بدأ يومى التالى من احدى ضواحى القاهرة الصحراوية النائية البعيدة عن العمار و الذى يسمى التجمع الخامس لاحاول ان اسابق الزمن لالحق بالجمع السعيد الذى بدأ فى التوافد على بيت المايسترو بعد مكالمات غازى و استاذ حسن كشك و انتظرنى غازى فى اقرب احياء القليوبية الى القاهرة , و بالعافية استطعت ان الحق بصلاة الجمعة معه هناك لننطلق بعدها الى منزل الالاتى و كلنا شوق الى الاحباب و كلّى خوف من الصفعات و اللكمات على التأخير الذى كان غصبا عنى,
فقد كنت أحارب هيئات التخطيط العمرانى لثلاث محافظات فى آن واحد تدعى " القاهرة الكبرى الجديدة" و فى يوم شديد الحرارة غزير العرق , و زادنى غازى رعبا بأن استحلفنى بأنه سيشى بى لمضيفنا الكريم و سيستفز الجميع ليلومونى على التأخير
و لكن الترحاب الشديد من صاحب البيت المايسترو أنسانى ما لاقيته , و دفء مقابلته زاد من حرارة الجو
لاتلفت مع غازى بين الجمع السعيد ما بين قبلات و احضان و سلامات , بين اساتذتنا و دكاترتنا
د انس و مدام ناهد و استاذ سيد المشاعلى و استاذ حسن كشك و استاذ كمال عبد الرحمن و د حسن و د ثروت غنيم ,
و أهل البيت الكرام استاذ محمد الالاتى و اسرته
و جلسنا جميعا نتكلم و نتسامر و نتجادل و نضحك , دكتور انس بهدؤه المريح و علمه الغزير يعضد نظرية ما ,
و استاذ حسن كشك يناقش دكتور ثروت فى فكرة ما , و د حسن يستمع الى ان يجد القافية فينطلق كاسكندرانى خفيف الدم ليلقيها لنضحك جميعا ,
و استدرجت اسد الاسماعيلية ليجلس بالقرب من د ثروت بعد أن سخن الحوار بينهما عن الاهلى نادى "الأرن" و سبب كره الاسماعيلى له , حتى احشر نفسى بين اثنين من الحاضرين لا يتكلما كثيرا , و لكن اذا تكلما سكت الجميع
سيد المشاعلى و كمال عبد الرحمن
كثيرا ما حاولت تخمين سنهما و لم استطع ,
فشكلهما يوحى بأنهما لا يكبرونى الا بثماني أو عشرة اعوام على اكثر تقدير ,
و لكن علمهما و بلاغتهما و رزانتهما و منطقهما الحوارى تجعلهما أكبر من ذلك بكثير ,
بالعافية استطعت ان انل نصف ساعة معهم فى حديث ثقافى فنى أحيانا , سياسى غالبا
و حين بدأ حديثنا عن الكتب و المواقع الثقافية ( الثقافية بجد و الله مش التانية ) و كنت ازعم انى اعرف اين اجد ضالتى من الكتب على الشبكة لأفاجأ انى لم آتهما بجديد ابدا , فأعطانى استاذ كمال موقعا للكتب الاجنبية و اعطانى استاذ سيد المشاعلى موقعا للكتب العربية ثم أهدانى كتاب مقامات بيرم التونسى الذى ذاب نعلى ( اجلّكم الله ) سعيا وراءه ,
ثم كانت إحدى مفاجآت اللقاء قدوم اخونا الاستاذ رائد ليزيد المجلس بريقا و لمعانا و لننعم بثقافته و خفة دمه و صيده الذكى للنكته,
و فى هفوة منى قمت من مكانى لاجد اللئيم غازى قد احتل مكانى و نظر الى شامتا ساخرا قائلا " لا مؤخذة يا ماندو ",
فعلمت حينئذ علم اليقين
ان الكرسى لا يدوم