
25/05/2009, 21h54
|
 |
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
|
|
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,311
|
|
|
|
@ سألت أم حبيبه وهى تشير بيدها .................
ــ هذه إذن يا ولدى كتب القاضى محمد بن الحسن الشيبانى ؟.
ــ أجل يا أماه , حملتها وحدها على بعير ولم أفارق ابن الحسن إلا بعد أن سمعتها منه سماعا . كنا نصل الليل بالنهار معا وهو يقرؤها على . كم أتعبت معى ذلك الشيخ وشققت عليه طوال الأشهر الماضيه ..
ــ وما الذى تنوى فعله يا ولدى بعد ذلك؟.
ــ أريد فى البداية أن أزور شيخى زعيم المحدثين سفيان بن عيينه . لم أره مذ رحلت إلى اليمن للعمل بالقضاء . علمت وأنا بالعراق أنه ملازم داره بعد أن أضناه المرض وأقعده الكبر ولم يعد مداوما على حلقـة الدرس بالحرم ..
قال عبد العزيز ................
ــ أجل لقد أصابه الكبر وألح عليه الضعف ولم يعد قادرا على مواصلة التعليم والدرس . لكنى أراه أحيانا يتحامل على نفسه ليجلس بين تلاميذه وأحبابه يرد على أسئلتهم ويلقنهم ما تجود به نفسه من علومه ..
ــ شفاه الله وعافاه , ما أدركت أحدا من الناس فيه من آلة الفتيا ما فى شيخ المحدثين سفيان بن عيينه . وما رأيت أحدا أحسن تفسيرا للحديث منه , أطال الله لنا فى عمره ونفعنا من علومه ..
سألته حميده ...............
ــ هل ستذهب لزيارته الآن ؟.
ــ لا , غير معقول لقد تأخر بنا الوقت ولا أريد أن أقطع عليه راحته . فى الغد إن شاء الله أذهب إليه فى داره مبكرا فالوقت غير مناسب الآن لزيارته ..
وفى اليوم التالى بعد أن صلى الشافعى ركعتى الفجر فى ساحة الكعبه وجلس بعض الوقت يقرأ القرآن ويبتهل إلى ربه داعيا شاكرا , قام ميمما شطر دار شيخه سفيان بن عيينه . ولما دخل عليه وجده مقعدا فى فراشه عاجزا عن الحركة تماما بعد أن وهن العظم منه وقد بلغ من الكبر عتيا ..
أخذ يمنى نفسه وهو فى الطريق إليه أن يمتد به اللقاء مع شيخه وأستاذه الأول . كان فى شوق كبير للحديث معه بعد طول غياب, فلما رآه على تلك الحال من الوهن والضعف أخذ يحدث نفسه آسفا .............. إيه . الحالة التى عليها الشيخ لن تسمح لى أن أطيل الجلوس معه كما كنت أتمنى وأرجو . على أية حال أكتفى الآن بالسلام عليه والدعاء له بالشفاء ثم أتركه ليريح بدنه الضعيف ..
إلا أن الشيخ الذى كل بصره ووهن العظم منه ما كاد يتعرف عليه من صوته الذى لا يزال يذكر نبراته وجرسه مدققا النظر إليه بعينين كليلتين ذابلتين . حتى أشرق وجهه وتهلل واعتدل فى فراشه محاولا القيام منه عنوة لمعانقة تلميذه الأثير إلى قلبه . هب كأنما دبت العافية وسرت فى بدنه مرة واحده ..
وفى ذلك اللقاء الذى امتد إلى منتصف النهار كما كان الشافعى يتمنى ويرجو دار حديث ذو شجون . قال له الشيخ فى بدايته وكأنه يعاتبه عتابا رقيقا ...............
ــ قد بلغنا ولايتك القضاء فى اليمن وما أحسن ما انتشر عنك من أحكام وفتاوى وإقامة لميزان العدل وانت تحكم بين الناس . هكذا عهدى بك يا ولدى مذ كنت فتى فى مقتبل العمر ..
ــ بارك الله فيك يا سيدى ..
