عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04/07/2009, 22h46
الصورة الرمزية أحمد عطية
أحمد عطية أحمد عطية غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:10230
 
تاريخ التسجيل: December 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 67
المشاركات: 57
افتراضي سيدى عواد " بقلم : أحمد عطية "


مهداه إلى روح الشيخ / سيد أبو طواجن

إبراهيم سيد الدايخ يجلس على المصطبة خارج الدار .. ساقه اليمنى مثنية واليسرى مرسلة .. أصابعه تسند غابة الجوزة المستقرة بين شفتيه .. عيناه جاحظتان وشدقاه غائران ، وصدره يعلو وهو يجذب نفساً طويلاً .


أقبلت صفية الدكر ، تحمل في يدها كوب الشاى .. رمقت عيناه المتضجرتان امرأته وهى تميل بجذعها الطويل لتعطيه كوب الشاى .. هذا القوام البديع الذى يبهر شباب قرية صنافير جميعاً .. وتغار منها فتيات ونساء القرية حتى اطلقوا عليها لقب الدكر لعدم انجابها .. شيعت عيناه امرأته وهى مدبرة ، وشعور بالرثاء لها يتغلغل داخل نفسه .....

يجلس هكذا طول النهار .. بينما تخرج زوجته في الصباح إلى الغيط ، في أقصى زمام القرية .. تشمر ثوبها وتعقده إلى وسطها حيث تعمل منه عباً كبيراً .. ثم تخوض في مياه الأرز لتنقيته من الحشائش والذنيبة .. ثم تتحسس بيدها وقدميها الأسماك التى تستقر في الحفر وسط المياه ، تمسكها وتضعها في عبها .. وتعود إلى الدار لتجد زوجها كما هو .. يجلس جلسته تلك على المصطبة .. كان المرض قد هدمه .. بعد أن كان لاعب عصا شهير .. أشهر لاعب في قرية صنافير ومركز قليوب بل في محافظة القليوبية كلها .. يخشاه الرجال ويعملون له ألف حساب .. وتتعلق به أنظار النساء وهو يتقدم مواكب الزفاف والأفراح بقامته المهيبة ممتشقاً عصاه كالسيف ، ولاعباً بها برشاقة أخاذة على نغمات الطبل والمزمار .

تنهد إبراهيم سيد الدايخ .. زفر في ألم : ( يا ميت ندامه عليك يا إبراهيم يا دايخ .. تجلس طوال النهار متصلب الظهر تقاسى من آلام موجعة .. تمر أمامك الأفراح والمواكب وأنت حبيس المصطبة ترنو إليها بعين حزينة وقلب مكسور .. آه من المرض الذى يلازمنى أكثر من سنة .. آاااه ) .

سمعته صفية فأتت سريعاً .. قالت وصوتها يتفجر رحمة :

ــ سلامتك .. ليت الوجع في جسمى .. بس لو كنت تسمع كلامى وتذهب إلى .......

قاطعها إبراهيم الدايخ في خشونة :

ــ لن أذهب إلى المولد .. قلت لك ذلك ألف مرة .

وترنحت نظراتها وهى تتمتم في خشية :

ــ لكن سيدى عواد سره باتع .. شىء لله يا ابو سليمان .

التهب صوته وهو يزجرها :

ــ كفى عن هذا يا امرأة .. اتركينى في حالى .

صفية لم تتركه في حاله .. لكن ألحت عليه بالكلام الرقيق وبالعبرات الثقيلة ، حتى وافق أن يذهب وإياها إلى قليوب حيث يحضران الليلة الكبيرة لمولد سيدى عواد .

إبراهيم على ظهر الحمار .. يرتدى جلبابه الصوف الداكن .. وتمسك يده بعصاه الطويلة .. وامرأته من خلفه تسنده وتعبط عليه بقوة .. أرتال من النساء والرجال والصبية يأخذون طريقهم إلى قليوب حيث تقام ليلة المولد ، يرون فيها ما لاعين رأت ولا أذن سمعت .. ثم يبيتون في جوار سيدى عواد ويعودون مع الصباح التالى .

