سيدتى الغالية
((( ناهــــد )))
مساؤكِ مُكلل بالنقاء مع باقة مِنْ زهور التوليب الزهرى
جميلٌ أن يحط بنا القلم إلى أرض الواقع نعيش ونتعايش معه , و نستنشق هواءاً مُختلف النكهة . فهذه متعة الفِكرة عندما يتوحد بها القلمْ فى شق جِدار يَسمح للقارئ بنفاذْ خياله ؛ فنرى حياة إناس وشريحة مِن المجتمع كانوا وما زال يتوارون خلف هذا الواقع القاسى المرير،،
نفس وما سواها .. هذه القصة سوف أتوقف لحظة و لن أحمل معى معول النقد لكننى ربما أحمل مشرط الجراح
" مشرط من ورد >>>جراح درجة رابعة " 
أولاً: فى هذه النوعية من القصص والتى تنتمى إلى إحدى المدارس الكلاسيكية التى تعتمد على مسار سردى مُستقيم نحو الحدث مُباشرة دون جُمل مُلغزة أو حتى مُفاجأة كما تتميز وبقدرة كبيرة فى أن تعطى مساحة كبيرة للتلقى مِنْ خلال الوصف والسّرد لإهتمامها بالتفاصيل الدقيقة داخل العمل ؛والذى تم تناوله فى القصة وبعين تنتقل مِنْ مشهد إلى أخر وكأننا أمام كاميرا بطيئة الحركة لرؤية المشهد كاملاً حتى عندما يتم تركيز الضوء على البطل أو الأبطال مِنْ محجوب إلى الحج أبو العنين التُرَبىِ ونِداء المبروك ونحنُ نتابع هذا المسار وصولاً للنهاية المُتوقعة.
فمع بداية القصة وتسلسل الآحداث سنجد من عناصر الجذب ما يجعلنا نَمر الى عالم الحكاية والتنقل مِنْ مشهد إلى أخر دون توقف أو تأفف بل تدفعنا إلى عمقها أكثر فأكثر ... لنشاهد سراديب تضج صوراً مُتحركة سريعة
وكأننا أمام فيلم قصير
ثانيـاً: لن أتكلم عن نقطة تكرر التنويه عنها بردى فى الآعمال السابقة بشأن "علامات الترقيم" التى تحتاجها الكتابة القصصية عموماً , و بشده ؛ لأنها تؤثر فى المعنى وفى شكل القصة بصفة عامة، لم أرَ أى تغاضى لها فى هذا العمل وهذا دليل على تطور الكتابة لديكِ بشكل جيد وملحوظ فى تنسيق النص وبداية وضع العلامات؛ إلا أن هُناك مقطع إستوقفنى فى العمل وهوَ :
..... حيرتنى يا بنى معاك , حرام عليك تعبتنى وتعبت قلبى الله يتعب قلبك , مفيش حد من اخواتك تعبنى كده , بص شوف اخواتك فلحوا وبقوا إيه , شوف ولاد خالك وولاد عمك , إنت مش طالع زيهم ليه , طالع براوى لمين , , إنت لو ماكنتش ابن بطنى , كنت قلت انك مش أخوهم , فضحتنا ونغصت علينا عيشتنا , كل يوم مشاكل مع أولاد الجيران ......
...... أنت نسيت لما كسرت رجل الواد فوزى , ومره مقطع حبل غسيل أم حميده جارتنا الطيبه , أقول إيه والا إيه , أعمل فيك إيه واروح منك فين , مفيش حته فى جسمك سليمه وكلك جروح , يا وكستك يا هنيه فى آخر خلفك .....
وفى هذا المقطع....
((والله لولا أخلاق أهلك وأدبهم وسمعتهم الطيبه كنا رميناك فى السجن يا بعيد , روح ربنا يهديك ......))
فى الكتابة القصصية جُمل الحوار تكون مُنفصلة. كالجمل المُغايرة , أو المنطوقة بالعامية يمكن أن تكون بين علامتى تنصيص أو بين قوسين لفصلها عن ماقبلها أو بعدها. " " أو ( ) وكذلك أسماء الشخصيات الواردة
فى القصة (محجوب) (أبو العنين) ( المبروك )
صدقينى سوف تجدى فارقاً كبيراً فى الشكل ,
و المضمون معاً, كذلك ستعطى للقارئ مساحة من المُتعة أكثر للعيّن ,
و مزيداً مِنْ الإستمتاع بالقراءة مِن قِبل المُتلقى (القراء)
أخيراً أبدعتِ سيدتى فى سرد أحداث واقعية بسهولة ويُسر , جعلتنا نُصدق هذا النصّ ونتوحد معه وكأننا كنا مع هؤلاء فى نفس القرية, حاولت جاهدة أن أكتب لكِ ببعض مِن خبرتى المتواضعة فى كتابة القصة علنا نفيد
ونستفيد ورضا الله من وراء القصد..
تشكراداريم
مع خالص تمنياتى لكِ بمزيد مِن التقدم , و الرقى , و مواصلة الإبداع