ــ لكن اسمع يا ولدى لقد أديت الذى عليك كما ينبغى ونصيحتى لك ألا تعد . إنها نصيحة والد محب لولده حريص عليه . أمثالك من أهل العلم لا ينبغى لهم ذلك ..
ــ أعدك يا سيدى الشيخ أن تكون المرة الأخيرة التى أمارس فيها عملا فى أى من دواوين الحكم . لقد أراد أمير المؤمنين هارون الرشيد قبل أن أغادر البلاد أن يكلفنى بشئ كهذا بل وألح عليه ..
ــ أى عمل هذا الذى عرضه عليك وكلفك به ؟.
ــ أن أعمل بالقضاء فى العراق ..
ــ وبماذا أجبته يا ولدى ؟.
ــ إعتذرت له بانشغالى فى الدرس والعلم وجمع الحديث فقبل عذرى وأمر لى بألف دينار من بيت المال تأتينى كل عام كى أتفرغ لرسالتى . الحمد لله أن أفادتنى هذه المحنة وعادت على بالخير الكثير والنعم الوافره ..
نظر الشيخ إليه متسائلا فأكمل الشافعى قائلا ...............
ــ أجل يا سيدى لقد كانت عناية من الله تعالى بى أن تحدث لى هذه المحنة لأتفرغ للعلم والدرس . كانت بيانا لى من الله وتحذيرا ألا يصرفنى عن طريق العلم صارف حتى لو كان ذلك الصارف شرفا تشرئب له الأعناق وتسعى له النفوس كتولى القضاء والحكم بين الناس . لقد يسر الله لى أن أتعرف أخيرا على علوم العراقيين وأن أجلس إلى شيوخهم وأتحاور معهم ..
ضحك الشيخ قائلا ..............
ــ أفلحوا إذن فى استدراجك إلى حواراتهم ولجاجهم الفارغ ..
ــ أضطررت يا سيدى الشيخ أن أناظرهم وأحاورهم مع كراهتى للجدل وكثرة اللجاج . ما دفعنى على ذك إلا رغبتى فى أن أدافع عن فقه أهل الحجاز وطريقتهم فى استنباط الأحكام ..
إبتسم الشيخ ابتسامة كليلة وهو يعقب قائلا ................
ــ أجل أجل صدقت يا ولدى هم قوم تمرسوا فى الجدل والحجاج وأتقنوه وعندهم ولع بالمناظرات واللجاج ..
ــ نعم يا سيدى هكذا حالهم ..
ــ وماذا وجدت عندهم ؟.
ــ إستخرجت مائة وثلاثين حكما من القرآن يخالفون ظاهرها ..
ــ وكيف استدلوا على أحكامهم هذه ؟.
ــ منها ما يستدلون عليه بالسنه ومنها ما يستدلون عليه بالأثر ومنها ما يستدلون عليه بقول الرجل من التابعين ومنها ما يخالفونه لا حجة فى خلافه . ومع ذلك يذمون القائلين بالشاهد الواحد مع اليمين وهى لا تخالف ظاهر القرآن ويدعون أن القائل بها يخالف كتاب الله تعالى ..
ــ أجل أعلم رأيهم هذا مستندين إلى قوله تعالى [ واستشهدوا شهيدين من رجالكم ] . وقوله تعالى أيضا [ ذوى عدل منكم ] ويقولون أنه لا يجوز أقل من شاهدين ..
إلتقط الشيخ أنفاسه والشافعى ينصت فى أدب لحديثه ثم أردف متسائلا ..............
ــ مع من تحاورت منهم وناظرتهم ؟.
ــ جرت محاورات كثيرة ومناظرات شتى مع كل شيوخ بغداد والكوفة والبصره . كنت ألتقى بهم فى المساجد والساحات على أعين الناس وبعضهم ناظرته فى حضرة أمير المؤمنين هارون الرشيد ..
ــ مثل من يا ولدى ؟.
ــ سأحكى لك يا سيدى حكاية واحد منهم . حدث ذات مرة بعد أن فرغت من صلاة العشاء فى مسجد بغداد إذا بأحد غلمان الرشيد يتقدم نحوى قائلا ..........
ــ أجب أمير المؤمنين . سألته متى أذهب للقائه فأجابنى بأنه فى انتظارى الآن . توجهت فى الحال إليه وقبل أن أدخل مجلسه رميت بطرفى على الجالسين فى حضرته . توقفت مكانى وهممت أن أعود أدراجى من حيث أتيت ..
قاطعه سفيان متعجبا ............
ــ لم ؟.
ــ لمحت من بين الحاضرين رجلا من أولئك الذين لا أحب أن يجمعنى وإياهم مجلس واحد ..
ــ عن أى رجل تتحدث ؟.
ــ إنه واحد من أولئك المبتدعين من أهل الأهواء لا أظنك تعرفه أو حتى سمعت به . إسمه بشر بن غياث المريسى ..
ضحك الشيخ متحاملا على نفسه قائلا ...............
ــ بشر بن غياث , هداه الله , كيف لا أعرفه . قل من ذا الذى لا يعرفه ؟. أعرفه جيدا وأعرف آراءه التى صدع بها رؤوس الناس . إنه من قوم تمرسوا بالجدل وأتقنوه ورغم زهده وورعه وتقواه إلا أن شغفه بالفلسفات وعلوم الكلام وولعه بالحجاج والجدل العقيم أفسده . المهم أكمل حكايتك يا ولدى ..
ــ دخلت مجلسه على مضض منى بعد أن سمعت حارس الباب ينادى على بصوت عال ثم ألقيت السلام على أمير المؤمنين . وبعد أن أذن لى بالجلوس بالقرب منه قلت : ………………
ــ لبيك أمير المؤمنين ..
ــ بلغنى اليوم من القائد هرثمة بن أعين ما كان من أمر أولئك القوم معك ومناظرتهم إياك فى مسجد الكوفة قبل أيام . أعجبنى كثيرا ما سمعته من ردك عليهم ومحاجتك لهم , خاصة ذلك الرجل الذى سألك عن الإيمان . ليتك تعيد علينا ما دار بينكما من جدال ..
ــ أجل يا أمير المؤمنين , كان ذلك الرجل من أهل بلخ , سألنى عن الإيمان
فقلت له : .......... الإيمان قول وعمل , وهو يزيد وينقص بزيادة العمل ونقصه . فقال لى : ...... وما الدليل على أنه يزيد وينقص بالعمل ؟. قلت له : ...... بل أدلة كثيرة وليس دليلا واحدا . منها أن الله تعالى لما صرف القبلة عن بيت المقدس قال قوم أرأيت صلاتنا التى كنا نصليها إلى بيت المقدس ما حالها . فأنزل الله سبحانه "وما كان الله ليضيع إيمانكم" فسمى الصلاة إيمانا , وقوله تعالى "وإذا أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا"... أفهمت أم لا زلت مصرا على قولك ؟.
ــ وماذا كانت إجابته ؟.
ــ أصر على محالفتى قائلا لى : ....... بل هو قول واعتقاد فحسب , سألته عن الدليل فقال : ....... قوله تعالى "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات" . فالإيمان قول والأعمال شرائعه , والدليل هو الفصل بينهما بالواو ..
ــ كيف كان ردك عليه إذن ؟.
ــ لما سمعته يقول ويؤكد إن الواو فصل , قلت له : ........ إذن فأنت تعبد إلهين , إلها فى المشرق وإلها فى المغرب , لأن الله تعالى يقول "رب المشرقين ورب المغربين" ..
ــ وهل رد على حجتك ؟.
ــ أبدا , غضب وهاج وماج وقال لى : ………………
ــ أجعلتنى وثنيا . ما كان ينبغى لك أن ترمينى بهذه التهمة الشنعاء ..
ــ بل أنت الذى اتهمت نفسك وجعلت نفسك كذلك ..
ــ متى وكيف ؟.
ــ الآن لما زعمت أن الواو فصل . حرف الواو التى احتججت به فى الفصل بين الإيمان والعمل هو بعينه نفس الحرف فى هذه الآيه ..
هدأ الرجل وقام معتذرا وهو يقول للشافعى ...............
