقل شخصيتي . في طفولتي كنت اختلف عن باقي اخوتي ، لم اكن احب اللعب مع اقراني من الأطفال بل كانت تستهويني احاديث الكبار وأصغي اليها رغم إني احيانا لم اكن افقه منها شيئا .
ومنذ طفولتي كنت أعشق التمثيل وضمن لعبي الطفولي كنت أغرق في احلام اليقظة وأتقمص الشخصيات والادوار المختلفة وكثيرا ما كنت اكلم نفسي وأخلق الحوارات وفي العطل المدرسية كنت اتابع اخبار الفنانين المصرين وافلامهم من خلال مجلات الموعد والمصور وغيرها .منذ طفولتي كنت اتحسس معاناة امي وهي بطبيعة الحال معاناة كل امرأة عراقية في ذلك الزمان . كنت اتمنى أن أصبح شيئا يسعدها ويبهج حياتها .

تزوجت ولم أتجاوز الخامسة عشرة ولم اكن افهم ما هو الزواج والحياة الزوجية . في إحدى لمرات مرضت فاصطحبتني امي واخي الى الطبيب وهناك التقيت صدفة بالفنان إبراهيم الهنداوي الذي راح يحدثني عن شركة الافلام التي أسسها عبد الجبار ولي العائد لتوه من امريكا وبأن الشركة بحاجة الى وجوه جديدة من بنات العوائل الكريمة للقيام بالتمثيل . وفجأة سألني : ’ ناهدة هل تحبين أن تمثلي في السينما ؟ ووقتها لم تسعني الدنيا من الفرح وأجبته على الفور وبدون تردد بأني موافقة . وأخذت موافقة اهلي وزوجي وبعد اختبار قصير تم اختياري للدور الاول في الفلم العراقي ( من المسؤول ) عام 1957 ، وتجنبا للمشاكل التي تعرضت لها عائلتي بسبب قيامي بالتمثيل ، طلب أخي من مخرج الفلم أن تشارك عائلتي معي بالتمثيل. وفعلا مثلت امي واخي وزوجته وعمة فخري الزبيدي مما أضفى على الفلم مصداقية كبيرة لأن الشخصيات حقيقية وتمثل المجتمع العراقي ، كما أنه طرح قضية حساسة وجريئة هي بكارة الفتاة ليلة الزفاف وفيه مثلت بعفوية وصدق. ولاقى الفلم نجاحا كبيرا وكان الإنطلاقة الاولى لي في عالم التمثيل كما كانت كلمات الإعجاب ولإطراء اثناء عرض الفلم حافزا لي لمواصلة الطريق الذي اخترته .لازلت اتذكر الكلمات التي كان الجمهوريرددها بعد انتهاء العرض ( يا ناهدة انت تاج العراقيين ) وبعد هذا الفلم لم اتخلى عن احلامي في أن أكون ممثلة ، فكنت أقرأ كل ما يخص المسرح والسينما ومتابعة الاخبار الفنية في الكتب والمجلات. وتجدد املي في العمل حين التقيت استاذي ورفيق دربي سامي عبد الحميد الذي طلب مني أن امثل معهم في الفرقة ، وقمت بدور المرأة الخرساء مع سامي عبد الحميد في مسرحية ( الرجل الذي تزوج إمرأة خرساء ) وهي مترجمة عن الفرنسية .






تروي ذكرياتها عن اول ليلة ظهرت بها على المسرح .

لقد كانت لحظات عصيبة احسست بأن جسدي يرتعش وبأني لا استطيع أن أنطق حرفا واحدا وحين رفعت الستارة أصابني ذهول وشرود وترددت بالكلام ، لكني صحوت على صوت إبراهيم جلال يأتيني من خلف الكواليس ( خذي نفسا عميقا يا ناهدة ) وأخذت نفسا عميقا ورفعت رأسي وأبهرتني انوار المسرح وأعطتني دفعة قوية لتأدية دوري بشكل بارع . وبعد إنتهاء العرض خرجنا لتحية الجمهور وكانت فرحتي لاتضاهيها فرحة حين شاهدت امي تصفق وتزغرد مع الجمهور ودموع الفرح في عينيها وتشق طريقها بين الجمهور وهي تردد ( هذه بنتي ..هذه الممثلة بنتي ) وشعرت وقتها بأني حققت الحلم الذي كان يراودني منذ الطفولة وهو إسعاد امي .

وتروي بعضا من معاناتها في حياتها الخاصة .


