اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رائد عبد السلام
ليه بس كده ياسيدنا ؟؟
وإحنا ذنبنا إيه مانسمعشي وما نعرفشي ؟؟
حرام عليك ؟؟
هو ناس تاكل البلح ...وناس تتحدّف بالنوي ؟
طيب انا مش مسامح ...آهو ..!!
|
في تلك العمارة كان لي صديق متخصص في ترميم و صيانة التحف الأصيلة (أكيد عمُّورة يعرفه) و هو يشبه عمرو التحفجي من حيث الإسم (إسمه عمر) و من حيث الإنتماء إلى واحدٍ كبريات البيوتات المصريّة.
و قد حول إحدى الشقق التي ورثها إلى مشغل يجمع ثلة من مجانين الفن و الأنتيكات . و من جيرانه بتلك العمارة العجيبة : الأستاذ كمال الملاخ - مُكتشف مركب الشمس و مبتكر "آخر صفحة" بالأهرام (الذي حضرنا جنازته بكنيسة المرعشلي بالزمالك - على بُعد خطوات من بيت أستاذ الأساتيذ محمد عبد الوهاب)
و في مرة من مرات زياراتي عمر ، رأيت رجلاً ظننته الأستاذ مدحت عاصم (كنت قد تشرفت بحضور تسجيلٍ له مع الأستاذ فاروق شوشة ، بماسبيرو ، وقت عملي بمراقبة البرامج الثقافيّة مع خالد الكيلاني )
قلت لعمر : هو ده الأستاذ مدحت عاصم ؟ ، قاللي : لأ ، ده الأستاذ صلاح طاهر ، جارنا .
و يعلم الله ، أني كنت في تلك الفترة لا أعرف من الرسم إلا سلفادور دالي ، ليس حـُباً في السيرياليّة بقدر ما هو إنبهاراً بسيجموند فرويد.
راح عمر يحدثني عن فن الأستاذ صلاح ، إلى أن وصل موضوع "هو" ، فحدث التلامس ، حيث لا يعرف "هـُو" سوى الشاربين من كأسِ الإبتلاء : الحب.
إختصاراً
كان الأستاذ صلاح ، في تلك الأيام ينتخب من لوحات "هو" ما سيضمه معرضه القادم .
اللوحات كانت تزيد عن السبعمائة لوحة (...) كلها عبارة عن تشكيلات للفظة "هو" سبحانه و تعالى ..
بعدها بكام يوم ، كان الأستاذ صلاح ، واقفاً أسفل العمارة أمام محل "إيش جاب" و انا قاعد مع صاحبه الحاج محمود فخري ، حبيبي زيّك كده يا أستاذ رائد ، فلما لمحت الأستاذ صلاح ، خرجت أسأله عن ميعاد المعرض و مكانه . فنظر لي نظرة محايدة يسألني : إنت شغال فين ؟ قلت له: في " إلحاح الذاكرة" ! - أشهر لوحات سلفادور دالي ، و التي حققت أعلى سعر في العالم للوحة راسمها على قيد الحياه -
قاللي: إنت بتحب سلفادور ؟
قلت له: أنا بحب سيجموند فرويد
و كأنه فوجئ ، سألني - باسماً - هما قرايب ؟!
قلت له: يا أستاذ ، اللي فرويد قاله بالكلام ، دالي قاله بالألوان ... المعرض إمتى و فين ؟
قالي: مش عارف ، بس تقدر تشوف اللوحات في أي وقت ... ياللا وقفلي تاكسي .
* * *
و للأسف ، أقيم المعرض و انا شغال على مركب (جدة - بومباي - اللازقيّة)
و لما رجعت ، كان والدي مع أصدقائي قد جمعوا لي معظم ما كتب عن المعرض
أذكر منه ما كان بفصليّة "إبداع" و التي كان الأستاذ صلاح عناني(فنان الحارة) ، مستشارها التشكيلي .
و كان هذا مفصل في ثقافتي البصرية ، فعرفت الأخوين : سيف و أدهم وانلي ، و داومت على الحضور بأتليه القاهرة - شارع كريم الدولة ، مقابل المقر المركزي لحزب التجمع ، حلف مكتبة مدبولي - و مجمع الفنون بالزمالك ، حيث كان حظي في أول حضور ، مشاهدة معرض للفنان العائد من باريس ،: فاروق حسني .
و يوجد مقابل المجمع ، جاليري خاص ، يعرض و يبيع لوحات أصلية لفنانين معاصرين . و كان بالإضافة إلى تنوع المدارس الفنيّة لرسّاميه ، يبيّن بوضوح إتجاه السوق و ذوق الزبائن .
عايز اقولك يا أستاذ ، إن "هـُو" ، كانت الدوران اللي وصلني من الجهل إلى معرفة هذا العالم الساحر .
شفت الدكتور أنس بيعمل فينا إيه؟
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم