عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 29/04/2009, 04h47
الصورة الرمزية عبد الحميد سليمان
عبد الحميد سليمان عبد الحميد سليمان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:245929
 
تاريخ التسجيل: juin 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 135
افتراضي ابو حيان الدمياطي ج2: الي شباب المنتدي وادبائه العمري ورائد وغيرهم

00أقفرت أيام الدرس الجامعي وغاض ماؤها العذب,وولت بحبوحتها ورحابتها بعدما كان أبو حيان الدمياطي يتحري توليها ويتحرق شوقا إلي انتهائها ,لقد جهد جهده للتغافل عن غائلة أيامه القادمة في قريته التي درج فيه وأحبته دروبها وحاراتها ومصاطبها وخبرته حقولها وأجرانها وأشجار توتها وترعها وسواقيها ,وأنكرت عليه ذكاءه وتوثبه وطموحه قليل بيوتها وشوارعها, وازدرته قلوب وعيون بعض أهلها0

000في قريته تلك كانت تنتظر أمه وأختاه ويتلهفون ويترقبون عودة الأستاذ من القاهرة تزينه أكاليل غار النجاح والتخرج وتحدوه آمال عراض لتلك الأسرة البائسة في واسع عطاءه المرتقب ونواله المرتجي وتوسده المنتظر ,عاد الأستاذ كما كن ينادينه منذ صغره حين تعلقت آمالهن في الانعتاق به من قيود الحاجة وذل الفاقة والعوز والضعة, ولم يجل بخاطره ولا خاطرهن ديمومة أيام انكفائهن علي ضني حاجاتهن وقليل أرزاقهن وهول عوزهن واقتطاعهن ما أمكن لهم من شحيح ذلك وعسيره لمد الأستاذ في غربته بالقاهرة بجنيهات,مؤلمات,قليلات شحيحات,نادرات,بطيئات عزيزات المنال,مكلؤة بمطويات خبز وقليل بيض وأرز, ونادرا ما تكللت تلك الزوادات بذكر من البط ما انفكت أمه عن دس الأذرة في فمه والتنقيب له عن طعامه العزيز المسمن من جوع من تلك القواقع والطحالب التي كانت تتحراها فتفجأها في مكامنها وجحورها علي جسور الغيطان والحقول والترع والقنوات,وتجلب معها ما أمكن لها من سائغ حشائش الغلت والدنيبق والسعد وورد النيل وغيرها من تلك الحشائش التي كانت تعلن عن نفسها وعن تمردها حين تنبت بلامعين وبلا هدف في الحقول, إلا أن تقض مضاجع أولئك البؤساء من الفلاحين الذين كان يرهقهم تقصيها لاقتلاعها وإنقاذ زراعاتهم وملاذاتهم وحلمهم الوحيد في أقوات عامهم الآتي من خطرها وجرأتها0

00علي أن ظهور مثل تلك الحشائش الضارة النافعة كان مؤذنا بأرزاق وفرجات كروب لعيون مترقبة متأهبة لأولئك الذين لا ملاذ لهم من ضروريات أيامهم وحاجاتهم إلا بعملهم في الحقول لتنقيتها من تلك الآبقات من النباتات التي كانت تتحدي طموح نباتات الأرز والقمح والأذرة,وكأن هؤلاء البؤساء قد قضي لهم ألا يرتزقون إلا علي تلك المكروهات المؤلمات من الأعمال التي يستأجرون لتحريها واقتلاعها,وقد يذهب غيظ أولئك الفلاحين والأجراء من عمال وعاملات اليومية,رضوخ للمقدور وتمتع بشجي تلك الأحاديث الشائقة والقصص المؤلمة والآمال الآفلة والتنبيه الذكي بالحب والاهتمام الذي كان يتوامأ به شباب وشابات من بؤساء عمال اليومية حبن يتحينون غفلة رفقاء بؤسهم ,أو خولي العزبة أو صاحب الحقل ,لكم شهدت حقول الأرز والقمح فصول حب صادقة لاهبة بائسة وعذوبة كلمات ودفيئ عون ورحمة ورقيق ايماءات ,إبان اصطفاف أولئك الأنفار حسبما عرفهم الناس به وارتضوه لأنفسهم من وصف وتسمية وتصنيف, لمواجهة غائلة وعشوائية وتمرد وانفلات تلك النباتات التي لم يخل وجودها من فوائد, وأجواء مواجهتها من روعة,لكم أشعلت تلك النباتات الآبقة المتمردة لهيب حب وأحيت آمالا ,وأنشأت زيجات,وأبدعت أطفالا سرعان ما احتوتهم وابتلعتهم تلك الصفوف والحقول,ولطالما أفسحت أبواب رزق للبائسات الفقيرات العائزات,ومثل شركاء عوزهن وشقائهن كانت أم الأستاذ وأختاه يتلهفونها , ويتملقونها0

