عرض مشاركة واحدة
  #288  
قديم 25/05/2009, 12h19
مختار الحسانين مختار الحسانين غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:21737
 
تاريخ التسجيل: April 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 28
افتراضي رد: الحياه بين زوايا الصمت

المشكلة بالنسبة لى أنى سريع فى ترك المنتديات ، وحاليا أنا مؤسس لمنتدى يسمى الجغرافيون العرب كونى معيد فى تخصص الجغرافيا ، ودخلت هذا المنتدى الرائع للاستمتاع بمنولوجات اسماعيل يس وشكوكو ، ولكن مع كل الاسف لم استطع تحميل ملف واحد من الملفات الموجودة ضمن مرفقات المنتدى ...

بالنسبة لأسعار السرفيسات عاملة أيه عندكوا فى القاهرة .... تصدقى وتؤمنى بالله ، أحنا كشعب مصرى أكثر شعب متبهدل فى هذا العالم ، نحن الشعب الوحيد فى هذا الكوكب الفضائى الذى يستغل من أول تباع السرفيس مرورا بالطبيب والمهندس الى أخر التركيب المهنى والاقتصادى ، نحن من بنينا الاهرامات جوعى عراة حتى ينعم الملك بنومه فى هدوء وراحة فى قبره الاسطورى ، نحن من نصنع من أجل الاخرين حضارتنا وننسى أننا أصحابها فى الاساس .

السرفيس والميكروباص وقطارات الدرجة التالتة تلخيص حقيقى لمعاناة المصريين ، علاوة على مواصلات الدرجة التالتة التى تربط بين المدن الصغيرة والقرى المجاروة ..... ويعلم الله أننى لم أطرد أى طالب أو طالبة كما يفعل بعد الدكاترة والمعيدين ، حتى لو وصلوا فى الدقائق الاخيرة ، فيكفى أن تقول البنت أنا جاية من المنزلة أو السنبلاوين أو اجا ، وحضرتك عارف المواصلات ن فأقول فى سرى عارف عارف ، خصوصا خالى عنتر ونزلة البرد وخناقتى كذا مرة مع سواق السرفيس والتباع بتاعه الضلالى واكل باقى فلوس الغلابة .

خلينا نرجع تانى للسرفيسات ونقول قصيدة مأساة شعب لزميلى المرسى ، القصيدة الزجلية كانت من كام سنة أيام لما كانت الاجرة ب ريال ( عشرون قرشا مصريا ) ، كنا نعطى التباع المخروم ( 25 قرش ، ربع جنيه ) فيرجع لينا الشلن ، أو هوا يقول شوف شلن وانا أعطيك بريزة ( 10 قروش ) .....

أنا هكتب القصيدة دى فى الرد الجاى بس عايز أقول حاجة غريبة لافتة نظرى ، ان التباعين واللى بينادوا على اى بضاعة فى مصر ، بيقولوا شعر موزون وهما بيندهوا على بضاعتهم ... بصراحة الناس دى مع قرفها وسخطها علينا فهم مخزن كبير ( هارد ديسك بشرى ) لكل التجارب المصرية ....

تعرفى انا ساعات كتيرة جدا أشترى حاجات محتجهاش أبدا فى شقتى ، وبشتريها برضه عشان بحب الناس دى ، مرة منساش ولد صعيدى بيبيع الربابة الخشبية ، وقفته اتكلمت معاه ، انت منين يا حبيبى ، عامل أيه ، أنت فى المدرسة ولا لأ ، بتعمل الحاجات الحلوة دى ازاى ، المهم اقوله حبيبى أنا مش عايزها بس انا هديك تمنها ومش هاخدها ، فهوا يقولى لأ خدها من غير فلوس ، يعنى هو اجدع منى ، راجل بجد ، ولد ناشف كدا مش طرى زى العيال بتوع نادى الجزيرة وجزيرة الورد فى المنصورة اللى فى العشرينات وبياكلوا سندوتشات هامبورجر ،،،،

مرة صعب عليا تباع السرفيس ، الراجل الكبير اللى قد أبويا الله يرحمه ويحسن إليه ، دار حوار بينى وبينه قدام الناس ،،، بقوله يابا الحاج أنت بتشتغل الشغلانة دى ليه بس ، انت كبير فى السن وواجب انك تستريح ، قالى يابنى انا عندى بنتين مجوزهم ومديون ولازم أسدد الفلوس ، علاوة على انى ( هوا مقلش علاوة صراحة دى من عندى ) عندى بنت تالتة ، حسيت بيه جامد وهو بيتكلم ، بيقولى يابنى انا بشتغل من الصبح حتى الخامسة على السرفيس ، بعد الخامسة اشتغل فى المحطة اغسل عربيات ،،،، لأخر الكلام الكتير اللى دار ، فقولت ليه ايه رأيك بقى أنت روح استريح ومتروحش البنزينة تشتغل وخد كل اللى فى جيبى واسمتع اليوم بحياتك ، فى نهاية الموقف فرغت جيوبى من كل ما أملك وحلفته ميروحش الشغل هذا اليوم ، واكتفيت باللى هيوصلنى لحد بيتى ، والدموع كانت على حدود عيونى الجنوبية وانا نازل من السرفيس ، نظراته لى كانت فيها امل ، ونظراتى ليه كانت فيها ألم .......

تعرفى أنا متأكد من أيه دلوقتى يا أختى ناهد

أنا الميه اللى فى المطبخ اللى بعمل بيها الشاى اتبخرت ....

رد مع اقتباس