عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 05/05/2009, 06h32
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: June 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: لا تزهدنا يا أبــا زهــدة

[QUOTE=abuzahda;313423]
هل رأى أحدكم "سُكَّرَ الزعفران" ؟!


هو سكر نبات ، خُلِطَ ماء بَلـْوَرَتِه بالزعفران ، فيكونُ كقِطع الماس قبل الثقل ، تبرز نتوءاته بزوايا حادة عند اللمسِ ، ناعِمة على البصر ، و قد سبحت بها مياسمُ ، لم تتحوَّل ، من الزعفران ، كأنها تشرع في الإنفلاتِ و قد منحت كتلة الحُلوِ من بذلها ، لون الذهب .


السُكر بالزعفران يشبه عمِّي كمال عبد الرحمن


لم أنتبه إلى هذه الحقيقة ، إلا و أنا أحاول وصفه – على عجالة – لأخي طارق العمري ، وجدتني أقول له ، بغير تفكيرٍ مُسبق ، أن عمّي كمال عبد الرحمن ، سكر بالزعفران


كلاهما ، تحتارُ لأي وجهة منه ، تنظر !


حتى أن عدد الشرفات التي بوسعِك أن تراه منها ، هو أمرٌ ، إلى اجتهادك ، مرجعه .


كلاهما حُلو


من يتصوّر أن منتدى الأدب و الشِعر بسماعي ، تستقيمُ دروبُه بغير سمعجي ، فلينظر حالنا بغير سمعجي .


على أي قطبٍ تدور رحانا ، إذا غاب ؟


من يعيدنا إلى مقاعِد الدرس ؟ إلاّه ؟ و يمنحنا من عصارة الروحِ ، صِدقاً و حيرة ؟


هل من عيوب التعوّدِ أننا نألف المعيّة ، كأنها نبضنا ؟ ، فلا نشعُرَ بمن نحن معهم ، شعورنا بلا افتقادهم إن همُ غابوا ؟


ستأتي أجيالٌ تحسدنا على أننا عاصرنا كمال عبد الرحمن ، كما نحن نفعل مع أولائك الـّذين عرفهم صلاح جاهين و عبد الرحمن الخميسي و كامل الشناوي ....


و لن يرهقنا البحث عن المتشابهات فيما بين هؤلاء و كمال عبد الرحمن


و لن يحزننا أن كمال عبد الرحمن قد جاء في الزمان الرديء ، لأننا أدركناه


تجاورنا بلادٌ تمنح المبدعين "أجازة تفرغ" ليواصلوا إبداع الحياه ، بغيرِ سعي على "لقمة العيش" ، و يحرموننا من تفرغ كمال عبد الرحمن !


عـُدتَ يا عمّي كمال ؟



***************



" لكأني في حضرةِ فان ٍفي ملكوتٍ بَرزَخِيّ ، لا يَعِيهِ سواك ،،

يا عَمّي سَـيّد " الشعراء "

تـُباغِتني بنقوشِ معابـِدِ خيالِكَ النائِية ،،
فينشرحُ صدري لمثولي في حضرةِ إبداعِك

إن مغامراتِك الوصفيةِ ،
لا تخضعُ لمسبوقِ القولِ و لا آسِنِ المعنى ،،

تتـَوَقـَّدُ ، فتوقِدُنا ،،
ترخي العنان لجيادِ خيالِكَ ،،
فنشهقً معك صُعودا ،،
تفنـَى ،، و تفنينا !

لم يسبق لي تذوّق السكر بالزعفران ،،
و لكنَّ رائعَ وصفِك ،،
يكادُ يُجري حلاوتـَهُ على لساني

و يا سيدي ،،
لقد طالما كنتُ مفتوناً بعجينةِ اللغةِ ،
و ألعابِها الناريةِ المُذهِلة ،،
جاهِداً النـَّأىَ عن مظــانِِّ الأخطاء ،،
يصِحُّ عزمي حيناً ، و تخذِلني أغوارُ أسرارِها حينا ،،


أَتى علىَّ الشِعرُ ، و ما أتيتُ عليه ،،
يُخضِعُ و لا يخضع ،،
يُساوِرُ و لا ينجَلي ،،
يُراوِدُ و لا يُفصِح


أُسِرُّكَ يا سيدي ،،

لقد بلوتُ المُرَّ من شجَرِ الشِعر ،،
و لذا ، أعشقه و أسخرُ منه ،،
أُداعِبُهُ بغِلظةٍ ، و أفنـَى فيه ،،
يستعصي عَلـَىّ فأستعصي عليه ،،
أسهرُ له ليالٍ ،
أُجاهِدُهُ لقنصِ صورةٍ ، أو معنى غير مسبوقٍ ،
فيسخـَرُ مِن تـَرَنـُّحي ، و يشيرُ إلى نجومِهِ العوالي
" صَحابَةِ فِتنتِهِ و جموحِهِ ، و ندامَى خمرِ الفناءِ في جَلـَلِهِ و أبهائِهِ "

فتساورني قولة أبي نواس :

لا أذوُدُ الطيرَ عن شجرٍ ،، قد بلوتُ المُرَّ من ثمرِه

و جوارِحُ الطيرِ في زمننا ، تكالبت على شجرةِ الشِعر ،،
و اختلطَ الحابلُ بالنابل ،،
فلا يَدري جـُلُّ الناسِ الذين فقدوا حواسَّهم الخمس ،،
أيُّهُمُ الكروانُ و الكَنارِيُّ و الطاووس ،،
و أيُّهُمُ الغرابُ و البومة ُ و الحَدَأة !

و إنـِّي ـ جُعِلتُ فِداكَ ـ ،
يتوَجَّبُ عَلىَّ اجتياز بحرٍ من المعارِفِ و العلوم ،
لأكونَ جديراً بما نعتـَّني بهِ من تامِّ الأوصاف و بليغِ المَحاسِن ،،

أُعيدُ هذه الأيّامَ قراءة المتنبي ،،
و أتعَجَّبُ لجحافِلِ الشعراء الذين تجرّأوا على الشِعرِ بَعدَه ،،
و أنـَّى لي !


زعفرانُ سُكـَّرِكْ ،،
مشروط ٌ تذوّقهُ بامتلاك حاسةٍ سادسة ،،
فأشكرُ حُسْنَ ظنـِّكَ بي

__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس