عرض مشاركة واحدة
  #278  
قديم 24/05/2009, 11h29
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: June 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: الحياه بين زوايا الصمت

الحياة بين زوايا الصمت

إنطباعات

ـ أولاً ، أسَجِّلُ انطباعاً " شخصياً " ، قبلَ أن أدلفَ إلى " بُرودِ " أو محايدةِ طرحِ رؤيَةٍ ، تـَطمَحُ إلى " تنويرِ العَمَل " لدى القاريء ، و لا تخلو مِن اجتِهادٍ أكاديمي ، يظلُّ قاصِراً ..

فقد استمتعتُ بهذا العَمَل ، و لم ألحظ " حَذلقة ً أو تفلسُفاً " ينزعُ التآلفَ الإنساني بيني " كقاريء " ، و بين العَمَل ، و استشعرتُ صِدقاً " حَكَوِيّاً " ، و دِفئاً إنسانياً ، لم يخدِِش تواصُلي مع العَمَل لحظة ً واحدة ..


ـ الأحداث نـُسِجَت و تشعبت خيوطها من بنية المكان ،، المكان هنا يشكل محوراً رئيساً ، و يشيع نكهته على تفاصيل العمل إجمالاً ،، و المكان في هذه القصة " القاعة التي تصنع فيها الأواني الفخارية ، و تحيط بها القبور ، و تقع على أطراف القرية " ، هو العنصر البارز الذي أصبحَ بمثابةِ مَرجعيّةٍ ذهنية للقاريء ، هو الذي يُحيله إلى الحدث و الزمن و الشخوص ،، هو خلفية المشهد الكلي ، هذا المكانُ المسكونُ ، بهاجس الموتِ و الحياة ،

و المكان هنا ، يؤَطـِّرُ خِبرة قاطِنِـيه العملية و النفسية ، و خاصة أنه ليس مجرد مأوى أو مَلمَح عابر ، فهو مصدر رزقهم ، و المهيمن على طبائِعهم ، حتى أنني كقاريء " كِدتُ أرى وجوه الشخوصِ بلون الفخار " !

و المكان ، باعتباره " مادة " يمكن تحسسها ، يجعلُ الخيالَ أكثر التصاقاً بالواقِع ، و يُجَسِّد ما يترى على الذِهنِ من وقائعَ و انفعالات ،، و هذا التجسيد القوي للمكان ، هو نجاحٌ يُحسَبُ للعمل


ـ إنشـِغالُ القاصّةِ ُ " بالحَكّىّ " ، طغى على انشِغالها " بالصياغة " ،، و أؤكد هنا ، على أن بناءَ سرديّة الحَدَث ، أهم من الحدثِ نفسِه ،، و أنَّ " الحَدّوتة " ، أو الأُحدُوثة في ذاتِها ، إذا أَهْمَلـَت فاعليّة التجربةِ اللغوية الموحِيةِ المؤثرة ، فإنها تفقِدُ حبكتها الفنية ، و تتجَرَّدُ من أجوائِها الإيحائِيّة إذ نلاحظ أن السَّردَ في المقطع الذي يوضـِّح مراحل صناعة الفخار ، يتسمُ " بالإخبار " و الشرح
العَمَلي ، كأنما نقرأُ في واحدةٍ من الكتب العَملية ، للمرحلة الثانويةِ الصناعية :

وصناعة الفخار من الصناعات الشاقه ولها مراحلكثيره تبدأ بتخمير الطين أياماثم تقطيعه وتشكيلهعلى النحو الذى يريدونهمن طواجن أو قلل أو أزيارأو برامق إلى ما هنالك من انواع الفخاريات , ثم يضعوه تحت أشعة الشمس أياماليجفإلى أن يأتى اليوم الشاق والأهم , وفيه يقومالأب مع صلاة الفجر ليرص المصنوعات فى فاخورة النار حيث يصطف الاولاد ومن يأتى معهممن أبناء وبنات الجيران وقوفا كل واحد يقذف للاخر قطعة منها حتى تصل للاب الذى يجلسالقرفصاء أمام فوهة الفاخورة الساخنه ويقوم برصها فيها , ويظلأثناء ذلك يقذف بنشارة الخشب بمهارة فى النار حتى يتم حرقها وتحويلهاالى فخار أحمر طوبى

باستثناء " و فيه يقوم الأب مع صلاة الفجر " ،،، هذه الصياغة " المُحايـِدة " تُجَرِّدُ السَّردَ من مخزونه الدلالي ، و لا تساعد على تماسُكِ البناء الفني للعَمَل


يتبع ...
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس