عرض مشاركة واحدة
  #47  
قديم 03/08/2009, 02h38
حامد جودة 2 حامد جودة 2 غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:359013
 
تاريخ التسجيل: décembre 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 150
افتراضي رد: الجندول ام اشواق ايهما اروع

الاخ الفاضل darshdaarsh

اتفق معك كل الاتفاق أن الصوت ( اى صوت ) له تطور مع كل مرحله سنيه , وان صوت محمد عبد الوهاب – مثل غيره من المطربين بدون استثناء – قد مر بمراحل تطور مع تقدمه في السن
هذه قاعدة لم يستثنى منها احد ( حتى صوت أم كلثوم ), ولكل مرحلة صوتيه عشاقها إلا من عشق صوت عبد الوهاب في كل مراحله مثلى و مثلك .
المهم أن هذا الصوت لم يفقد نقاؤه أبدا في اى مرحله , ولم يفقد اى قدر من أهم مميزاته و هي الوضوح والدقة ( تحديد المقام الموسيقى بكل دقة ) و المرونة.... ولا بأس هنا أن تستعرض أهم مميزات صوت عبد الوهاب بشكل اجمالى :
1- المـــدى: مدى صوتي واسع يقترب من اوكتافين كاملين
2- الثبـــات: ثبات شدة الصوت مع اختلاف الحدة و الدرجة و النغمة
3- المـرونة : صوت طيع يجيد التنقل بين النغمات بسهوله تامة ( قال عنه أمير الشعراء : كأنه يمسك بحنجرته بين كفيه يقلبها كيف شاء ).
4- الدقــــة : تحديد المقام الموسيقى بكل دقة .
5- الوضــوح: فمخارج الألفاظ متقنة دائما يندر أن تسمع لعبد الوهاب ألفاظا غير واضحة.
6- جمال الصوت: ( ولو أنها مسألة نسبية لا يمكن قياسها ) إنما يمكن اعتبار أن الصوت تصدر عنه ذبذبات مريحة للأذن البشرية .
7- النقـــــاء: عند سماع الغناء دون موسيقى مصاحبة يسمع بلا دوائر ضوضائية حول الصوت الأساسي .
8- أذن موسيقية مرهفةلحاسة التي تجعل الفنان يتمكن من المادة الموسيقية, ويحكم بتمييز صائب علي الأصوات.
9- التعبيـــر: قدرة التعبير بالصوت تمكن من توصيل شعور اللحظة إلى السامع مباشرة.
نعود إلى أهم مميزين لصوت عبد الوهاب وهما ( النقاء و الثبات )..., اذكر انه في إحدى تسجيلات الإذاعية نادية صالح( في برنامج زيارة لمكتبة فلان ) مع الأستاذ الدكتور يوسف شوقي ( الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر ) وتخصصه الصوتيات .
ــ دار الحوار حول اشتغال الدكتور يوسف بالبحث حول وضع أبجدية تكتب للموسيقي الشرقية لأننا نكتب موسيقانا بحروف غربية ( دو – ري – مى - ...... ), وانه في سبيل ذلك جمع كل ما غني بالعربية منذ أن عرف التسجيل على أقدم اسطوانة عرفت وكل ما غني بالعربية من الكويت للمغرب . واستخدم في تحليلها احدث أنواع الكمبيوتر ( كان ذلك في نهاية الثمانينات من القرن العشرين )
ـــ وانه خرج بنتيجة جانبية ألا وهى .... أن هناك( طوال هذا التاريخ الطويل من الغناء العربي ) هناك صوتين اثنين فقط تميزا طوال فترة غنائهما الطويلة بأنهما أنقى الأصوات العربية على الإطلاق , وان نسبة الانحراف في صوتيهما ضئيلة للغاية حيث بلغت في صوت أم كلثوم 1000/1 , في حين أن نسبة انحراف صوت عبد الوهاب وصلت إلى 1200/1 , وان هذين الصوتين احتفظا بهذا المستوى العبقري في النقاء منذ أول تسجيل لكلاهما وحتى وقت إجراء الدراسة .
ــ حاولت الاستاذه ناديه صالح سؤاله عن ترتيب نقاء الصوت لباقي المطربين , إلا أن يوسف شوقي اعتذر عن ذلك مقررا أن كان ولابد فلا مناص من ترك عشرة خانت فارغة في جدول الترتيب ثم يأتي باقي المطربين .
ــ وقد أكد المايسترو سليم سحاب ذات النتيجة , في لقاء تلفزيوني بمناسبة الاحتفال بذكرى أم كلثوم .
ــ خلاصة الكلام أن هذه نتائج علمية لا يمكن التشكيك فيها حول ثبات ونقاء هذين الصوتين وحتى نهاية عمرهما.
ــ أما مسألة امتناع عبد الوهاب عن الغناء في حفلات فهذه ليست مطلقه فقد ظل عبد الوهاب طوال فترة الستينات يشارك في حفلات أعياد الثورة , وعموما فان هناك سبب واحد لعدم قيامه بإحياء حفلات بصورة منتظمة – بعيدا عن كل الاجتهادات الشخصية – وهو أن عصر التسجيلات الإذاعية كان قد بداء وطرحت بالأسواق أجهزة التسجيل الصوتي , وعبد الوهاب من أكثر الملحنين سعيا و راء الدقة والانضباط في عزف وغناء أعماله , ولقد حققت له هذه الأجهزة مبتغاه في التسجيل والإعادة والمونتاج وصولا لما يقترب للكمال , ويشهد بذلك كل الموسيقيين اللذين عملوا معه وكيف انه كان يقضى ساعات طوال بل أيام في تسجيل وإعادة تسجيل جملة لحنية واحدة.
أما الحفلات فلا يعدم الأمر من خطاء عزفي أو غنائي هنا أو هناك و هو الأمر الذي لا يطيقه عبد الوهاب.
ــ أما حكاية " النحنحة " وبدون اجتهادات ـ يفسرها عبد الوهاب نفسه بأنها ناتجة عن " الوسوسة " للتأكد من أن صوته سيخرج بالجملة التالية سليما معافى , وقد لاحظ هذه النحنحة مهندس الصوت الفرنسي الذي تولى تسجيل احد أفلامه بباريس , و اضطر إلى إيقاف التسجيل أكثر من مرة مستفسرا عن هذا الصوت , يعنى هذه لزمة قديمة لديه لا مرتبطة بدور برد ولا يحزنون .
ــ نعود ونقول أن لكل مرحلة صوتية لعبد الوهاب جمالها , واني اتفق مع الأستاذ غازي الضبع في أن مرحلة الأربعينات من أجمل مراحل صوت عبد الوهاب , وهى المرحلة التي غنى فيها عبد الوهـــــــــاب " الجندول " موضوعنا الاساسى في هذا النقاش , والناس فيما يعشقون مذاهب ...
ـــ أما ربط توجه عبد الوهاب نحو التطوير بامتناعه عن الغناء فهذا أمر مردود عليه بان التطوير ارتبط بعبد الوهاب منذ بداياته منذ" في الليل لما خلى " وما قبلها وفى عالم القصيدة منذ " يا جارة الوادي " وما قبلها , فهو كائن وفنان مطور بفطرته وطبيعته , صاحب رسالة تطويرية منذ البداية . ولقد نجح في ذلك بامتياز متفرد .

حامد جوده




التعديل الأخير تم بواسطة : حامد جودة 2 بتاريخ 03/08/2009 الساعة 14h30