ــ بل لا أعبد إلا ربا واحدا ولا أقول بعد اليوم إن الواو فصل . بل أقول إن الإيمان قول وعمل وأنه يزيد وينقص ………………
كان الرشيد متكأ فاستوى جالسا ثم نظر لمن حوله قائلا ............
ــ أرأيتم هذا القرشى . صدق رسول الله "صلى الله عليه وسلم" لما قال "تعلموا من قريش ولا تعلموها , وقدموا قريشا ولا تقدموها"………………
.............................
@ واستمر الشافعى يحكي لشيخه .................
ــ ما كاد أمير المؤمنين يفرغ من كلامه , حتى قام بشر المريسى قائلا : …………
ــ يا أمير المؤمنين دعنى وإياه ..
رد الرشيد قائلا ..........
ــ شأنك وإياه يا بشر ..
ــ أخبرنى يا شافعى . ما الدليل عندك على أن الله واحد ؟.
ــ أما أنت يا بشر فإنك ما تدرك شيئا من لسان الخواص فأكلمك على لسانهم , لكنى سأجيبك على مقدارك من حيث أنت . الدليل عليه به ومنه وإليه ..
ــ هلا أفصحت ؟.
ــ إختلاف الأصوات فى المصوت إذا كان المحرك واحدا دليل على أنه واحد وعدم الضد فى الكمال على الدوام دليل على أنه واحد . وأربع نيرات مختلفات فى جسد واحد متفقات على ترتيبه فى استفاضة الهيكل دليل على أن الله تعالى واحد . أيكفى هذا أم أزيدك بيانا ؟.
لما لم يجبه استأنف قائلا ...............
ــ وأربع طبائع مختلفات فى الخافقين أضداد غير أشكال مؤلفات على إصلاح الأحوال دليل على أن الله تعالى واحد . وفى خلق السموات والأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون . كل ذلك دليل على أن الله تعالى واحد لا شريك له ..
ــ هيه . وما الدليل على أن محمدا رسول الله ؟.
ــ القرآن المنزل وإجماع الناس عليه والآيات التى لا تليق بأحد وتقدير المعلوم فى كون الإيمان بدليل واضح . دليل على أنه رسول الله لا بعده مرسل يعزله ..
صمت الشافعى برهة أردف بعدها ...................
ــ واعلم أيها الرجل أن امتحانك إياى بهذين السؤالين وقصدك إياى بهما دون سائر فنون العلوم . دليل على أنك حائر فى الدين تائه فى الله عز وجل , ولو وسعنى السكوت عن جوابك لاخترته ..
حاول أن يبدو متماسكا غير آبه لما يوجهه الشافعى من تقريع إليه , فقال وهو يحاول رسم شبح ابتسامة باهتة على شفتيه ...............
ــ ألست تدعى الإجماع أيها الحجازى ؟.
ثم أردف غير منتظر جوابه ....................
ــ هل تستطيع أن تدلنى على شئ أجمع الناس عليه ؟.
فطن الشافعى إلى سؤاله وأدرك أنه يريد أن يمضى معه فى مسائل الفقه ومع تمكنه منها وثقته أن مناظره لن يثبت فيها أمامه تجاهل الشافعى مرمى سؤاله وأجابه ساخر على غير توقع منه .................
ــ نعم أجمع الناس على أن هذا الحاضر أمير المؤمنين فمن خالفه قتل ..
قام الرشيد واقفا وهو يضحك ملئ شدقيه إيذانا بانتهاء المجلس ..
@ قال سفيان بن عيينه معقبا على حكاية الشافعى ..............
ــ إيه يا ولدى ما ارتدى أحد بالكلام فأفلح . عجيب والله أمر هؤلاء المتكلمين يظنون أنه لا أعرف بالله منهم . لو علم الناس يا ولدى ما فى الكلام من الأهواء لفروا منه كما يفرون من الأسد ..
إلتقط نفسا عميقا قال بعده ................
ــ قل لى يا ولدى إلى من جلست من علماء العراق وأخذت ؟.