ضغطت صفية الدكر جسد زوجها بساعديها وقالت :

ــ سمعت أن سيدى عواد كان فارساً شجاعاً .. قتل من الأعداء ألفاً في ضربة واحدة .

أجابها ابراهيم الدايخ والألم يتواثب في ظهره مع خطوات الحمار :

ــ من قال لك هذا الكلام الفارغ .. هو كان ماسك مدفع .

صفية ردت بلهجة عاتبة :

ــ انت هكذا طول عمرك لا تعتقد في أولياء الله .

سكت إبراهيم في ضجر .. لكنه عندما سمعها تسترسل في الحديث لتقرر في ثقة لا يتطرق إليها الشك : ( أن سيف سيدى عواد المعلق بجانب الضريح يشفى من يلمسه من فتور الهمة ويصبح في قوة حصان ويجعله قادراً على الإنجاب في التو والحال ) .

ثار ثورة عارمة .. وهم أن يلوى عنان الحمار ليعودا إلى حيث أتيا .

صفية توسلت إلى إبراهيم .. اعتذرت .. قبلت يده .. أقسمت كاذبة أنها لا تقصد بهذا الحديث أن تشير إلى حالها من قريب أو بعيد .. صحيح أن نفسها تهفو إلى طفل يحمل ملامح أبيه سبع الرجال .. لكنها مجرد رغبة تدوسها برجلها .. تلقيها في الترعة إذا أحست أنها تضايق إبراهيم أو تقريف مزاجه .

مضى الحمار يقرع الأرض بحوافره في نغمة رتيبة حتى دخلا مدينة قليوب .. وتناهت إلى أسماعهما ضجة المولد مختلطة بأصوات الطبول ورنين الصاجات .

وفى لحظة الفيا نفسيهما وسط الزحام في ساحة المولد ومقام سيدى عواد يرتفع أمامهما تعلوه قبة كبيرة وإلى جانبها مئذنة سامقة تتوغل في الفضاء .

نزلت صفية من على ظهر الحمار ، وأعانت إبراهيم على النزول وقصدا وكالة قريبة أودعا فيها الركوبة إلى الصباح ، واندسا وسط تيار البشر المتدفق .

الشمس تودع الدنيا بأصابعها الطويلة الصفراء .. وتراب الأرض قد أثارته الأرجل فصنع ضباباً أصفر أستقر فوق الرؤوس ، والخلق ترفع أكفها إلى السماء تدعو وتبتهل .. ومن حين إلى آخر تفرقع أصوات الباعة والمجاذيب في دوى ، بينما يرن صوت الدفوف وينساب صوت المزمار كالنداء الرقيق .

رجل متعجل دفع إبراهيم وكاد يوقعه .. من ورائه اندفعت ثلة من الناس ، تبغى اللحاق به وهم يصيحون : ( حلق يا جدع ) .. ( أمسك حرامى .. حرامى ) .

وقف إبراهيم ينظر جاحظ العينين ، وقلبه يدق في صدره دقات مزعجة .. هناك في أقصى الساحة حلقة من الناس في وسطها رجلان أمسكا بالشماريخ وراحا يرقصان على نغمات المزمار ويعرضان فنوناً في لعب العصا .. حسرة استقرت في نفس إبراهيم وهو يرى ساحته المفضلة على قيد خطوات وهو لا يستطيع أن يخطر فيها .. فليهنأ اللاعبون ولتبق عصاه منكسة يتوكأ عليها ، ليبتعد في خطوات حزينة ومن ورائه صفية .

عربة النيشان استرعت نظرها .. هفت نفسها إلى واحدة من لفافات الملبن التى تتكدس عليها .. أسرت برغبتها إلى إبراهيم الذى رمقها بصرامة اهتزت لها وهو يقول :

ــ جئنا من أجل زيارة سيدى عواد .