000عاد الأستاذ وما أدراك ما عودة الأستاذ, لقد كانت في مخيلة أمه وأختيه مؤذنة بانبلاج فجر وزوال هم وتفريج كرب وسعة رزق, وواعدة بغد ليس كمثله غد وأيام تنفض ركام سود لياليهن الماضيات البطيئات الثقيلات المحوجات المذلات, لقد توحد الأمل في نفس الأم الصابرة الساعية المقاتلة وبناتها اللواتي أعجزهن فقرهن وشحيح جمالهن وصرف عنهن عيون وقلوب شباب ما كانوا ليثقلوا كواهل أيامهم بتلك البائسات الفقيرات فأعرضوا عنهن إلي أتراب لهن حزن مالا أو قراريط من الطين أو جمالا أخذا, وتعلقت آمالهن بعودة الأستاذ الظافرة الواعدة المحلقة بهن إلي وضع جديد ومكانة منتظرة,ولطالما أفزعتهن مخافات الحسد المنتظر وموجبات الضغن الآتيات من أولئك الذين شاطروهم عوزهم وقهرهم وضعة أحوالهم أو من أولئك الذين استعملوهن في حقولهن من أثرياء القرية وسادتها الذين كان أولادهم أعجز من أن يجاروا الأستاذ ذكاء وتوثبا وعزما فتعثرت بهم دروبهم أمام شائك الامتحانات إلي أن أجهزت امتحانات الثانوية العامة الهائلة المهولة,علي من استمر يركض في مضمار سباقاتها منهم, وبقي الدمياطي فردا فذا تحرسه دعوات أم رءوم وأخوات حانيات مشفقات لم تنقطع أو تمل, وأشفقت عليهن وتحسست توجساتهن بعض نظيرات البؤس والحاجة اللواتي كان تفوق الأستاذ يبشرهن بثلمة في أبواب موصدة دونهن ودون آمالهن في دورة الأيام وتداولها بين الناس0

000عاد الدمياطي إلي قريته الغافية علي ضفاف النيل جنوب دمياط, تكلؤه آمال من لا آمال لهن وأحلام من لا أحلام لهن إلا به وفيه, لكن مستكنات ومخاوف وهواجس تغابي عنها ودأب علي تغافلها ردحا من زمنه وخفيت علي أولئك البؤساء, من مقبلات لياليه وأيامه, قد ولي زمان تغافله عنها,وانفلت عقال إسارها, فجحظت جلية متغلغلة في صدره ونفسه,لكنها سرعان ما ارتدت علي أعقابها لتعد عدتها لكرتها القادمة وصولتها الحاسمة, حين آب إلي عقله الذي آنس إلي وصف الشاعر لمقبلات الليالي الغامضات المنذرات بأنهن من الزمان حبالي مثقلات يلدن كل عجيبة ,لقد استوعبت نفسه ذلك فوعته ,وحسم عقله أمره متمترسا وراء تجاريب شخوص قرأ سيرها أو خالطها إبان سنوات عمره المنصرمة بالجامعة,سواء لأفذاذ أو لسفلة وإن توسدت تجربة أبي حيان التوحيدي نفسه واحتساها عقله حتي الثمالة عقله,و استقوي بها عزمه,لقد وعي تلك التجربة حين لم تفلح عبقرية التوحيدي في درء جوعه ودفع عوزه,وهاله مآل اعتزازه بنفسه,والقي باللائمة عليه إذ رآه مبالغا معتدا, وهزيلا متوددا مضطربا متملقا فما أغني عنه هذا ولا صان ماء كرامته ذاك,واطمأن رأي الدمياطي,إلي أن الأمر كان ينبغي ألا يجري علي ماجري عليه عند أبي حيان الذي بالغ في رأيه صعودا ُثم بالغ تدنيا,وعظم وقع مبالغته آبقا متمردا مغلظا ومستغلظا0

