عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 23/04/2009, 15h23
اشرف عبدالرحمن اشرف عبدالرحمن غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:406309
 
تاريخ التسجيل: mars 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 36
افتراضي رد: الهرمنة في الموسيقى العربية

اولا هذا البحث قيم وبه مجهود كبير .. وأنا لم اريد ان اخوض فى علم الهرمنة .. فقد علق الاستاذ الفاضل الاستاذ عثمان تعليقا علميا وكافيا ومتميزا ايضا .. ولكنى اعلق هنا على نقطة هامة وهى اقحام الموسيقى العربية فى اشياء لا تمت لها بصله وهى قضية هرمنة الموسيقى العربية او ادخال علوم الكونترابوينط ظنا ان ذلك تطورا ودخول للعالمية كما يقول البعض .. هذا الامر خاطىء تماما .. لماذا لم نسأل انفسنا اننا لا نستصيغ سماع فن الاوبرا او نستمتع به .. وأقصد هنا أن معظمنا لا يحب فعلا ان يستمع الى الاوبرا او الاستمتاع بها رغم انها ايضا كما يقولون ضمن القوالب الغنائية العالمية كما يسمونها ... حيث هذا الادعاء خاطىء وهو كلمة عالمية وتطوير كل هذا تضليل كما يحدث فى كل المجالات وليس فى الموسيقى فقط فقد اصبحنا نسير نحو التقليد للغرب فى كل شىء تحت مظلة العالمية والتطوير وكأن الغرب هم دائما الاكثر تطورا فى كل شىء وعلينا ان نتبعهم ..
ان فن الموسيقى والغناء هو انعكاس ثقافى وبيئى به احاسيس وبه فكر شعوب وبه تاريخ أمه .. فلا احد يستطيع ان يتقبل ثقافتك او يحس احساسك او يفكر تفكيرك وكذلك انت لاتحس احاسيس غيرك اوتفكر بنفس ما يفكر الاخرون .. فالموسيقى العربية لا يستطيع الغرب تقبلها واستيعابها والاستمتاع بها مهما عملنا فيها .... ونحن لانستمتع ولا نتقبل ما يقدمونه بمثل ما نتقبل اعمالنا الموسيقية الخاصة بنا ...
موسيقانا مبنية على الاحاسيس والمشاعر والدليل ان الاحساس بالمقام والنغمة تختلف من فنان لأخر فى الموسيقى العربية ومن عازف لأخر فمثلا مقام البياتى لو سمعناه فى الحان عبد الوهاب له طعم واحساس مختلف عن البياتى عند السنباطى .. والسيكا التركى غير السيكا المصرى لأن موسيقانا اساسها الاحساس .......... أما الموسيقى الغربية يحكمها العلم والعقل والفكر والقواعد ومن هنا من السهل ادخالها فى حقل التجريب وتطبيق النظريات عليها فكل نغمة لها ترددها لا تنقص ولا تزيد ولو كوما ... أما الموسيقى العربية جمالها فى الاختلاف من عازف لأخر ومن ملحن لأخر لنفس الجملة لأنها لغة احساس ومشاعر وليست لغة فكر وقواعد وعلم ... لذلك الموسيقى العربية والموسيقى الغربية فى خطين متوازيان كلٌ فى اتجاه لا يتلاقيان ...
الطريف انه من فترة تم عرض قصة الفنان نجيب محفوظ ( ميرامار ) فى عمل اوبرالى بدار الاوبرا المصرية وبالطبع لحن غربى على كلمات عربى .. وحضر هذا الحفل كثير من المتخصصين والمثقفين .. وصارت ضجة اعلامية كبيرة نحو التطور والدخول الى العالمية بعمل اوبرات عربية وكتب الكثير من الصحفيين وايضا بعض المتخصصين والكل يدعى موضوع التطوير ومجاملات غريبة فى تعليقاتهم بشكل مؤسف ومحزن للغاية .. ولم يعى احد من هؤلاء ان اللغة العربية لها ايقاعها الخاص وبالطبع اى لغة لها ايقاعها فلا يصح ابدا طى الكلمة ومد حروف ليست من حروف المد اساسا فى اللغة ليتم مدها او تقصيرها من اجل اللحن ، حيث يتعارض مع ايقاع الكلمة المعتاد مما يصعب فهم الكلمة بسهولة ويحتاج تركيز ومجهود لفهم هذه الكلمات وليست للاستمتاع بها .. فهذا نموذج لما يسمونه العولمة والتطور الموسيقى وللأسف هناك من يطبلون لذلك مدعيين الثقافة والعالمية رغم انهم لم يستمتعون اساسا بما يسمعون ..
من الاولى ان نقدم الاوبريتات العربية المسرح الغنائى العربى بدلا من الادعاء الذى ينشد بتقديم اوبرا عربية او هرمنة الموسيقى العربية وغيرها .. وهنا لا اقلل من شأن الاوبرا اطلاقا او التسفيه منه وكذلك علوم الهرمنة والكونترابونط وغيرها ولكنها فنون وعلوم عظيمة وراقية ولكن بالنسبة لأصحابها ..
رد مع اقتباس