وقالت صفية في انكسار :

ــ ما دمنا جئنا .. فلماذا لا نتفرج .. ؟! نزيل الهم من على القلب .. تعلم أننى لم أحضر إلى قليوب منذ تزوجنا .

إبراهيم انتقى أحدى البنادق في صمت .. أمسك بها بعناية وصوب إلى اللوحة المثبتة بالعربة والمملوءة بالدوائر الصفراء والحمراء والخضراء الصغيرة .. لكن الأبرة انطلقت من فوهة البندقية لتنحرف بعيداً عن اللوحة ، حيث التقطها صاحب العربة من الأرض وهو يزعق :

ــ لسه شوية .. فتح عينك تاكل ملبن .

انه يعرف أن طلقته لا تخيب ، فما باله أخفق هكذا .. أم أن الرجل غشاش قد لعب في ماسورة البندقية !!

أخرج من جيبه علبة الدخان .. ولف سيجارة واشعلها ، حين رأى صفية تتجه بنظرها إلى المراجيح المقامة في ركن الساحة .. همس : ( لم يبق إلا هذا .. المرأة خرفت وكتاب الله .. ) .

جذبها من يدها وهى تتلفت في حسرة .. وانطلقا يجوسان خلال الزحام .. تفرجا على لاعب الثلاث ورقات ، يسلب الفلاحين والسذج نقودهم .. واستمعا إلى الشاعر يحكى قصة سيدى عواد ويزعق بلهجة تخلع القلب .. وشاهد المرأة التى تضع العصا على أى جزء من جسدها فتضىء .. ورأيا الحاوى يخرج الكتاكيت الصغيرة والفطائر الشهية من علبة فارغة .. واستمتعا برقص الغازية وهى ترعش جسدها كالزلزال .

وحين أمسى المساء .. واضاءت المكان أنوار المصابيح الملونة والمعلقة في كل مكان في الساحة وعلى مداخل السرادقات .. وأحسا بالجوع .. فقصدا حانوتاً يقلى السمك وابتاعا لفافة كبيرة ، وجلسا على الأرض يأكلان .. رجل مجذوب يمر بهما ، أعطياه قطعة سمك ورغيفاً .. لكن الرجل رد السمكة معتذراً .. السماك غشهما باع لهما قشر البطيخ المقلى بالدقيق والتوابل .

إبراهيم نظر غاضباً إلى زوجته .. خاطبها في خشونة :

ــ هذه شورتك المهببة .. كدت تبيضين حتى نذهب إلى المولد ، فلتشبعى منه وتملأي منه بطنك.

صفية قالت في صوت كالإعتذار :

ــ شىء لله يا ابو سليمان .

موجه من الخلق احتوتهما ، وهى تتقدم ببطء ناحية الضريح .. ألفيا نفسيهما قد انحشرا وسطها .. احتضنت صفية زوجها تتلقى عنه دفعات الأيدى والأكتاف .. وتدور به تتقى ذلك الرجل الرذيل الذى يلتصق بها من خلف .. وإبراهيم يطحن أضراسه من الغيظ والألم والزحام .

مدت صفية يدها .. امسكت كف إبراهيم .. جذبتها حتى لامست السيف المعلق فوق الضريح وصوتها ينطلق عامراً بالرجاء :

ــ مدد يا سيدى عواد .. مدد يا ابو سليمان مدد .. والله ان منحتنى غلاماً ذكراً فسوف أذبح لك خروفاً وأفرق لحمه في مولدك القادم .

قال وقد أسود وجهه غضباً :

ــ الآن وضحت نيتك يا امرأة .. تريدين الخلف وانت تعلمين انى مريض متصلب الظهر .. سوف اخلى سبيلك .. اتركك تنتقين زوجاً آخراً .. روحى وانت .....

وضعت صفية كفها على فم إبراهيم والحزن يعصر قلبها :

ــ لا تقل هذا يا إبراهيم .. رجل آخر .. الله يسامحك .. والله لو كان مرضك كمرض أيوب لبقيت زوجتك وخادمتك حتى تشفى .. هى ناعسة أحسن منى .. لا تتكلم هكذا أبداً .. أيطاوعك لسانك على أن تقول هذا .....

