أخي أبو زهده
السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته
كم هو جميل أن يطوي الكلام الطيّب المسافات المديدة ليحطّ كالفراشة على شرايين القلب .. هكذا تلقّيت ردّكم الكريم على موضوع " الموسيقى و السّماع الصّوفيّ عبرالعالم "
أخي الكريم ، كم نحتاج اليوم إلى الأخذ بحقيقة الشريعة و بالمعارف النّورانيّة التي سطّرها أهل الحقيقة مع اللّه حتّى نطوي ما بداخلنا من شرك خفي و نخرج من حالة الغفلة
كم نحتاج إلى اقتفاء آثار هؤلاء السّادة الأجلاّء و التشبه بهم كي تستحيل الشريعة بداخلنا إلى إحساس ذوقي بالوجود و بمدبّر الوجود
إنّ ما آل إليه التصوّف اليوم من تشويه و شطح و شعوذة يجافي حقيقته ، إذ أنّ التصوّف كان و لا يزال إدراكا ذوقيّا لجوهر الشريعة ، و سبيلا إلى تزكية النّفس و العروج بها إلى أعلى مراتب الإستقامة و القرب من الله جلّت عظمته ... وتحضرني في هذا الصّدد
نصيحة لأحد الشعراء ، أسداها لكلّ من يروم كتابة الشّعر " لا تصف الزّهرة في شعـرك ، دعها تتفتّح في شعرك "... إنّ أرقّ ما في الزّهرة أريجها ، و إنّ أجمل ما في الشريعة حقيقتها
أرفع في الأخير دعاءا لأحد الصالحين راجيا من الله تعالى أن يغمرنا ببركته
إنّه سميع مجيب
اللّهمّ سرّحنا من هذه الحياة الكدرة ، و من معاناة هذه الأحوال الوضرة ، إلى تلك الحياة الّتي من هبّ عليه نسيمها عاش و بقي ، و من فاته ذلك النّسيم طاش و شقي
يا ذا الجلال و الإكرام
أهديكم بالمناسبة إحدى لوحاتي الزّيتيّة و عنوانها
" النّفس"
مع أطيب المنى لكم و لأسرتكم الكريمة
أحمد حميدة
__________________
" الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن و هم مهتدون "
صدق الله العظيم