كمال عبد الرحمن
الصورة التعبيرية مابين الرومانسية والتقريرية فى كتابته
لقد حيرنى كمال عبد الرحمن فتارة أجد فيه أحمد رامى حين يقول "من كتر شوقى سبقت عمرى" وتارة أخرى أجد فيه شطحات كامل الشناوى فى قوله "ويضيع من قدمى الطريق" – فهما من رواد ابتكار الكلم واختراع المعانى وتصوير المشاعر قياسا على الزمن والمكان - أليس هو القائل " يُحِبُّـني الطريقُ والبيتُ و جرّة في البيتِ حمراءُ يعشقها الماء" ولكنى أخيرا وجدت فيه كمال عبدالرحمن نفسه
ولنرى نماذج من تعبيراته :" ذلك اليوم العبقري " المفتوح " الذي تعانقت فيه الطبيعة " بحراً و نيلاً " مع مشاعرنا الفيّاضة" وانظروا التعبير الرومانسى الجميل حين يقول "ليمتدَ الحديثُ بيننا ، مُنساباً مثلَ جدولٍ هاديءٍ من الماءِ الزلال" ولكن له أسلوب مختلف حينما يعبر عن المعنى بصورة وصفية – فبدلا من أن يقول أن الثلاجة قد فرغت من المشروبات – فقال "ساعدت حرارة الجو فى القضاء على كل ماتحتويه الثلاجة من مشروبات" فقد قالها بأسلوب تقريرى حاسم وصارخ – اختلف فى كتابته حين أراد أن ينقل أحساسه بالقلق فيما لو حدث أن فرغت الثلاجة من المشروبات وكأنه يحذر من كارثة سوف تحدث ولقد قال المشروبات ولم يقل الماء امعانا منه فى التنبيه وهكذا استطاع أن يصيغ كلماته حسب المقام تجدها تارة ناعمة ملساء وأخرى تجدها صارخة شاكية مذعورة
يتبع......