000 أيام سريعة جال خلالها الدمياطي في دروب قريته,واثق الخطي, مشرق الوجه, عالي الهامة,ماض قدما يخاله الظان أنه ما عاد إلي القرية علي حالته تلك إلا متدثرا بمال كثيرا كافأته به الجامعة تقديرا لعبقريته وتمكنه,ثم شاءت الأيام هازلة هازئة أن تبدد قليلا من قلقه وتوجسه منها فحملت له خطاب تعيينه مدرسا للفلسفة في المدرسة الثانوية الوحيدة بالمدينة المجاورة,لتشرق الآمال في نفوس أمه وأختيه, بعد أن تلقفت أيديهم جنيهاته راتبه الأول الإثني عشر,لكن تلك الآمال العراض سرعان ما تبخرت مع الحاجات الأولي اللازمة للأستاذ, وجاء ذلك الراتب الهذيل واعتاد المجيء تباشير كل شهر, فما ارتوت به غلة الحاجات الدائمات للدمياطي,وما جد علي أمه وأختيه إلا أن الأستاذ أمرهن أمرا لازما ملزما بألا يسرحن مع الأنفار حفاظا علي كرامته وصونا لكبريائه ومكانته, وما كن ينتزعنه من أجر,سد مسده بالكاد راتب الأستاذ الذي لا يكاد يسمن من هزال ولا يغني من فاقة, ويتواري خزيا ضئيلا حقيرا أمام غائلة حاجات لا ترعوي أو تمل0

000 أدرك الدمياطي أن أوان استيعاب تجاريبه واستخدامها لدفع ما ليس منه بد, والإجهاز علي واقعه الضروس قد آن, ووثبت شخصية التوحيدي وتجربته إلي الصدارة في نهجه المزمع الجديد ,وإن تنمرت لها وتأبطت بها شرا,أبيات كان صاحبها يوسف الشربيني صاحب كتاب (هز القحوف في شرح شادية أبي شادوف) أقرب مكانا وزمانا وحالا من الدمياطي ,ذلك أنه عاش في قرية شربين المجاورة القريبة في سنوات القرن السابع عشر الميلادي, في بيئة شبيهة قاتلة أجهزت علي أحلامه في الارتقاء والثراء بعد أن أجازه شيوخه في الجامع الأزهر فما أغني عنه علمه وما كسب, فبات أكثر صرامة وأوضح منهجا ,وأبين رؤية, وأحزم أمرا,من التوحيدي ,الذي ما فتئت تجربته موئلا أصيلا ومعينا وواعظا دائبا للدمياطي ولم يوغل فيها ذلك الا قليلا, وسجلت أبيات سافرت وقحة غير مواربة نهج الشربيني ومستقر رأيه, في سفره الموسوم بهز القحوف الذي يشي عنوان بحمله الدنيء , المتسفل, ذلك النهج وتلك الرؤية والمعالجة والأسلوب, حين قال لائما غيره ممن أخذت عليهم كرامته كل مأخذ, وظن أنها مانعته من الفاقة والذل فما زادته إلا ذلا وتضورا,وأوسعه لوم الشربيني,واستغباه واستجهله بقوله مزريا,لائما,واصفا, ناصحا:
كان والله تقيا صالحا 0000منصفا عدلا وما قط اتهم
كان لا يدري مداراة الورى 000ومداراة الورى أمر مهم

