بـــــداية النهـــــــاية
أما قصة وفاة استيفان فلا تخلو من الإثارة مثل أفلامه ..
ففي مساء الحادي عشر من مايو 1964 انتهز استيفان فرصة توقف عرض
فرقة اسماعيل يس انتظاراً لبدء الموسم الصيفي بالأسكندرية ودعا زوجتة لمشاهدة
العرض الأول لفيلم آخر شقاوة ، الذي مثله مع حسن يوسف ومحمد عوض ،
وفي صباح اليوم التالي توجه الى ستوديو جلال لتصوير مشاهده الأخيرة من فيلم
حكاية نص الليل مع نجوى فؤاد ومن اخراج عيسى كرامة ،
وفي المساء وصل كعادته الى مقهى سفنكس بشارع سليمان الحلبي
بوسط القاهرة وبدأ يمارس هوايته في لعب الطاولة ، لكنه لم يستطع أن يكمل اللعب
في تلك الليلة ، حيث شعر بتعب مفاجئ نقله أصدقاؤه على أثره الى صديقه الطبيب اليوناني (باراسكيفاس) الذي اكتشف انسدادا في قلب الفنان الكبير وأدرك النهاية المحتومة .
نصحهم بنقله الى منزله بشارع دويريه القريب من تلك المقهى ، وبعد ساعة تقريباً
كان استيفان قد أسلم الروح عن عمر يقارب الثلاثة والسبعين عاماً .
وكان كل ما يحتكم عليه في بيته تلك الليلة سبعة جنيهات وشيك بمبلغ
150جنيها آخر دفعة له عن دوره في فيلم حكاية نص الليل . ولم تنته الإثارة عند هذا الحد
اذ تم في اليوم التالي اكتشاف سرقة سيارته التي كان قد تركها أمام مقهى سفنكس ليلة وفاته ،
وبعد أسبوع من رحيله كانت زوجته قد أُصيبت بالجنون ، فقررت نقابة الممثلين
تحمل نفقات سفرها الى نابولي لتتولى أسرتها الإشراف على علاجها .
أصدقائي ، تلك كانت حياة
الفنـان الجميـل استيــفان روســـتي
منـذ البــداية وحتى اللحظــات الأخــيرة ،
وقد ظل يمارس التمثيل حتى أخر ساعة من حياته ،
ومنحه ابداعه الفني حياة أخرى جعلته باقياً في
ذاكرة ووجدان كل من عشقوا أداءه المتميز.
خـالـص تحيــاتي .. خليل زيدان