عرض مشاركة واحدة
  #98  
قديم 10/10/2009, 16h09
karimokarim karimokarim غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:466099
 
تاريخ التسجيل: October 2009
الجنسية: marroqui
الإقامة: agadir
المشاركات: 7
افتراضي رد: دراسة الملحون مرفوقة بالقصائد المكتوبة

القسم الأول الشاعر خارج النص
1- مفهوم شاعر الملحون
إن البحث عن مفهوم واحد يحدد مفهوم ماهية الشاعر الزجلي ونعني هنا شاعر الملحون يطرح عدة إشكاليات وذلك نظرا لتنوع المفاهيم وتباينها من لدن الباحثين والدارسين وأهل الملحون أنفسهم. فبالنسبة للباحثين والدارسين نجد مثلا إدريس المنساوي(1) في كتابه أسئلة السفر أو سفر الأسئلة يعتبر شاعر الزجل هو المتمرد الخلاق المبدع الذي يحاول أن يطور ويرقى بشعره شكلا ومضمونا ، ويعتبر المنساوي الشعراء الدين أسهموا بشكل كبير في تطوير شعر الملحون بإبداعاتهم وتحسيناتهم التي أضافوها إليه هم الشعراء الحقيقيون الذين تنطبق عليهم مجموعة من الألقاب(2) من قبيل الأدباء، أهل العقول الراجحة، أقواس الملحون، ناس الموهوب، ناس الفن والمعاني …
والشاعر الفحل في تصوره هو الذي يعكس بصدق وواقعية الواقع المعيش لمجتمعه الذي هو واحد من أبنائه ، وعليه فوجب عليه أن يكون لسان مجتمعه يتمرد ويثور على أخطبوط الفقر و الاستغلال والفساد ويعمل على الكشف عن الحقائق المحجوبة وينبه الناس إلى عيوبهم ويبين لهم أسباب انحطاطهم وتخلفهم ، هذا هو الشاعر في تصور المنساوي الشاعر الحامل للكلمة الصادقة والصادع بالحق، أما شاعر اللهو والعبث و شاعر المرتزقة الذي يتواطأ مع القوى الظالمة فهو بعيد عن الشاعرية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ويرى كل من علال الحنفي ومولاي المهدي العلوي وهما آخر من تبقى شيوخ المحلون بسلا أن شاعر الملحون لا يمكن أن يكون شاعرا فحلا إلا حينيراعي الوزن و الإيقاع ويكون شعره ممتازا سليما من الأخطاء متضمنا لألفاظ من غريب لغةالملحون وليس من الضروري أن يكون متعلما إذ يكفي أن يكون موهوبا ينظم بالسجية والسليقة، أما الشاعر الذي يبتعد عن الوزن ويخرج عن الإيقاع فانه لا يستحق لقب الشاعر وان نال موضوع شعره إعجاب الناس لان أهم ما يجب أن يتحلى به الشاعر بالإضافة للموهبة وقوة الكلمة تمام الوزن.
ويرى الشاعر محمد الفلالي المعتذر أن شاعر الملحون هو القادر على إبداع قصائد رائعة في كل الاغراض الشعرية دون استثناء ويراعي في الآن نفسه الايقاع و الوزن بل و تكون له القدرة على نظم قصائد مختلفة في كل البحور و الاوزان الشعرية وعندها فقط يمكن أن يطلق عليه لقب شاعر فحل .
وانطلاقا من هذه الاراء المتباينة لا يمكننا القول الا أن الحكم على هذا الشخص بأنه شاعر وأن الآخر ليس بشاعر يتطلب منا وقفة نستعرض فيها أهم الشروط التي وضعها أهل الملحون للحسم في هذا الموضوع .
2 – شروط فحولة شاعر الملحون
وأول شرط يشترطه أهل الملحون في الشاعر المعترف به وبشعره أن يكون له شيخ أخذ عنه " فشاعر الملحون لايرقى إلى ما يرقى إليه من وجاهة وصدارة بوسطه الفني إلا إذا كان له شيخ معروف يلازمه وينتسب إليه ويحفظ الكثير من شعره وشعر شيوخ شيخه"(3). والسبب الرئيس في اشتراطهم للشيخ ليعترف بالشاعر هو أن الشيخ يكون للشاعر الناشئ كالمدرسة التي يغترف منها كل العلوم " فالشيخ ينفخفيتلميذهومريدهمنروحهوعبقريتهويمدهبالقوةالسريةعلىاستنباط
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ


