عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 28/09/2009, 11h53
الصورة الرمزية يوسف أبوسالم
يوسف أبوسالم يوسف أبوسالم غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:47645
 
تاريخ التسجيل: July 2007
الجنسية: أردنية
الإقامة: الأردن
المشاركات: 241
افتراضي رد: دمــوع فـى شـوّارد آلَغَيِــوَِمْ...!!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رغـد اليمينى مشاهدة المشاركة





تجلس وحيده تَنضو عَنْ عُنقها قلائد الحزن والكآبه ، تنظر إلى ساعتها بين الفينه والأخرى ،

مازال موعده لم يحن بعد ، هذيان يلوح إلى جفونها غفوه ..ما كادت أن تستفيق من غفوتها خلال دقائق إلا أن

أكتظ المكان بالناس. وأضحى محشرا حقيقيا..انتابها شعورغامض وهى تموج وتترنح فى وجوههم ،

فدنت منها إلتفاته صعقت عينيها ؛وفغرت فاها لهذه الصدفة التى رممت مشاعر مسفوكة من زمن .

أطالت النظر إليه لتتفحص قسمات محياه ، وما أضافه الزمن الحائر من لمسات عليها ... وسيما يافعا لم

يتغيربه شئ سوى بعض الشيب الذى تمرد على خصلات شعره . فى نفس اللحظة وجه نحوها سهم

نظرة تلقفتها بلهفه _تقاذفته الخطوات نحوها وما ان اقترب منها حتى

أوقد هذا الجرح القانى خلف ضلعها الإيسر من جديد ؛

سألها عن حالها ؟

ردّت وهى تتلعثم بين شهقات مكتومة : أنت ..! آآراك مِنْ جديد بعد هذه المده

إبتسم قائلاً : وما الذى تغير فى غيابى

قالت : لم يتغير شئ البته

نعم ..ما زلتِ كما رأيتكِ أخر مرة جميلة رقيقة ، أتعلمين بعد أن فقدت أمل لقائكِ مرة أخرى ..إلا أن

طيفكِ كان يرافقنى راشاً فوق صحراء غُربتى رهاماً وبَرَداً.

فارت منها بقايا تنهيده ، لبوحه الذى سقسق فى شرايينها حنينا مخضبا بشجن وألم سنين..

لفحتها خصلة من شميم العِطر... امراة اقتربت منه وهى تبتسم ، أمسك بيدها ومضى فى طريقهما ؛

باعثا لها ابتسامه أبت أن ترحم بالها ... ظلت عيونها تُلاحقهما ؛حتى تلاشى ظلاهما مع هذا الصفير الذى

أقتلع أخر جذور الأمل مؤذنا بموعد الرحيل. أسرعت لتلحق به تطرد النعاس عن جفونها وصدى كلماتها

الآخيرة يرتجف .. لم يتغير شئ البته !




تمــــت .....