ــ أقمت فى دار محمد بن الحسن الشيبانى وسمعت منه كل ما كتب . وجلست إلى شيخهم وكيع بن الجراح الكوفى وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفى وإسماعيل بن علية البصرى ..
ــ أعرفهم جميعا فقد أخذوا كلهم عنى فى ساحة البيت العتيق ..
لم يقطع حديثهما الذى استمر ساعات إلا دخول الغلام الذى يقوم على خدمة الشيخ متسائلا ................
ــ هل تريد شيئا سيدى الشيخ ؟.
ــ الطعام يا غلام , لقد أدركنا الجوع , أليس كذلك يا أبا عبد الله ؟.
إبتسم الشافعى ولم يعقب حتى خرج الغلام فقال مستأنفا................
ــ لكنىلقيت فى بغداد شابا عراقيا حصيفا من بنى هلال علمت منه أنه من قبيلة ربعية عدنانية تلتقى مع النبى "صلى الله عليه وسلم" فى جده العالى نزار ..
ــ ما الذى رأيته فى هذا الشاب العراقى ؟.
ــ لاحظت نهمه للمعرفة وشغفه بمجالسة العلماء . لا يدع المحبرة من يده ولما سألته فى ذلك قال .......... أنا مع المحبرة إلى المقبره . فى الحقيقة لم ألتق بمثله من قبل وأظنه سيكون له شأن يوما ما ..
ــ شوقتنى إلى معرفته يا أبا عبد الله , ما اسم هذا الشاب يا ترى ؟.
ــ إسمه أحمد بن حنبل بن هلال ..
ــ أحمد بن حنبل . ليتنا نراه يوما ..
ــ أكد على أنه سيجئ إلى هنا فى مكه لمواصلة رحلة العلم ..
ــ آه رحلة العلم . هذا ما أردت أن أتحدث معك بشأنه يا ولدى ..
ــ ما الذى تعنيه يا سيدى ؟.
ــ لقد جمعت فى حوزتك يا ولدى علوما جمه وللناس هنا حق عليك أن تفيدهم من علومك هذه ..
ــ هل أعتبر هذا إذنا منك لى يا سيدى الشيخ فى الجلوس للدرس والفتيا ..
إبتسم الشيخ رغم مرضه ابتسامة عليلة لكنها تحمل معانى الرضا والقبول ثم قال فى صوت واه عليل ..............
ــ لقد أذنت لك فيهما مذ كنت فتى فى الخامسة عشرة من عمرك وكنت تأبى ألا تذكر ؟. أفلا آذن لك الأن وقد حصلت ما حصلت من فقه الحجاز والعراق والشام واليمن ومصر وجمعت ما جمعت من علوم جمه . إن حلقة الدرس بفناء زمزم تنتظرك يا ولدى قم على بركة الله واجلس هناك مكانى وعلم الناس مما علمت رشدا . لقد سبقت إليهم أنباؤك وهم جميعا فى شوق لسماعك . لا تحرم طالب علم من علمك ..
صمت برهة حاول خلالها أن يلتقط أنفاسه وهو يمد يده إلى منضدة بجواره . تناول من فوقها كتابا ضخما أعطاه للشافعى قائلا ..............
ــ إمسك يا ولدى ..
ــ هل ترغب فى أن أقرأ عليك منه شيئا ؟.
ــ لا يا ولدى خذه معك واعكف على قراءته وحدك فلسوف يفيدك كثيرا ..
ــ ومتى أرده لك سيدى الشيخ ؟.
إرتسمت على شفتيه ابتسامة شاحبة وهو يرد قائلا ..............
ــ إحتفظ به عندك إنى وهبته لك ..
ــ من صاحبه يا سيدى ؟.
ــ إنه كتاب جمعت فيه السنن والآداب وما أثق فى صحته من أحاديث رسول الله "صلى الله عليه وسلم" كتبته فى الحولين الماضيين وأنت أحق من يرثـه منـى ..
تناوله الشافعى فرحا به وهو يقول ................
ــ شكرا لك سيدى الشيخ , شفاك الله وعافاك وأبقاك عمرا مديدا ..
يتبع.. إن شاء الله............................
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها
التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 19/05/2011 الساعة 19h33
|