رد: التناصح
الاستاذ الفاضل مصطفى اخرس ؛ تحية طيبة لشخصكم الكريم ؛ و مشاركة متواضعة منى لموضوعكم الهام (النصيحة)فانى ارى الامر كما يلى :
-تخطى عدد المسلمين من سكان هذه الارض المليارين وهم يتناصحون بينهم كجزء من الموروث الدينى (الدين النصيحة) ؛ وتعج المنابر فى صلاة الجمعة ؛ و فى الفضائيات ؛ والصحف اليومية ؛ وحتى فى الاحاديث اليومية العادية التى تجرى بين شخصين بالنصح و الارشاد بلغه مفهومة و بيان عربى مبين ؛ ولكن الامر كما ترى ؛ ويرى كل صاحب عين ؛ و بصيرة ما ال اليه حالنا ؛ وهوان امرنا ؛ حتى صرنا كثرة كغثاء السيل ؛ رغم التناصح .....
اذا للامر وجه اخر من ينصح من ؟ ؛ وكيف تكون النصيحة ؟؛ ومتى يكون للنصيحة فائدة يرجى منها النفع العام ؟ بل و فلسفة النصيحة ؛ بعيدا عن حناجر تطلق الكلام فى الهواء بلا فائدة ظنا منها انها تحمل رسالة سامية لتغيير العالم دون ان يتحول كلامها الى فعل عملى خلاق ينتج ما يفيد ويدل على فاعلية النصح و الارشاد
-اعود لاختصار المسالة و تحديدها فى نطاق منتدانا الذى نشرف بالانتساب اليه فاقول ؛ ان للمنتديات طبيعة خاصة جدا ؛ وللتواصل عبر النت وابداء الراى و النصيحة اشبه بالعملية الجراحية التى تتطلب جراح ماهر حتى لا يجرح المريض جرحا يغادره الشفاء ؛ وذلك اننا نتعامل مع مشاعر انسانية لم نرى صورة صاحبها الحقيقية ؛ ولا ندرى اى رد فعل لصاحبها حيث تختزل الحقيقة فى بضع كلمات مكتوبة قد تخفى فى صدر صاحبها نارا لا تطفا ؛وعذابات لا تنتهى ؛
ولدى نموذج للدلالة على مقصدى حين سال احد الصالحين سؤلا واحدا من شخصين مختلفين (هل للقاتل من توبه) فاجاب لاحدهم بنعم و للاخر بلا رغم نفس الفعل ؛ و انما راى بفراسته ؛ حين نظر لكلا الساءلين ان احدهم قام بالفعل ؛ وان الاخر مقدم عليه فاجابه بلا ؟ هنا خطورة ان تحدث احد دون ان ترى ملامحه ؛ فتحتاج لمهارة خاصة لا اقول نفاق و انما ودا واحتراما الى ان تتعارف القلوب و العقول فتاتلف فيكون النقد فى محله و الذكرى تنفع (المؤمنين) .
-هناك اشكالية اخرى فى ان فى حرفة الادب لا يجوز فيها المجاملة ؛ ولا المواربة ؛ وهذا حق لا جدال فيه (واحيانا تختل موازين النقد حتى مع عمالقة الادب فنرى مدحا لما لا يستحق ؛ وسحقا لاعمال تستحق كل التقدير ؛ ولكن النقد صناعة بشرية يصيبها ما اصاب الانسان احيانا من حب الشهرة ؛ و التملق ؛ وما يسمى حزب اعداء النجاح)واكثيرا ما نرى اساتذة النقد الممتهنين يصنعون من الفسيخ شرباتا ؛ و من الافراح احزانا؟
-اعودة مرة اخيرة للمنتدى فانا على يقين من ان الاعمال الجيدة تفرض نفسها وان لم يكتب فى حقها ما تستحقه حرفا واحدا ؛ وان الاعمال دون المستوى وان لاقت كل القبول و المديح لاعتبارات التواصل و افتقاد ثقافة التمييز ؛ فهى كنبت الشوك يشغل حيزا لا لشئ الا ليظهر جمال الوردة فتكتمل الصورة ؛ ولدى تخيل ان صدق انه قد يكون فى نفس المادح حين يمدح ما لا يستحق ان صاحب العمل الردئ لن يتقدم به لينال جائزة نوبل فى الادب ؛ فلا ضرر و لا ضرار ؟؟
وتبقى الشمس ما بقيت حياة ؛ وتبقى افات و افات لا نستطيع منها فرارا ولكنها تستحق ان تقاوم دون سحق لادمى .
|