كمال عبد الرحمن
ثانيا : القدرة الهندسية على ابتكار الجمل التعبيرية
كل الكتاب أو بعضهم يكتب مابين رواية ومقالة – ولكن أغلب الناس يكتب لغة دارجة ولكن كمال عبد الرحمن كان يكتب مايريد مراعيا أبعادا هندسية لغوية وكان يقيس جمله بالمسطرة والبرجل وربما بالمثلث والمنقلة.
استخدم كمال المهارات اللغوية ببساطة يحسد عليها – فقد خرجت كلماته وجمله وفيها من طباق وجناس ومقابلة فيأتى بعضها مصورا لمعانيه ببلاغة رائعة وربما نادرة فتجده يستخدم جملة "الراحة والزحام" ويستخدم جملة : تكاسل" ومعها "ايقاع الحياة" ويستعمل معها "تثاؤب الشمس فى فراغ الأرصفة" وهذا تعبير جديد – وقد جعل القارئ يستنتج العلاقة بين الجملتين من حيث تكامل أيقاع الحياة وتثاؤب الشمس – فحتى الشمس كانت غافلة أو ربما نائمة وبدات يومها فى تكاسل فلم يكن لها مبرر لكى تسرع بأمداد الأرض بأشعة الحياة فاليوم كله متكاسل بطئ. وقد بين لنا أن أحساسه ببداية الرحلة ولقاء الأصدقاء قد شحذ مشاعره وحول تفاعل المشاعر داخله الى عصافير مشتاقه – فأى تعبير راق هذا الذى كتب – ولكن كيف سيكون تعبيره لو أن هذا اللقاء كان لحبيبة فهل كان اشتياق عصافيره سيختلف ؟
يتبع .....