" 5 "
مِحرابُ الفن
بالأحضانِ و القبلات ، إستقبـَلـَنا المايسترو محمد الآلاتي ، و كان ابنه حسام هو ثاني مستقبلينا ، و الذي بدا لي خجولاً بَتولاً ، لا يتمتعُ بموهبةِ والدِهِ الخارقة ، في كسر الحواجز النفسيّةِ بينه و بين الآخرين ،،
و قبل أن يجالسنا ، طلبتُ منه أن يسرعَ بتحضير " طقم شاى " محترم ، بينما كان " كريم " آخر العنقود في سلالة عائلة الآلاتي الموسيقية ، يمرُقُ " كالصاروخ " بين الشرفةِ و الصالة " ذِهاباً و إياباً " ، و كلما حاول أبوه أن يمسِكَ به ، أخذ " يُفـَلفِصُ " منه ، كما تتـَفـَلفـَصُ سمكة التونة من أحضانِ صائِدِها
و جاءَ الشاى ،، و مع أول رشفاتٍ ، بدأنا نعودُ إلى رُشدِنا الذي فقدناهُ في المتاهة !
أما " مدام ناهد " ، فكانت أول مستقبلِنا من ضيوفِ الآلاتي ،
، ببشاشتِها ، و حرارةِ مشاعرها ،،، و لاحظتُ " شِياكتها " و أناقتها المعهودة ، و حاسّة " الضيافة " العالية التي لا تفارقها، و التي تـشي بسيدةٍ كريمةٍ مضيافة ، تـَرَبَّت على العطاءِ و الكَرَم ،،
و تذكرتُ آخرَ لقاءٍ جمعني بأستاذي الجليل د. أنس ، و أختي العزيزة مدام ناهد ، في دمياط و رأس البَر،،، ذلك اليوم العبقري " المفتوح " الذي تعانقت فيه الطبيعة " بحراً و نيلاً " مع مشاعرنا الفيّاضة ، و الذي أُقيمَ احتِفاء ً بحضورِ مطرب الطفولة سامي دربز إلى مصر ، و صاحبة الصّوت السوبرانو المُعَبِّر ، رِفقة بلطيفة
عاتبتني مدام ناهد على عدم انتظامي في التواجد بالمنتدى ، و " زوَغـَاني " المستمر ، فَ " زَوَّغتُ " من هذا العِتاب الأخوي ، بأن حدثتـُها عن قصصها الراقية البديعة ، و التي كانت مفاجأة ، لمـُعتادي و مُدمني " ملتقى الشعراء و الأدباء "
و قلتُ ، قولة الشاعر الأندلسي :
لو كان " وقتي " معي ما اخترتُ غيرَكمو
و لا رضيتُ سِـــــواكم في " الغِنــا " بَدَلا
و الحق أنه لولا الدكتور أنس ، الذي يحمِلُ عني " أحمالاً ثقيلة " في قسم الأدب و الشِعر ، لما كان للقسم أن يحظى بهذا التألق ، و أن يكونَ جاذِباً لكل هذه المواهب في الفصحى و العامية و القصة القصيرة ..
" جديرٌ بالذِكر أن د. أنس ، أثنى كثيراً على ـ إسلام ـ صديقي " أبو نـَسَب "
كانت مدام ناهد " طوالَ الوقتِ " تضع مِنديلاً على أنفِها ، إتقاء ً لفـُوَّهاتِ المداخن التي تصْدُرُ عنا جميعاً " باستثناء الدكتور أنس " ، الذي يُعَدُّ " مُدَخِنـاً سلبيّاً " بحكم الصداقةِ و الأخـَوِيّة
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ
كمال