المعاني والتعبير عنها بأجمل الألفاظ وأحلى الطبوع والميازين "(4). ولهذا السبب نجد الشعراء يفخرون بشيوخهم الذي أخذوا عنهم ويهجون خصومهم بكونهم لاشيوخ لهم لدرجة تدفع ببعض الشعراء الى ذكر أسماء شيوخهم في آخر القصيدةو أشهرهم الشاعر عبد الفضيل المرنيسي تلميذ الشاعر النجار فتكاد قصائد هذا الشاعر لا تخلوا من ذكر اسم شيخه.
ومن الشروط الأخرى التي يجب أن تتوفر في الشاعر ليعترف بشعره بالإضافة إلى احترامه الوزن والإيقاع ، أن يكون موهوبا مبدعا خلاقاَ أي أن تكون انتاجاته الشعرية بالسجية والفطرة، والشاعر الذي تتوفر فيه هذه الملكة يتبوأ أعلى مرتبة ولا يشترط فيه أن يكون متعلما آذ يكفي أن يكون واعيا عارفا بحقوق الكلام وإن كان أميا(5).
ومن الشروط الأخرى التي يشترطونها بالإضافة إلى ما تقدم ذكره أن يكون مبدعا ولا يتأتى له ذلك إلا إذا وصل إلى مستوى الإبداع الذي يشتمل على ثلاثة عناصر أساسية وهي "منقول وهيض وغيظ فالعنصر الأول" المنقول" يقصد به أن يصوغ الشاعر قد نقله سواء كان مقروءا أي ما يقرأ ويدرس على الطريقة التقليدية في جامعة القرويين أو مدرسة ابن يوسف بمراكش أو كان مسموعا أي ما كان يتلقاه الشاعر من خلال مجالس العلماء و منتديات الأدباء فحين يتمكن الشاعر من صياغة هذه المعارف صياغة فنية رائقة و يوفق في نقل كل المعلومات التي تجمعت في ذهنه نقلا يستوفي شروط الصناعة الأدبية و الفنية حينها يكون الشاعر قد استوفى شرطا من شروط الإبداع التي تجعل منه شاعرا والعنصر الثاني من ثالوث الإيداع هو " الهيض" و يقصد به أن يصف الشاعر ما يعايشه ويتجاوب معه على
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ


مستوى الأحداث والوقائع على نحو يمزج فيه بين مشاعره الخاصة وبين ما يريد أن يتوجه به إلى مجتمعه ويعطي فيه رأيه.
و أما العنصر الثالث فهو الذي يعرف عند أهل الملحون" بالغيظ" ويعنون به أن ينقلالشاعر مشاعره وانفعالاته ويترجم كل ذلك بواسطة مجموعة من القصائد".(6)
فان استوفى الشاعر كل هذه الشروط حينها فقط يمكن أن يلحق بحظيرة الشعراء الفحول المعترف بشعرهم أما مرتبته ومكانته بين الشعراء فموهبته ومهارته هما الكفيلتان بتحديدها .
وبالإضافة إلى هذه الشروط التي ذكرناها يشترط في الشاعر الذي ينظـم " الجفرية"(7 أن يكون تقيا صالحا متخلقا زاهدا ظاهر الورع مشغولا بنفسه عن الناس متتبعا لأحوال البلاد والعباد فإن سقط عن شاعر " الجفرية " شرط من هذه الشروط وثبت أنه من اللاهين والعابثين بطلت " جفريته " ومنع الحفاظ من تداولها وإن جاءت تنبؤاتها مطابقة للواقع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- إدريس المنساوي ، أسئلة السفر أو سفر الأسئلة ، كناش التعاويد ، 1991-1999 ص ص 127 .129 بتصرف
2-ونمثل لها ببيتين للشاعر السي التهامي المدغري ، الأول من قصيدة فارحة و الثاني من قصيدة العود
- وسلام لأهل اللواح هل لعقول الراجحه
- فاح من طيبه عودي والسلام لناس لموهوب و النكاي
من جحل
3- عبد الرحمن الملحوني ، ديوان الملحون ، سلسلة أبحاث و دراسات في القصيدة الزجلية ، ع2 ، كتابة الشعر الشعبي المغربي الملحون ، إشكالية من إشكالية الإنشاد و التدوين ، شركة بابل للطباعة و النشر و التوزيع ، الرباط 1990
4- عبد الرحمن الملحوني ، ديوان الملحون ، ع2 ، مرجع سابق، ص 73
5- شاعر الملحون إن كان أميا فإن هذه الأمية أبجدية فقط أي أنه لا يعرف مبادئ القراءة و الكتابة لكنه بمجالسته العلماء الفقهاء يكتسب ثقافة علما.
6- عبد الرحمن الملحوني ، ديوان الملحون ع2 ، مرجع سابق ،ص ص 81.80 ، بتصرف
7- " الجفرية " ( م جفريات ) وهي قصيدة يذكر الشاعر فيها الأخبار المستقبلية

رد مع اقتباس