ثم استتبع ذلك بشرح منهجه متفاخرا وقحا مزريا باللائمين,غير آبه بأحد جل أو قل شأنه, وسجله شعرا جليا واضحا لا يحتمل تأويلا ولا يطيق لبسا حين قال:


فطورا تراني عالما ومدرسا 000وطورا تراني فاسقا فلفوسا


وطورا تراني في المزامر عاكفا000وطورا تراني سيدا ورئيسا


مظاهر انس إن تحققت سرها0000 تريك بدورا أقبلت وشموسا


000استدعي الدمياطي وعيه وحزم أمره وبادر إلي التصدي لواقعه المؤلم, وروع مآله الذي طالما استنفر لمواجهته ذاكرته ووعيه وذكائه, ,لقد بدأ طريقه للمواجهة حين جهد إلي ما أوغل فيه زملاء له في المدرسة من الدرس الخاص للتلاميذ وكانت لهم في دفعهم لطلب ذلك وإدراكه أساليب وفنون كثيرة متعددة مقنعة متهددة مستنزفة, وبات الرضوخ لها هما وبلاء وقدرا محتوما,لقد حاول الدمياطي فما أمكن له, ذلك أن الفلسفة علم ومادة غير ذات خطر لا تروع إلا بنادر مما يروع التلاميذ وآباءهم وذويهم من مدلهم الرياضيات والفيزياء والكيمياء وغير ذلك, فوئدت تجارته البائرة الكاسدة, وما أورثته الفلسفة وتضلعه فيها وعمره الذي أنفق أخطره في تحصيلها وإعلاء شانها ,إلا حسرة ولوعة وندم وفاقة وضئيل أهمية وساذج خطر0

000فجأ الأستاذ أمه وأختيه بأنه سوف يتقدم لخطبة زكية,فذعرت أمه ودهشت أختاه من تخيل زواج أخيهن ومعقد أملهن بتلك الفتاة التي جمعت إلي دمامتها وسوء خلقتها وخلقها جبروت أخوة لها,شاع بخلهم قرينا لثرائهم,وذاع توسدهم رديفا لاستغلالهم و بهظهم غيرهم, لقد كانوا ممن ذمهم القرآن وتهددهم بالويل والثبور وعظائم الأمور كونهم إذا كالوا علي الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون, وعلي هذا كانت اليوميات التي تقضيها أمه وشقيقاته وغيرهم في أرض أشقاء زكية الواسعة هما ثقيلا وألما فادحا, لا يلجئهم إليه إلا روع الجوع وغائلة الحاجة0
000أخبر الأستاذ أمه وأختيه أن ميراث زكية من أبيها سوف يكون خير شفيع لها إلي عقولهم وأسلك سبيلا إلي قلبه ثم قلوبهن,وأنه سوف يقتنص ذلك سهلا هنيئا مريئا ,فمثله لا يرد لمثلها التي فارقتها نضارة الشباب مع ما فارقها من سني العمر, ورضحت أمه وأختاه كارهين متوجسين,وان اعتادوا أن مقالة الأستاذ حتم لا يناقش ومقدور لا يرد0