ثاب إبراهيم إلى نفسه ، وهو يرى دموع زوجته تنهمر على خديها .. ربت ظهرها مواسياً ، واقترح أن يبحثا عن مكان يأويان إليه ما بقى من الليل حتى الصباح .

وجاءهما صوت منشد في أحد السرادقات :

يا سيدى عواد .... مادد
هز الهلال .... مادد
يا ابو سليمان .... مادد
نظرة ومدد ... مادد


وفجأة .. انطلق صوت مرحب :

ــ تفضل .

ــ نعم .؟!!

قالها إبراهيم غير مصدق .. رجل ذو لحية سوداء هائلة ، يجلس على باب خيمة ، تستند إلى جدار المقام .. إبراهيم مشى خطوات نحوه تتبعه صفية .. نظر للرجل متسائلاً :

ــ تقصدنى يا سيدنا الشيخ ..

ــ نعم .. تفضل .

مد الرجل يده بكوب من القرفة لابراهيم ، وآخر لصفية التى أخذته منه بيد ترتجف .. أشار الرجل اليهما بالجلوس .

قعد قريباً منه على حصير يمتد إلى داخل الخيمة .. حلقة من الرجال والنساء يلبسون ابيض في ابيض ، ويتوشحون بأوشحة خضراء يجلسون على الحصيرة .

الشيخ ذو الذقن يشير اليهم .. افسحوا مكاناً لاخيكم واختكم في الطريقة .

صفية بدا على وجهها الانفعال .. اقبلت على الشيخ الملتحى .. هوت على يده تقبلها .. جذبت ابراهيم من ثوبه .. قالت :

ــ حب على أيد سيدنا الشيخ كى ننال البركة .. أصبحنا أخواناً في الطريقة .. اغتسلنا من ذنوبنا وغدونا اطهاراً كما ولدتنا أمهاتنا .. قرب يا ابراهيم نضع ايدينا في يده نأخذ عنه العهد .

أشار الشيخ معترضاً :

ــ ليس الآن يا بنيتى .. العهد تأخذانه باكر إن شاء الله .. والآن خذا مكانكما في دائرة المريدين .

هم إبراهيم أن يجلس حيث أشار الشيخ وبجانبه صفية .. غير أن الجالسين قالوا :

ــ هذا مكانك أنت .. أما مكانها فهناك .

إبراهيم جلس مأخوذاً بين امرأتين ، وزوجته جلست بين رجلين أمامه .. الوسواس الخناس جمع الوساوس جميعها وبدأت تلعب في عقل إبراهيم ، لكنه محاها بحسم .. فلا يليق به أن يفكر هكذا .. مجرد أن يفكر فهذا لا يجوز مع هؤلاء الملائكة .. فليركل هذا الوسواس الخناس الذى يعربد داخله .. ربما كانت هذه أصول الطريقة .. ليس عليه أن يعترض .. وليمتثل ، ويفعل كما يفعلون .

الشيخ ذو اللحية صفق بيديه ، وبدأ ينشد في صوت رخيم .. وخلفه المريدون يميلون يميناً ويساراً مع ايقاع التصفيق :

دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفساً إذا حكم القضاء


تخرج أصوات المريدون كأنها صوت واحد جهورى :

( حى .... حى .... حى .... )
( مدد مدد مداااااااااااد ... )


إبراهيم يطوح رأسه متابعاً حركة المريدين .. وعينه على ذلك الرجل القحف الذى يقعد بجانب زوجته وفى كل تطويحة ذكر ، يمرغ رأسه في صدرها .. وهى منهمكة في الأداء لا تكاد تحس ما حولها .

