عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 05/10/2009, 21h33
علاء قدرى علاء قدرى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:416240
 
تاريخ التسجيل: April 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 209
افتراضي رد: يا أيها القمر الذي أحببتُهُ......جديد يوسف أبوسالم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف أبوسالم مشاهدة المشاركة
ياأيهـا القمـرُ الذي أحببتُـهُ





شَجْواً يُسَقسِقُ أمْ تُراهُ يصيـحُ
أمْ حسبُهُ الطيرُ الجريحُ يبـوحُ



تتشابكُ الأصْداءُ في أعْشاشِـهِ
أيّـانَ يشْرَقُ بالفُـــراقِِ ينــوحُ




يشكو إلى الأغصانِ نأْيَ أليفـِِهِ
والنبضُ في شريانهِ مَسْفُـــوحُ



ما لاحَ سانِـحُ بَرقِـــهِ إلا وقَـدْ
صَرَختْهُ من أبراجِهنَّ صُروحُ



وطَفِقْنَ يسقينَ الغمــامَ نشيجَـهُ
فتسيل من خفق النشيج جُروحُ



قد كان يا ما كانَ يسهـرُ ليلُهُ
فتغيبُ بعضُ نجومـــهِ وتَلوحُ



فتضيئهُ حيناً وتطفىءُ وَقْدَهـا
وينـزُّ مَــــوْجُ أُوارِهِ ويفـوحُ



قد كان يا ما كان يُسْرِجُ خيلَهُ
فإذا وجيبُ صهيلـــهِ مَبْحـوحُ



ما تَلّــهُ سيفُ الهـوى لِوَتينِهِ
إلا وفـــاضَ متيّــــمٌ وذبيــحُ



وغدتْ شجونُ القلبِ سربَ نوارسٍٍ
والبحــــرُ في صلواتها مَشْلــــوحُ



شجناً تُحمحمُ خيلُــــهُ موجوعَـةً
غيضتْ فوارسُها فصاحَ جُمُوحُ



ما ذنبُ عُصْفــورٍ تنوءُ سماؤهُ
بعجيجها وتهبُّ فيها الرّيـــــحُ



ما ذنبها الفَلواتُ غابتْ شمسُها
فغدتْ تُطِـلُّ هنيْهــةً و تشيـــحُ



ياأيهـا القمـــرُ الذي أحببتُـــهُ
فأضاءني والضوءُ مِنْهُ شحيحُ



أفديكَ من قمـرٍ ولو أضنيتنــي
أنا في دويّ مَـداركَ الملفـــوحُ



أنا منكَ تمنحني الحياةُ سِماتَها
يحنـــو عليَّ نخيلُهـا والشِّيــحُ



أنا فيكَ بعضُ تميمـــةٍ عبثيـــةٍ
والبعضُ فيكَ مهاجــــرٌ مذْبوحُ



بكَ أيها المَلَََكُ الغريـرُ مُعلَّــقٌ
متفـــرّدٌ متكاثـــرٌ مَوْشــــوحُ



أنتَ المنى فانظرْ إلى أعناقها
مُـــدّتْ كـأنَّ هسيسَها تسبيـحُ



وانظرْ إلى عذْبِ التثنّي عندما
يتخاصرانِِ الجَهْـرُ والتلْميـحُ



دفّيء سطــوري إنها مقْرورَةٌ
وبغير دِفْئِــكَ سَقفُها مَفْتـــوحُ



وافتحْ شبابيكَ الرؤى وأضِفْ لها
حُلُمي فإنّ الحُلْــمَ فيـكَ فَصيــحُ



عُدْ يالحبيبُ فإن صوْتَكَ في دمي
يسري وأنكَ أنتَ مِنّــي الـــرُّوحُ



يوسف أبوسالم
الشاعر الكبير يوسف ابو سالم
تفضل السابقين ( الرائعة دوما رغد ؛ والحبيب الاديب ابو زهدة ) فى الابحار فى فلك القصيدة ؛ فاضافوا ابداعا الى ابداعها ؛ و جمالا الى جمالاها ؛ فكفونا عناء الاجتهاد ؛ واذا حضر الماء بطل التيمم؛ اذا من نافلة القول ان اعترف ان بى دهشة من قدرتك المتانية فى اختيار مفردات وان بدت تحتاج الى صبر و تانى فى محاولة اكتشاف ما بها من جمال ؛ ورقة ؛ ودقة ؛ الا انها تثقل قاموس القارئ كى يكون على قدر استيعاب القصيدة ؛ و التمتع بها كعمل ابداعى اضافى ؛ يزيد من وعية ؛ ويخلق منه مبدعا له قدرة التذوق فتتكامل الصورة ؛ ولا اخفى عليك سرا انى حين قرات عنوان القصيدة (يا ايها القمر الذى احببته ) قلت فى نفسى و ما جدوى ان يكتب الشعراء فى مفردة اصبح مدلولها العلمى طاغيا على جمالها الشعرى ؟ ولقد قفز الى مخيلتى فجاة ما قاله توفيق الحكيم عن المراة انها كالقمر بمعناه الفلكى لا الشعرى ؛ لا تضئ بذاتها ؛ ولكن من انعكاس ما يراه الاخرون ؛ ولكن حين قرات قصيدتك الرائعة ؛ عرفت ان للشعراء مملكة خاصة لا يحكمها سواهم ؛ يرون مفردات العالم بعيون حالمة فلم يفتقدوا بعد ما افتقدناه؛ فظل الكون فى اعينهم جميلا كما خلقة الله ؛ لا كما يراه من منعهم رمد فى اعينهم من رؤية السماء ؛ وابداع الخالق .
رد مع اقتباس