على كَفَّىَّ من كَفَّيك عِطرٌ
و فى شَفَتَىَّ من شَفَتَيْكِ نارُ
وما مَسَّتْ شِفاهُكِ قَطْ ثَغْرِى
و لَكِن يصطلى منها الشَرَارُ
و فى عَيْنَىَّ من عَيْنَيْكِ نُورٌ
و بين الجَفْنِ سِحرٌ و إحْوِرارُ
و ما ألقَيْتُ فى عَيْنَيْكِ بَصَرى
إلاَّ طَلَّ يغمِرُنى النَهَارُ
و فى الخِصرِ إخْتِنَاقٌ لا يُبارَى
و فى القَدِّ إمْتِشَاقٌ و إخْضِرَارُ
طَرَحتُ عليكِ عُمرِى طَرفَ بُردى
و أمَلى حَوْلَ مِعْصَمِكِ السِوَارُ
سَكَبْتُ على جَبِينِكِ نورَ عَيْنى
و فى شَطَّيْكِ كُنْتُ أنا المَحَارُ
ولَكِنْ مَا يَحَارُ العَقْلُ فِيِهِ
كيفَ يَفِرُّ مِنْ ذِهنِى الحِوارُ؟
و يتَلَعثَمْ لِسَانى إنْ رأيْتَكْ
و يَبْدُو عَلَىَّ خَجَلٌ و إزْوِرَارُ
و ما أناْ بالخَجولِ قَضَيْتُ عُمْرِى
و قلبى فى العوَطِفِ يُسْتَشَارُ
لَعَمْرِكِ إنَّنِى بُسْتَانُ حبٍ
و أنتِ زهُورُ غُصْنِىَ و الثِمَارُ
و أَقْرِضُ فِى هَوَاكِ حَنِىَّ شِعْرٍ
و ما يَطغَى على حُبِى غُبارُ
فحَطِّمْ يا لِسَانىَّ كلَ قَيْدٍ
فَإِنِّى فى قُيُودِكَ كَمْ أحَارُ!!
=============================
البيت الأول للشاعر الكبير غازى عبدالرحمن القصيبى
__________________
دى فضفضة من قلم رغم الألم ... حسَّاس
مهموم بِهَمْ الناس
يمكن تضيئ كلمته ... العقل جوة الراس