
15/08/2009, 19h17
|
|
مواطن من سماعي
رقم العضوية:416240
|
|
تاريخ التسجيل: April 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 209
|
|
|
|
رد: وجــع صيفـى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصر دويدار
وجع صيفى
أنا كل يوم بيدبحنى الحنين
وف كل طلعة شمس
بيخش الشجن
مزيكا ع الرئتين
دمى ورق نعناع
وصدرى وطن للكمنجات الشريدة
ضوافر الاوتار
بتتعلق ف شجرة النعناع
ويبتدى عزف النزيف
فيسقط الصفصاف
حـــزين
ويغمض النعناع
ف هجرة العصافير
ويتملى أسفلت روحى دم
كان نعناع
فنزل فى بير روحى الغويط
أدوّر عن ولد كان جن
كان يتنطر زى البريزة
يــــــرن
يجرى ف قلب المطر
ويفر طوقه العجل
يلعب مثلث بلى
ويلف نحلة خشب
كان له خلان وخالات
وأخوان وأم وأب
وأصحاب ولاد وبنات
وف كل شارع عـم
كان له دفاتر رسم
ومسطرة وشنطة
ومريلة كحلى
وجزمته بتلمع
كان له نشيد الصبح
بيقوله ف المدرسة
كان له زمان مدرسة
ومُدرسة قمحى
تشبه رغيف القمح
نزحت بير روحى الغويط
فا لقيت الولد
مشنوق على حبل الوطن
زى مناديل الوداع
بيرفرف
بره البـــــدن
|
الله يا صديقى
انت عارف ؛ كان فيه كاتب فرنسى اسمه (باستون باشلار) صاحب كتاب جماليات المكان ؛ يتحدث فيه عن الانسان ذو الطبيعة الخاصة ؛ و اسماه الانسان الظاهرتى ؛ ذلك الذى يستطيع ان يحتفظ بداخله اسرار الطفولة ؛ و الاماكن ؛ و الروائح ؛ و الطعوم ؛ فيجعلها زادا له اذا ما قطار العمر اسرع ؛ و تصارعت معه ظلمات الواقع و فساد الامكنه ؛ فترى هذا الانسان الحالم ؛ و قد اسماه كاتبنا الانسان الظاهرتى ؛ يفتح خزانة روحه ؛ و يستخرج منها الصور القديمة بكامل هيئتها ؛ و يشم رائحة كل شئ جميل صاحبه فى الماضى ؛ و يستدعية على صفحات الحاضر ؛ طازجا كانه بالامس رغم مرور ربما عشرات السنين ؛ فذلك زاذ من افتقد جمال واقعة ؛ فاستدعى خبز الماضى
هذه احدى مزاياك الجميله ؛ قدرة هائلة من الاحتفاظ بصور و لحظات الماضى الطفولى البرئ؛ واحساس شاعر له مفردات هى ذاته ؛ و ريشة فنان يجيد رسم طيوف الذكرى بالوان الطفولة ؛ فانت احد من تحدث عنه كاتبنا واصفا اياه بالتمرد على مفردات واقع لا يحتوية ؛ فيلجا لمعين الطفولة البكر الذى لا ينضب
اكاد ارى مدرستك تلك ( قد تكون ابله عليه؛ او ابلة سميحة الدفراوى ) و اكاد اشم رائحة دهان الفصول ؛ وطابور الصباح الباكر الذى كان احيانا يحمل لنا ماسة طفل لم يستطع تحمل اشعة الشمس فاصابه الدوار ؛ و الوان البلى التى كانت كانها كرة ارضية نطوف على اجنحتها الملونة ؛ الى عوالم من الحلم الجميل
كان شاعرنا امل دنقل يحزنه صوت الكمان ؛ وكان يسميه الحزن الموصول حين سماعة ؛ وانت تسحرك اوراق النعناع
ولكنها لا تسع شجنك البادى فى كلماتك ؛ فظللت ترددها و تكررها ؛ وكانك معلق باوراقها ؛ تصنع منها شعرك الشجى
فماذا بينك و بين النعناع من وصل ؟؟ اراة قصر الحلم الجميل ؛ رغم رائحتة المنعشه ؛ و ربما مشروعيةامكانية تحقيق حلم بسيط ؛ فالنعناع عطر البسطاء ؛ وجذر ماضى احتل اركان البيوت حتى (قلل زمان)) كانت تعشق هذا العطر الجميل
اراك كما ارى كل شئ اصيل كنبتة فى الصحراء تقاوم انهيار الجذور ؛ تحلم بالارتداد الى عصر رغم كل ما به اكثر عتقا و اعظم حرية ؛ يا صديقى اشاطرك الحلم ؛ وتبقى لك وحدك مفرداتك اشتم عبيرها ؛ واتحسس ما بها من جمال ؛ اصابنى ما اصابك فسر بى حيث الحلم الجميل ؛ و روعة الطفولة
|