عطر ماء الورد تسلل إلى خيشومه ، حين القت جارته رأسها على صدره .. وصوت الإنشاد يسرع والمريدون يشهقون ويتساقطون على الحصير ، ترتعش أبدانهم ثم تهمد حركتهم ، ويستسلمون للنعاس الثقيل .. لم يبق إلا إبراهيم وزوجته والرجل يميل يميناً ويساراً منشداً بصوته ، ومصفقاً بكفيه .. حتى أصاب الكلل صفية فأنطرحت على الحصير بينما إبراهيم يفتح عينيه بصعوبة متابعاً حركة الشيخ الذى لا يهدأ .....

إبراهيم راقد على ظهره بين اليقظة والنوم .. يحدق في الظلام .. فجأة .. بدا لعينيه شىء أبيض يقترب .. أنه فارس .. اى والله فارس .. يمتطى صهوة جواد .. تقدم الجواد حتى صار غير بعيد عنه .. رأى الفارس يشير إليه وصوته يأتى من بعيد في صرامة :

ــ قم يا ابراهيم .

إبراهيم عيناه مفتوحتان على آخرهما .. وظهره متصلب لا يقوى على أن يقوم قاعداً ، فتصدر عنه كلمة ــ كيف ؟! ــ تحمل كل معانى العجز والسؤال .. الفارس يكرر حديثه بلهجة أكثر صرامة :

ــ قم يا ابراهيم .

إبراهيم ينظر إلى الفارس مسترحماً ، وصوته المتوسل يقول :

ــ لا أستطيع .. لا أقدر .. ألا ترى أنى مريض .. ظهرى متصلب تذرعه الآلام .

الفارس لمسه بالسيف هذه المرة وصوته يتلون بالغضب :

ــ اصح يا رجل .

إبراهيم فتح عينيه .. أغمضهما ، ثم فتحهما غير مصدق .. منظر بشع أثار الدم في عروقه .. الشيخ قد تورك امرأته .. كفه تسد فمها ، وهى تدفعه في صدره وتحاول أن تتملص منه .. من له بكل عافية الدنيا تسعفه كى يقوم .. أمسكت يداه برقبة الرجل من خلف .. جذبه ثم القاه على الأرض .. ثم راح يدق رأسه دقاً .

على الضجة ، قام النائمون في الخيمة من الرجال والنساء .. انقض الجميع على إبراهيم يوسعونه ضرباً بكل ما تصل إليه أيديهم .. ألقت صفية نفسها على زوجها تحميه بجسدها ، وتتلقى عنه الضربات القاسية .. حتى غابا عن الوعى .. ثم حملا والقيا بعيداً .....

الحمار يطرقع بحوافره على الطريق .. فوق ظهره إبراهيم معصوب الرأس وصفية تستقر خلفه .. والعبرات الساخنة تنهمر على خديها مما تقاسيه من الألم .. رغم ذلك راحت تحادث إبراهيم بصوت متهدج :

ــ فتحت عينى على الرجل ينقض علىّ كفحل الجاموس .. وكتم صوتى براحة يده .. وكاد يتمكن منى .. استغثت بسيدى عواد .. قلت في نفسى : ان كنت حقاً ولياً فلتنقذنى من الفضيحة .. في غمضة عين رأيتك تثب واقفاً معافى تمسك الرجل في يدك كالقط .. عادت إليك العافية .. مستك بركة سيدى عواد .

ربت إبراهيم على يد زوجته وهو يسألها في رفق :

ــ هل أوجعك الضرب .

ردت صفية ودموعها على خديها .. وهى تحس سخونة تنتقل إلى صدرها من جسد زوجها :

ــ قلبى يحدثنى أننا سنرزق بغلام .

ويضرب إبراهيم خاصرتى الحمار بكعبه .. بينما تتجه نظراته إلى الخلف .. حيث مئذنة سيدى عواد السامقة تبتعد ، وهو يردد في صوت أدهش صفية نفسها :

ــ مدد يا سيدى عواد مدااااااااد ......


********
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة : أحمد عطية بتاريخ 05/07/2009 الساعة 08h41
رد مع اقتباس