
29/06/2009, 19h11
|
 |
مواطن من سماعي
رقم العضوية:275090
|
|
تاريخ التسجيل: August 2008
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
المشاركات: 152
|
|
|
رد: مسألة للنقاش: لماذا غاب مصطلح "الموسيقى العربية" في الكتابات القديمة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إســـلام
يتوجب بادئ ذي بدء توجيه الشكر للأخ الأسعد الذي يسعدنا دائما بمشاركاته
أعتقد أن تلك الفترة التي لم يذكر فيها مصطلح الموسيقى العربية أو الشرقية هي تلك الحقبة من الزمن والتي كانت فيها كل أمة منغلفة على ما فيها بكل ما فيها من مأكل ومشرب وملبس ومسمع ربما عاشوا دهرا وماتوا ولم يعرفوا سواه أو يسمعوا عن غيره ولنأخذ الموسيقى كمثال على هذا هل كان للعربي أن يستمع في ذلك الزمن إلى موسيقى غربية حتي يميز موسيقاه عنها ويسميها بالعربية أو الشرقية؟ بالطبع لا, ومع بدايات القرن العشرين بدأت معها تباشير الانفتاح واستطاعة معرفة الغير فعرفت وقتها الموسيقى بالشرقية تمييزا لها عما سواها كما في عنوان كتاب الخلعي.
هذا ما أرجحه ولعل أحد الأساتذة ممن هم أعلم مني وأعلى يحضرنا فيزجي لنا ما أفاء الله عليه به من علم في هذا الشأن.
|
مساء الخير الصديق العزيز إسلام، سعدت كثيرا بطلتك في هذه المشاركة
واهتمامك بالموضوع، غير أني أتحفظ على نقطة هامة وردت في تعقيبك، وهي أن الأمة العربية الإسلامية كانت تعيش انغلاقا ولا تعرف ما يدور حولها من الفنون والأمور الأخرى، فعلى العكس تماما ففي ذلك الوقت كانت الأمم
متفتحة على بعضها البعض، بما في الكلمة من معنى، حتى أني أستطيع القول
أن عصر "العولمة والإنفتاح" هو ذلك العصر التي لم تكن فيه حواجز بين
الدول ولا تأشيرات، وكان السعي والنهل من العلوم متيسرا للجميع، فمثلا لو سمع أحدهم أن شيخا ما نبغ في بعض العلوم وتفقه فيه إلى حد العبقرية، سارع له ناهلو العلم من الطلاب من البلدان المجاورة أو حتى البعيدة، قاطعين المسافات الكبيرة للإستفادة منه. وحال الموسيقى لايشذ عن هذه الوضعية، فالموسيقى في المنطقة العربية الإسلامية استطاعت أن تتعرف على الموسيقات الأخرى المجاورة لها مثل الفارسية والتركية، وهنا الموسيقى الغربية لم يكن لها موقعا ولم تتبلور بعد، خاصة في العصر الوسيط، التي بلغت فيه الموسيقى العربية الإسلامية أوجه سموها، من خلال الكتابات التي وصلتنا، حتى أن أغلب الجواري المغنيات المسميات "القينات" هن من غير العربيات ويقمن بدور الغناء في بلاطات الأمراء والخلفاء، إضافة إلى استعمال بعض الآلات الغير العربية مثل الطنبور الخرساني وتوظيفه في بلورة درجات السلم الموسيقى، أضف إلى ذلك أن المصطلحات المستعملة في الموسيقى العربية الإسلامية أغلبها ليست من العربية، وهذا لا ينقص من أهمية هذه الموسيقى بل على العكس تماما فتاريخ العلوم هو تاريخ تراكمات.
أعذرني على الإطالة فالفكرة "استفزتني"، لك كل المحبة والتقدير
|