000 توجه الدمياطي لأخوة زكية الذين استمهلوه متوجسين حذرين إلي أن يجتمعوا إلي كبيرهم الغائب, بعدما يئوب من المدينة, وحين جاءهم أجمعوا أمرهم سريعا أن الأستاذ ما جاءهم إلا طريد فاقته وضعة أهله,وصريع طمع,وأن عليهم أن يتثاقلوا قليلا حتى إذا اضطرم أمره وكاد ينفلت من شراك أعده لهم فقنصوه به, قبلوا طلبه متأففين كارهين متمانعين راغبين,مضمرين أن زواجها هم يزاح وعبئ يلقي,وكاهل يتخفف ولن يكلفهم الأمر شيئا,لأنهم سيتعللون عن تجهيز أختهم بما ينبغي علي أمثالهم وما يناسب ثرائهم, بالرغبة في عدم إحراج الأستاذ الذي لا يملك إلا غرفة يشاطر بها أمه وأختيه في بيتهم الهزيل, وسوف يتخففون من لومة عيون الصامتين , بتلك الأقفاص المغطاة بقماش أبيض المحمولة علي صهوة حميرهم المزدانة ببرادع من الصوف الثمين الذي لا يطيق ثمنه إلا أكابر القرية وأثريائها,الواعدة بعطاء من الطعام والفاكهة والحلوي ,حين يمخر موكبهم المعلن المتشدق بها عباب أزقة القرية ويتحسس مجالس أهلها ليقنعهم بكرم الأخوة ووفائهم لأبيهم الراحل وأختهم, فتخرس لذلك ألسنتهم وترعوي ظنونهم عن مقالات شائعة متواترة أن تلك الأسرة وغيرها من أثرياء القرية وخاصتها لا يورثون نساؤهم حتى لايئول ثرائهم وتراثهم إلي غريب من غيرهم0

000دارت الدائرة علي ما أضمر الجميع وسرعان ما شهدت ساحة منزل الأستاذ توأما يحبو ويكاد يجأر بشكواه من فاقة الأب وضن الأخوال ,وغير بعيد من هذا كله كانت جنيهات راتب الأستاذ تعلن انصرامها السريع مع أيام شهره الأولي,ولم يجد الدمياطي بدا من أن يتحسس أبواب رجال السياسة والإدارة والنفوذ والسلطان علهم يفيئون عليه ببعض مما أفاءه عليهم شياطين أفكارهم وانتهازيتهم وزورهم ونفاقهم, وترددت خطواته عليهم ثم اعتادته مجالسهم, ,لكن ما لم يغب عن خاطر أولئك الأبالسة هو غايات الدمياطي وخطورته,فأجمعوا أمرهم أن يتقبلوه ويفسحوا له موائدهم ومجالسهم وزائف اهتمامهم,علي أن يعلنوا ذلك ما أمكنهم للناس حتى يخلعوا عن الدمياطي كل ما يتوهم فقراء القرية والقرى والعزب المجاورة من مكانته ومهابته وتقدير لنبوغه وفصاحته ومنطقه وعلمه, فإذا ما نضوا عنه تلك الثياب تركوه عاريا ضائعا فاقدا لما قد يتهددهم من خطر عقله وذرب لسانه الذي بهت به ألباب من سمعه حينما كان يتصدي للحديث في الندوات أو يرتقي المنابر في الجمعات0
000 أجمعوا أمرهم وكان ذلك أسلوبا مجربا لديهم ونمطا معتادا لدرء خطر المتوثبين الأذكياء الطامحيين المتهددين الذين كان يغيب عنهم أن دون ذلك المرتقي الوعر مهارات وملكات وسبل لا يعرفها الدمياطي وأمثاله,وهم أغبي من أن يدركوها أو يتقنوها0

000بات الدمياطي منبتا لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقي,وقهره يأسه حينما صرعه إياب أمه وأختيه إلي العمل باليومية,ورفض رجال ومندوبي بعثات التعاقد مع المدرسين لبلدان الخليج حيث أحلام الثراء والرخاء,قائلين في ازورار عجيب, وإعراض غير آبه واستعلاء وشموخ وأنفة لا تحد(تخصصك غير مطلوب عندنا)00سارت الأيام بالدمياطي كئيبة مميتة قاتلة واشتد أورارها عليه ,فطفق يبحث ويألم فلم يجد كتبا له ليحرقها مثلما فعل التوحيدي,فاستسلم و تقاذفته الأيام مثلما تقاذفته الخطوب والآلام000وأترك لخيال قارئي العزيز ميدان التكهن بمصير الدمياطي ومآله فسيحا ثريا فطنا0

الأستاذ الدكتور عبد الحميد سليمان
الدمام القائظة اللاهبة/ فجر الأربعاء28من ابريل 2009م
رد مع اقتباس