و من قصائد شاعرنا عبد الحميد الديب :
قربان البؤس
______
مَرُّوا على الدار يومَ العيد ضِيفَانا
يرجون منها نداها كالذي كانا
والدارُ حين رأتْهم مُقْبلين لها
تعاوَرتْ في البُكا أهلاً وبُنْيانا
****
يا معشرَ الدّيب وافَى كلُّ مُغْتربٍ
إلا غريبَكمُ في مصرَ ما بانا
ذبحتُمُ الشاةَ قُرباناً لعيدكمُ
والدهرُ قدَّمني للبؤس قُربانا
****
ليت العبادَ كلابٌ.. إنَّ كلبتَنا
لمّا تزلْ لحفاظِ الودِّ عنوانا
تحّملتْ قِسْطَها في البؤس صابرةً
لم تشكُ جُوعاً ولم تَستْجدِ إنسانالم يتركِ الدهرُ إلا شِيخةً عكفُوا
من فاجعات الرَّدى صُمّاً وعُميانا
من كان يحسدني فليرتقِبْ سَحَراً
أنّي على الجوع أطوي الأرضَ حَيرانا
لِيلتمسْني لدى الخمَّار يحبسني
في القسم آناً وفي حانوته آنا!..
****