أتنساقين خلف وساوسٍ شَتَّى
وتعتقدين أن الحبَ بُهتانا؟
ودَمعُكِ يُلهلب الخدين منهمِراً
إذا ما عَزَّ فى الميعادِ لُقيانا
فكيف و هذه الأبيات أكتبها
على جفنيكِ أخيلةً و ألحانا؟
وكيف و هذه الأشعارُ أسكُبُها
على خَدَّيكِ ثم أعودُ ظمآنا؟
وتلك ضراوةُ الأشواقِ فى ضَمِّى
و فى لَهَفى و فى عَيْنَىَّ بُرهانا؟
و أنتِ لَدَىَّ كل مفاتِنِ الدُنيا
و أنتِ لدىَّ لِلإبداعِ عُنوانا
فكيف أراكِ بعضَ الوقتِ شاردةً
و ترتابين فى الأشواقِ أحيانا؟
و فى عينيكِ عُمقُ الكَونِ أعرِفُهُ
و فى خدَّيْكِ كلُ الحسنِ مُزْدانا
وفى شَفَتَيْك شهدٌ كيف أرشُفُهُ؟
و فى كفَّيكِ نَهْرُ الحبِ سُقيانا
حياتى دَعْكِ من ظنٍ و من وَهْمٍ
وهيَّا نعيشُ قَبلَ غروبِ دُنيَانا
أنا مَنْ تاهَ فى وُديانِ مملكتكْ
أنا مَنْ قَدَّمَ الأحلامَ قُربانا
أنا مَنْ ذابَ فى كَفَّيْكِ زُنْبُقةً
أنا مَنْ غاصَ فى عينيكِ غَرقَانا
أنا مَن تابَ فى مِحرابِ مُهجَتِكِ
أنا مَنْ سَجَدَ للرحمنِ عِرفانا
فأنتِ صَنِيعَةُ الرحمنِ أشكُرُهُ
كما سَوَّاكِِ للإلهامِ شُطْآنا
و أنتِ الخِصْبُ فوقَ العُمرِ أنثُرُهُ
فَتُنبِتُ أجدبُ الأيامِ أفنانا
و أنتِ الشعرُ أبياتاً أردِدُها
فيرقُصُ سِحرُكِ السهرانُ نَشْوانا
تَدَانَى السحرُ مِنْ جَفْنَيّْكِ يَأسِرُنى
و طلَّ السِحرُ من عَينَيّْكِ وَسْنانا
فَرحتُ أُلَمْلِمُ القُبُلاتِ دانيةً
مُحَطَّمةً و ياسْمِينَاً و رَيّْحَانَاً
فكيف أراكِ شاردةً و تائِهةً
و رِمْشُ العَيْنِ مَهْمُوماً و حَيْرانَا
حياتى دَعْكِ من ظنٍ و من وَهْمٍ
وهيَّا نعيشُ قَبلَ غروبِ دُنيَانا
كبريت البحارة: 25/11/1990
__________________
دى فضفضة من قلم رغم الألم ... حسَّاس
مهموم بِهَمْ الناس
يمكن تضيئ كلمته ... العقل جوة الراس