فى 1/ 9/ 2009
رغد اليميني
أيتها الرائعة المرهفة

قبل أن أبدأ ...
اللون الأخضر هي كلمتات أعجبت ببلاغتها
اللون الأحمر هي كلمات أجريت عليها تعديلا نحويا
نبدأ مع رغد
قرأت قصتك الجميلة هذه
والتي ذكرتني أول ما ذكرتني بيوسف إدريس
من حيث سلاسة السرد ..ومنطقية الحدث ودلالة النهاية الهادئة شكلا والصاخبة والهادرة في الأعماق فعلا
وتوقفت طويلا عند هذا
العنوان الخالب ....دموع في شوارد الغمام
الذي يذكرني دوما بحزن نبيل شفاف على وجه الجميلة رغد
فكان عنوانا دالا معبرا عميقا مكثفا
ثم قرأت القصة مرات ومرات
فأعجبني فيها من حيث اللغة
تطور واضح في لغة رغد ..ينبىء عنه بعض النماذج التي لونتها بالأخضر
لانتقاء كلمات عميقة جزلة المعنى وجمل تكاد تكون شاعرية من حيث التكثيف والتحليق
وأعجبني من حيث السرد
هذه السلاسة والإنهمار الجميل الذي تتداعى فيه دواخل رغد القاصة متماهية مع بطلة القصة
وهي تنبش في أعماقها التي نثرت بعضها جملا وتعابير عميقة على الورق
ولفتني من حيث المضمون
هذا الدخول العميق لدواخل البطلة ...والولوج إلى دواخلها وسبر أغوار نفسيتها
ولأن القاصة أنثى ..والبطلة كذلك
فقد نجحت رغد في التعبير الشفاف الشديد الحزن لما أصاب نفسية البطلة
وهي تردد بعمق ملفت ..وحزن نبيل
لم يتغير شيء البتة
وما بين ( لم يتغير شيء البتة ) التي ردت بها عليه أثناء الحوار القصير بينهما
وبين ( لم يتغير شيء البتة ) التي ختمت بها القصة فرق كبير
رغم أنها نفس الجملة ونفس الحروف
ولكن الصوت الصادر في الأولى كان صوت الدهشة والفرح بلقائه بعد غياب
وصوت عودة الأمل من جديد
وصوت تداعي الذكريات الجميلة بينهما
وصوت الحلم بعودتها
وأما صوت الثانية فهيهات
كان الصوت مرتجفا ..تقطرالدموع المكتومة من كل حرف فيها
وتختنق نفسها بفقدان الأمل ونشوء واقع آخر
أبدعت يا رغد في الجدل الرائع بين الجملتين
وتغيير معناهما ودلالاتهما النفسية حسب الموقف وأغوار النفس الإنسانية
صوت القصة
هذه القصة تميزت بصوت هادىء ناعم في بداياتها
لكن هذا الصوت بدا مندهشا حال رؤيته بعد غياب
وصار رخيما أنثويا عند الحوار الأول يكتنفه حس الأمل
ولكنه عاد فاختنق من جديد وأخذ يهدر في الجملة الأخيرة
واما الحدث ..
وهو فقدانها لحبيب مضى أو لنقل خيانته لها أو بعده عنها
فكان هو مفجر كل التداعيات التي انهمرت بعد ذلك
بنية السرد
اعتمدت رغد في سردها للقصة على الراوي وهي رغد ذاتها لتتحدث عن المقدمة والوصف ألأولي قبل الولوج في الحدث
ثم تحول السرد إلى حوار ...
وعاد السرد أخير على لسان رغد مرة ثانية
ورغم تقليدية السرد هنا لكنه لم يكن مملا بفعل الشاعرية في بعض الكلمات والجمل
وبفعل التنويع بالحوار
وبفعل صوت السرد الخافت حينا والهادىء حينا
والهادر أحيانا
لقد كنت أسمع صوت البطلة بالكاد في البداية
وصرت أسمع صوتها مجلجلا ضاحكا مستبشرا في لحظات الحوار
وسمعت صوتا هادرا رغم هدوءه في النهاية
هذا إبداع من رغد القاصة وانتباه شديد إلى تفاصيل نفسية ارتبطت بالحدث بشكل رائع

تخلل اللغة بعض الأخطاء النحوية وقد أشرت إليها باللون الأحمر وهي أخطاء متكررة عند رغد ..وليتها تحاول الإستفادة وأظنها تفعل من الملاحظات بهذا الصدد
ومن خلال متابعاتي لرغد القاصة أتوقع لها ( وأسجل هذا التوقع هنا باسمي)
بأن تكون ذات يوم من أديباتنا المحلقات واللواتي تتردد أسماءهن على كل لسان
وخصوصا بعد أن تصدر
مجموعتها القصصية الأولى
التي أظنها تفكر فيها
وعند ذلك ..تحتاج كل قصة تختارها لمجموعتها القصصية الأولى إلى مزيد من المراجعة والتدقيق السردي والنحوي
وأقترح عليك يا رغد إذا فكرت بإصدار مجموعة قصصية
أن يكون عنوانها
دموع في شوارد الغمام
مودتي لروحك وقلبك
__________________
يوسـف أبوسالم - الأردن
الموسيقى هي الجمال المسموع


مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم



رد مع اقتباس