عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 08/09/2009, 22h53
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوه الاعزاء
السلام عليكم

ذكريات فنية من الزمن الماضي الجميل !!!!

لم يعرف الجمهور البغدادي من وسائل الترفيه والتسلية سوى النزهات في البساتين والحدائق في المناسبات. وكانت النزهة محظورة على النساء حتى وقت متأخر من أعوام الثلاثينات, لكن وسائل التسلية واللهو كانت مباحة للرجال , الأ أنها كانت حتى منتصف العشرينات مقتصرة على المقاهي ومايقدم فيها من حفلات غنائية وموسيقية. لقد دخل الفونوغراف (الصندوك اليغني) بغداد في عام 1893. وهو صندوق كان يذيع الأسطوانات الموسيقية (أم السيم) كما كانت تسمى في أول ظهورها وقبل أن تظهر الأسطوانات الأن بشكلها البلاستيكي بعد عام 1925. وبدخول السينما الى بغداد عام 1911 بات الراديو يظهر في الحياة العامة من خلال صالات السينما ولكن بشكل محدود. ويمكن القول ان التلغراف دخل بغداد عام 1861 والفونوغراف (الصندوك اليغني) 1893، والفوتوغراف (التصوير) عام 1895 والتلفون والسينما 1911 والكهرباء 1917،

كل هذه الوسائل الحديثة لم تصل الى العامة أو تدخل حياتهم أنما اقتصر استعمالها على النخبة من الحكام العثمانيين او البريطانيين وأداراتهم الحكومية. ولم يقترب منها العامة أو تقترب منهم الأ بعد عام 1925. أي بعد مرور مايقارب السنوات الثلاث على تشكيل الحكومة العراقية بزعامة الأسرة الهاشمية، والبدء بتأسيس دولة حديثة كانت باعتراف الملك فيصل الأول، رحمه الله، من أصعب المهام التي عاشها نظرا لكون الملل والنحل العراقية متفرقة ويصعب جمعها وقيادها، كما قال في رسائله المتألمة على أحوال العراق.

الراديو:
دخول الراديو الى بغداد عام 1927 غير بعض الأحوال، رغم ان وجود الراديو لم يكن شائعا، فيما كان ينظر اليه الكثيرون على أنه سحر من الجن , وأن هذا الجن المتكلم القابع في هذا الصندوق من أعاجيب ذاك الزمن , فيما اعتبره بعض رجال الدين شيئا محرما هو وصندوق الآغاني والفوتوغراف (التصوير)، فمثل هذه الأمور - كما يقولون - هي تجديف في الدين ولعب بعقول الناس وإلهاء لها لإبعادها عن أمور دينها ودنياها وحرام تدخل البيوت.

لكن المدنية بوسائلها الحديثة مثل الطوفان، لا أحد يقف في وجهها، فسرعان ما انتشرت هذه الوسائل في غضون عشرة أعوام بعد الأحتلال البريطاني للعراق. وما ان حل عام 1936 حتى تم افتتاح من بغداد بأجهزة بث من شركة ماركوني ورغم أن بث هذه الأذاعة كان يغطي وسط بغداد في البداية ثم شمل بغداد وبعض أطرافها بعد ثلاث سنوات. فإن تأسيسها كان حدثا كبيرا ساهم في تغير ثقافة المجتمع البغدادي وأثر تأثيرا كبيرا في أنماط التفكير. وجعل بغداد تدخل عصر الاذاعة.

أسطوانات بيضا فون:
قبل تأسيس دار الاذاعة العراقية التي بثت حفلات غنائية احيتها مطربات مثل صديقة الملاية وزهور حسين وعفيفة اسكندر عام 1936 كان بعض البغداديين يستمعون الى الاغاني إما مباشرة، في حفلات المقاهي والحدائق أو من أسطوانات الفونوغراف ومن ثم الكرامفون المستوردة والتي كان أقتناؤها مقتصرا على علية القوم وبعض المقاهي المتميزة.

لكن حدثا مهما حدث عام 1925 حين اعلنت شركة بيضافون انتاج اسطوانات لجميع مطربات ومطربي بغداد المشهورين ثم الأخرين من مطربي ومطربات العراق في البصرة والناصرية والموصل، وقد نشرت الشركة هذا الأعلان في الصحف البغدادية الصادرة أنذاك. يقول اعلانها:

تعلن شركة بيضافون كومباني أبو غزال لأصحابها بطرس وجبران بيضا.أنها رأت محبي الطرب في العراق وضواحيها محرومين من كل مايبعث للنفس سرورها وللقلب أنتعاشه , وبعد درس الأسباب تبين لها أن هناك سببين وجيهين:

1- عدم وجود اسطوانات غناء من القراء العراقيين الممتازين.
2- غلاء الفونوغرافات.

وعليه أخذت(اشترت) أصوات أشهر المطربين العراقيين ومن بينهم مطرب العراق السيد محمد القبانجي ومطرب الموصل السيد سلمان الموصلاوي. وانشات لها محلا في خان دلة ببغداد لبيع الجملة والمفرد، وكذلك فونغرافات بقيمة 50 روبية (1920).


الأغنية الفاحشة:
لقد انتشر استخدام الفونوغراف في بغداد في منتصف العشرينات. وكان عاما 1926 - 1927 عامي انتشار الاسطوانات في بغداد بعد قيام شركة بيضافون بانتاج اسطوانات لاشهر مطربات ومطربي ذاك الزمان، لكن بعض المطربين والمطربات ومنتجي الاسطوانات غير المرخصة راحوا يصدرونها باصوات عراقية متنوعة ودخلت للاسواق شركات صغيرة مختلفة، وراح هواة الطرب يتداولون اسطوانات تحمل اغاني عراقية (من الادب المكشوف )، وما اشبه اليوم بالبارحة !!!!
فبالأمس حدث هذا في ظل الأحتلال البريطاني للعراق عام 1917 حيث بات العراق لسنوات بلا دولة ولا هم يحزنون، واليوم يحدث هذا في ظل الاحتلال الامريكي أيضا حين تراجعت الأغاني العراقية الرصينة وتراجع الفن الرفيع العريق، وشاعت أغاني البرتقالة والبيتنجانة ورقص الكاولية وهز الأرداف والبطون بما يسيء للفن العراقي وللمرأة العراقية بعد أن سقط الوطن في هاوية الزمن الرديء .

اغنية هيموني هالبنات!!
في ذاك الوقت من عام 1926 صدر الحكم القضائي في بغداد بما يسمى بقضية الاغاني الخليعة ونشر الاعلان التالي في الجرائد:

نظرت محكمة الجزاء في العاصمة في الدعوى المقامة ضد المغنية جليلة وزملائها, بناء على نشرهم الأغاني المخالفة للآداب في اسطوانات الغرامفون واصدرت الحكم بالحبس العادي لمدة ثمانية ايام على جليلة وعشرة ايام على المغني اسماعيل أمين وخمسة عشر يوما على جليل خليل وعلى كل من داود عزرا حكاك وحسن ابراهيم ( اصحاب شركة الاسطوانات ) بغرامة 100 روبية ومصادرة الأسطوانات الممنوعة موضوع الدعوى وذلك وفقا للمادة 203وبدلالة المادتين 54 و 25 من قانون العقوبات البغدادي .
منقول للفائدة .....

تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد

التعديل الأخير تم بواسطة : قصي الفرضي بتاريخ 09/09/2009 الساعة 06h35
رد مع اقتباس