
30/07/2009, 23h25
|
مواطن من سماعي
رقم العضوية:416240
|
|
تاريخ التسجيل: April 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 209
|
|
|
رد: الجسر ... قصة قصيره .... على هامش مرثية للأخ محمد العقاد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د أنس البن
أعترف أنى تأثرت كثيرا كما تأثر الأحباب جميعا بمرثية أخينا العزيز محمد العقاد ... ومن هنا كانت تلك الخاطره التى خطرت لى كومضة بارق خاطف .............
بسم الله الرحمن الرحيم
الجسر
ماذا فعل البهلول ...
فوجئ به أهل القريه يفترش الجسر الوحيد الذى يربط ما بين قريتهم والضفة الأخرى من النهر حيث الطريق الطويل إلى المدينة والعمران , كان يقوم ببناء سكن له وسط الجسر بعد أن قام بحراثة الجزء الآخر وغمره بالمياه بعد أن نثر بعض بذور النبات فيه , ماذا دهاه هو الآخر حتى يقوم بهذه الأفعال الغريبة العبثيه , كان الناس فى عجب وهم يتساءلون فيما بينهم ...
"آه ... فهمت, وصلت الرساله"
"أى رسالة يا أستاذ ؟!...."
"رسالة الشيخ عوض البهلول , الجسر ... الممر ..... الطريق ..... الحمد لله إنكشفت الغمه ونزلت السكينه ,هيا ارجعوا إليه وستجدون كل شئ على ما يرام , والجسر على حاله الذى كان عليه ...........
وقبل أن يقوموا تناهى إلى سمعهم صوت البهلول من خارج الدار منشدا :
طـويت صفحـة وجاء زمان
تعبت مـن جنـونه الأوصافُ
لست فيكـم بناصح أو نذيـر
أنا يا قــوم عابـر طــوافُ
تمت .......................
|
الجسر
نزداد يقينا يوما بعد يوم اننا امام قصاص بارع يملك زمام قلمه؛ كما يمتلك فارس مغوارلجام فرسة ؛ تطاوعه كلماته كما تطاوعه افكارة ؛ لغة خاصة جدا نستطيع بمجرد قراتها بدون ان نعلم اسم صاحبها ان تدلك على الاديب د انس البن
اجادة فى مزج الواقع بالخيال فى مهارة شديدة و حرفية متقنة بروح صوفية هى بصمة اديبنا المميزة فى جل اعماله
غالبا ما يستعين بشخوص هى من عالم ندر ان توجد الان بصفائها و نقاء سريرتها ؛ جاعلا الحكمة ملازمة لها ؛ وكان العالم الذى نراة خاليا من الحكمة ؛ او على اقل تقدير لا يعبا بها كثيرا فكان (البهلول) هو الناطق بالحكمة ؛ يخشى الناس كراماته؛ لكنهم لا يفهمونه؛ بل لم يحاولوا ان يفهموهاو يفهموا رسائلة ؛ تلك التى اخرجت الاستاذ المكلوم من حالتة
شيئا فشيئا ؛ حتى صاح فهمت ...وصلت الرساله؛ فكانما اراد هذا البهلول دون ان يفصح ان الدنيا جسر او ممر نعبر منه الى عالم الحق ؛ وفى الجانب الاخر من الجسر ينمو نبات وكانها الجنة التى عمل لها الاستاذ؛ ونالها من حب اهل القرية
فكانت الرسالة بردا و سلاما على الاستاذ ؛ وكان عبث ما يراهم الناس من مجاذيب يحتاج الى متعلم مثقف نبيه كى يعى رسائل الناطقون بالحكمة ؛ نعم اديبنا ذلك المتبحر فى انوار الصوفية الحقة لايريد الا ان يجعل من اعماله نصيبا من ميتافيزيقا الخيال
العمل فى شكله الدرامى رائع ؛ يمر النص بالقارئ مرور هين لين الى ان تصل الرسالة الى المتلقى دون ملل او تشويش
نعم مرثيه من قلم ذو حس عالى تليق بشاعر مكلوم ( الشاعر محمد العقاد)
رسالة من عالم صوفى الى شاعر رقيق
شكرا لاديبنا د انس
وصبرا شاعرنا ا محمد العقاد
|