في البداية واجهت بعض الصعوبات ، فقد كنت مقسمة بين البيت والاطفال ووظيفتي في مصرف الرافدين وعملي في المسرح . حبي للتمثيل والمسرح ذلل تلك الصعوبات، فمثلا كنت لا اشعر بالتعب حين أقوم بغسل الملابس وإعداد مستلزمات اسرتي بعد أن أعود من المسرح حتى ولو كان بعد منتصف الليل .

تروي ناهدة بعضا من ذكرياتها الفنية عن الفترة التي تلت ثورة 14 تموز عام 1958 .


ْبعد ثورة تموز نشط العمل المسرحي والتلفزيوني بشكل كبير وقدمت العديد من المسرحيات الهادفة والتمثيليات الإذاعية التي لعبت دورا كبيرا في توعية وإسعاد الجماهير .وفي عام 1962 تأسست مصلحة السينما والمسرح في العراق وتم تعيين يوسف العاني مديرا لها ، وتشكلت الفرق المسرحية وتقرر إنتاج العديد من المسرحيات وكانت مسرحية(الخال فانيا) لتشيخوف من نصيب الفرقة التي أعمل فيها وكان لهذه المسرحية الفضل الكبير في صقل موهبتي الفنية .لكن بعد عام 1963 تدهورت أوضاع المسرح العراقي بسبب المضايقات التي تعرض لها الممثلون .وفي منتصف الستينات تحسنت الأوضاع نسبيا وقدمنا ثلاث مسرحيات ( مسألة شرف )،(عقدة حمار )و ( فوانيس ) ، كما وقدمت مع الفنانة الراحلة رفيقة دربي الفقيدة زينب مسرحية ( النخلة والجيران ) للروائي الكبير غائب طعمة فرمان ، وكان لهذه المسرحية تأثير كبير على المسرح العراقي لأنها عكست بحق ما تعانيه المرأة من ظلم وإضطهاد وإستطاع عامة الناس مشاهدتها ، كما واستخدم في العرض ولاول مرة المسرح الدوار . وتلتها مسرحية ( المفتاح ) ولاول مرة ادخل الغناء والرقص على المسرح .



فقدت بصرها وهي على خشبة المسرح.


في ليلة 10 ـ 1 ـ 1976 كانت ناهدة تشارك في مسرحية( القربان) الشهيرة التي اعتبرت حينها حدثا في المسرح العراقي، وهي مقتبسة من رواية للروائي العراقي الكبير (غائب طعمة فرمان). في تلك اللية الليلاء وفجأة ومن دون سابق إنذار وبينما هي في كواليس المسرح فقدت الفنانة نظرها، ولم تعد ترى أي شيء!!
هذا الحدث اثار ضجة شعبية وقد تعاطف معها كافة العراقيين. على اثر ذلك ارسلها رئيس الجمهورية في ذلك الوقت احمد حسن البكر الى لندن للعلاج على نفقته الخاصة. هذا الحدث اشعر الفنانة كم كان الجمهور يحبها ويقدرها ووقف الى جانبها في محنتها، بحيث انها صرحت : (( لقد نسيت الظلام الذي عشت فيه وكان حب الناس لي هو النور)).
لكن زمن الكوارث لم ينتهي على الفنانة وعلى امة العراق بأكملها، حيث إضطرت الى الهرب من الوطن عام 1979 وفقدت كل ما تملك، ولا زالت الفنانة تعيش في المنفى وفي العمى التام منذ ذلك التاريخ وحتى الآن!!
خلال عدة سنوات ظلت تتنقل من بلد الى بلد حتى استقرت في لندن عام 1983. ولازلت حتى الآن تعيش فيها.




الفنانة ناهدة تتسلم حائزة تكريمية خاصة في مؤتمر للجالية العراقية في ستوكهولم بالسويد


منقول بتصرف
لفنانتنا الصحة والعافية والعمر المديد ان شاء الله .
تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 1ناهدة الرماح.jpg‏ (35.5 كيلوبايت, المشاهدات 339)
نوع الملف: jpg ناهدة الرماح 2.jpg‏ (43.8 كيلوبايت, المشاهدات 335)
نوع الملف: jpg ناهدة الرماح 3.jpg‏ (32.9 كيلوبايت, المشاهدات 334)
نوع الملف: jpg ناهدة الرماح5.jpg‏ (28.5 كيلوبايت, المشاهدات 332)
رد مع اقتباس