رحم الله أيام الطرب الأصيل .. وحمى الله الأغاني الأصيلة من الإندثار
سيداتي آنساتي سادتي .. عشاق الفن الجميل ...
لقد حدث ما كنا نخشاه .. خاصة بعد أن إنقلبت إذاعة الأغاني من تقديم الطرب العربي والمصري الأصيل إلى فترات مطولة للمذيع الإف إم السيد "نايل " .. أقل الإذاعيين إحساساً بالطرب الأصيل .. وأكثرهم ميلاً للأغاني الهبابية التنطيطية .. وهو يفرضها على الجميع بشكل مثير للحسرة .. وهو لا يميل بطبيعته إلى الطرب العربي الأصيل .. بل إنه هو الذي يستخف دمه .. في برنامجه السخيف .. الذي جعل أغلب عشاق هذه الإذاعة الطربية الأصيلة يديرون مؤشر الراديو إلى إذاعة أخرى .. وهم آسفين .. ربما يجدون فيها ضالتهم ..
وفي الحقيقة أنا لا أعرف بأي حق يسمحوا لهذا المذيع "نايل" بأن يمتلك لوحده تقديم ما يسميه بأغاني إف أم ... ويا ليتهم أعطوه ساعة أو ساعتين ... ولكنهم سلموه الإذاعة تسليم مفتاح ... يعبث فيها كما يريد .. وفي هذه الفترة التي تمتد أحياناً طوال اليوم بشكل مثير للضيق .. وهي فترة لا أغاني .. ولا طرب فيها إلا فيما ندر .. ولا ذوق فيها يرضي عشاق الطرب العربي الأصيل .. بل أحاديث تافهة مع فتيات صغيرات السن .. يفخر هذا النايل أنه يتحدث معهم أحاديث تافهة لا طائل منها .. ويستظرف نفسه فيها معهم .. وهو ليس حراً فيما يفعله بالميكرفون الذي كان يوماً من الأيام شيئاً مهماً ... شديد الإحترام من المذيعين ومقدمي البرامج .. قبل أن يكون محترماً ومبجلاً ... ومحترماً من قبل المستمعين ..
في الحقيقة لا أجد تفسيراً لما يحدث بهذه الإذاعة .. ولعلي أجدها تنقلب بقدرة غير قادر .. إلى إذاعة مسخة .. تقدم أغاني هبابية تنطيطية .. لا فائدة منها .. وبهذا تنتهي فترة جميلة من الطرب الأصيل ... وتبدأ فترة أخرى من الإسفاف الطربي .. يعزف فيها المستمع الحقيقي عن سماع الإذاعة التي طالما كان يثبت عليها مؤشر الراديو .. وصار الآن بكل أسف .. أكثر حرصاً على أن يحول المؤشر إلى إذاعة أخرى .. رحم الله أيام الزمن الجميل .. أياما كان كل شيء جميل ترعاه أيادي أمينة .....
في الحقيقة لا أعرف هل إنتاب الأصدقاء ممن كانوا يحرصون على متابعة برامج إذاعة الإغاني .. وممن كانوا يحرصون على تسجيل أغانيها النفيسة .. هل إنتاب الأصدقاء مثلي نفس الشعور بهذا التغيير الأسوأ ..
إن الدنيا أيها الأصدقاء تتطور للأمام .. ولكن كتب علينا أن نمشي في ركب جنازة إذاعة كانت أصيلة .. أمسك بزمامها أناس قل عندهم الحس الفني .. وأعتقد أنهم كارهين للفن الأصيل .. ويصرون على قتله وإغتيال أغانيه النفيسة ..
ولا يسعنا إلا أن نتمنى أن تعود هذه الإذاعة إلى إحترام مستمعيها .. خاصة ممن يقدرون النغم الأصيل .. والأغاني الراقية .. ..
وخيراً أخشى ما أخشاه أن يستمر عبث هذا "النايل" .. ويطول أجزاء أخرى أكثر ... ويمتد تحديه للأذن العربية الأصيلة إلى باقي ساعات اليوم .. وتضمحل إذاعة كانت في خدمة المستمع العربي الأصيل .. بل لعل أصدقاء من أقطار عربية أخرى كانوا يحرصون على الإستماع لهذه الإذاعة وتسجيل برامجها ..
وربما كان برنامجنا الأصيل الذي تم حذفه من خريطة البرامج .. بعد أن كانت الأصوات كلها تنادي بمد ساعات إرساله ..
وهذه رسالة للسيدة رئيسة الإذاعة .. أن تراعي في الوقت القريب تعديل مسار هذه الإذاعة .. وإعادة ساعات الطرب الأصيل إليها ... طوال اليوم .. وليس فقط في ساعات السهرة .. التي نخشى أن تطولها يد العبث ..
وسامحوني لغضبي الشديد ..
وأرجو أن يراجعني الأصدقاء إن كنت مخطئاً .. ونحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن إلغاء برنامج جميل .. أثرى الأذن العربية والمصرية مدة قاربت من العامين .. ولكن أريد الدفاع عن هذه الإذاعة الجميلة .. مخافة أن تصيبها يد العبث ..  
ويا حسرتاه على زمن عبد الوهاب وأم كلثوم والسنباطي .. وسحقاً لزمن يراد فرضه على الأذن العربية .. زمن طغى الرقص بلا وعي والتنطيط بلا هدف .. على الطرب الأصيل ... ويا ليتني لا أؤذن في مالطة ....
أ. د. لطفي أحمد عبد اللطيف
عاشق الفن الأصيل برغم أنف من يريدون قتل الإذاعة الأصيلة 
التعديل الأخير تم بواسطة : lotlatif بتاريخ 01/07/2009 الساعة 21h33
|