الموضوع: الميلاد الجديد
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05/08/2009, 18h13
علاء قدرى علاء قدرى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:416240
 
تاريخ التسجيل: April 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 209
افتراضي رد: الميلاد الجديد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Tarek Elemary مشاهدة المشاركة
الميلاد الجديد


أدخلوه دفعاً، أجلسوه ... خرّْ جسدَه الهزيل على الكرسى بلا مقاومة، نظرتُه مكسورة، جفناه يكادان يغطيان مقلتيه قسراَ، ملابسُه تفوح منها رائحة المهانة و الإهانة و الهوان و كل ما يتمناه من الدنيا أن ينام.
سألوه عن إسمه، رد بتثاقل لسانٍ: أحمد عبدالمنعم حسنين 32 سنة ش دويدار الحدايق هندسة باورعين شمس دفعة 99 معاف من الخدمة العسكرية لا يعمل وحيد و ليس لى إخوة أو أخوات سيادتك
نظر إليه المحقق دهشاً و صمت قليلا ثم أتبع : إنت هنا ليه؟
أجاب بصوتٍ يخرجُ من عمقِ بحر التيه: مش عارف سيادتك
أخرجوه .... فيشوه .... ثم أطلقوه، لم تستطع عيناه رؤية ضوء النهار، هام بالطريق محاولا الإنغماس وسط طوفان البشر فى الشارع، حاول أن يذوبَ مع المارة بالشارع، لم يستطع، فهناك ثمة فارق يفصله عنهم.

جلس القرفصاء بجانب الطريق ناظراً بأسىً نحو الباب الكبير الذى خرج منه و أطال ثم شاح بوجهه ناحية المارة، أحس بأنه ليس الذى كانه، أوجعته غربته فَجَرَّ جَسدَه و مضى.

الميلاد الجديد
عنوان تهكمى ؛ يعكس مرارة احداث القصة القصيرة جدا ؛ ويعكس قدرة كاتب القصة علىالولوج الى اعماق دون حشر احداث لا قيمة لها ؛ او تفاصيل لا جدوى منها سوى ؛ وهذا قمة النضج فى القصة القصيرة
(حاول ان يذوب مع المارة بالشارع لم يستطع فهناك ثمة فارق يفصله عنهم)نعم فاصلا من الاهانه وسحق الادمية ؛ والخروج بلا هوية ؛ تلك المرارات التى تفصل بين نفس جربت ؛ ونفس خارج التجربة ؛ براعة من الكاتب فى ترك هذا الفاصل للقارئ ولا اعتقد ان هناك اثنان قد يختلفان فى تاويل هذا الفاصل
(احس بانه ليس الذى كانه؛ اوجعته غربته فجر جسده و مضى) تعبير لم يستطع كاتب القصة ان ينسى انه شاعر قبل ان يكون قصاصا؛ فغلبت لغته الشعرية لغة القصة ؛ وهذا شان الشعراء دائما مزج الكلمة بذائقة الشعر لتبدوا اكثر رونقا وجمالا؛ لا ادرى لماذا قفزت الى ذاكرتى حين قرات القصة قصيدة الشاعر امل دنقل (اغنية الكعكة الحجرية) فى سفر الخروج؛ وهل لتجربة بطلى العملين التى تبدوا متوحدة فى الموقف ؛ وفى ردة الفعل فى نهاية العملين ؟ لا ادرى ؛ ولكن كل ما اشعر به انى قرات عملا قصيرا مريرا ؛ وكان هذا السجن الذى تولى ميلاد صاحبنا الى عالم من الهذيان هو هذا السجن الذى نعيش فيه حين تتغرب افكارنا ؛ ولا تجد نصيرا ؛ هناينفجرالروح و الجسدمعا حتى تصبح خارج الواقع
اخى طارق ؛ هذا القصة جميله جدا وان ةشئت فقل انها من اجل اعمالك حيث انها كبسولة اعتراض
فى انتظار جديد ابداعك ؛ حيث اطلت الغياب ؛ ولكن بعمل رائع متمكن لم تراودك الكلمات قيد انمله
رد مع اقتباس