[يوسف أبوسالم]

أخي سعد
مساء الوفاء

لم يغب الزعيم الخالد جمال عبد الناصر
عن ذاكرة كل الأجيال أبدا
ولن يغيب
لأننا لا نتحدث عن رجل فحسب
بل نتحدث عن ظاهرة عبقرية لا تتكرر إلا كل عشرات السنين
كان عبد الناصر ملء السمع والبصر
كان يمثل بتلقائية طموحات الشعب
وليس الشعب العربي في مصر فقط
بل الشعب العربي في كل بقاع الأرض العربية
عندما كان يعلن عن خطبة للرئيس
كان الناس يتركون أعمالهم وأشغالهم ليسمعوا ماذا يقول
كان قريبا للجميع ابنا لهم وأخا ووالدا
وليس أدل على أهميته كزعيم من زعماء التحرر في العالم بأسره
أن تآمرت دول عظمى لإسقاطه
ومنها أمريكا وبريطانيا وفرنسا
وبالطبع ربيبتهم دولة العدو الصهيوني الزائلة بإذن الله
فضلا عن بعض الدول العربية التي كان وجود وفكر عبد الناصر يقض مضاجعها ليل نهار
كانت ثورة الضباط الأحرار يوم 23 يوليو فاتحة عهد لحركة تحرر عربية وإفريقية وفي كثير من دول العالم الثالث
أتذكر مقالا قرأته عن زيارة الثائر الأممي جيفارا
الذي جاء لمقابلة عبد الناصر والذي ذكر ( وهو من هو ) كيف استلهم فكر عبد الناصر وثورته
وعندما قابل الرئيس عبد الناصر
وتجول معه في شموارع مصر وكان هناك موعد لافتتاح مشاريع ومصانع جديدة
انبهر جيفارا من حشود الجماهير التي كانت تستقبل موكب الزعيمين
فقال للرئيس
هذا هو الغليان الثوري الذي أريده
فأجابه ناصر
لولا أننا أنجزنا هذه المشاريع وتلك المصانع لما وجدت مثل هذا الغليان
وما زلنا وما زالت جماهير الأمة العربية تردد مقولته الخالدة التي ثبتت صحتها في مناسبات عديدة
ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة
رحم الله عبد الناصر
وأسكنه فسيح جنانه
وشكرا لك أنك كتبت عن ناصر