شكرا أخي العزيز و لي مداخلة بسيطة
بعيدا عن الحواشي الثقيلة و فنون الطرب و التحويلات الإعجازية الداخلية التي أتت بها سأتكلم فقط عن البناء المقامي الأصلي للعمل حتى لا أطيل
أولا
درجة ركوز غنائها هى درجة ( دو ) و ليس ( رى )
أعني أن مقام الأغنية هو صبا من درجة ( دو )
و يمكن القول أن الفرقة المصاحبة ضبطها ( دوزانها ) كان ( طبقة صغيرة ) أي مخفوضة تون كامل لسهولة العزف و طبعا هذا لإراحة صوتها أثناء الأداء
ثانيا
إذا قلت أن الكوبليه الثاني هو ( جاني الهوى )
فهذا الكوبليه جاء أيضا في مقام الصبا
ثالثا
و هذا هو أهم جزأ في كلامي
الكوبليه الثالث ( نظره و كنت أحسبها )
هذا الكوبليه أكيد أنه ليس ( حجاز ) كما ذكرت
المقام هنا هو : شورى
و هو من أقارب مقام البياتي
و طبعا الصورة المرفقة مدون فيها المقام من أساسه السليم لكن كما ذكرت في ( أولا ) أن درجة ركوز الغناء المسموع هى ( دو )
و ليس على أساس أن غنائها للكوبليه يبدأ من درجة ( صول ) أن يكون مقام الغناء حجاز ( بالطبع لا ) مازال الركوز ( رى )
( راجع دور : ضيعت مستقبل حياتي ) و ارجع مره أخرى و اسمع هذا الكوبليه ستجد الآتي
وضع زكريا لازمة ( موسيقى ) الكوبليه في مقام الشورى مع التركيز على ( جنس حجاز النوا ) حتى أنك خلته أنه سيقتصر عليه ( حجاز ) بسبب بقائه في الدوران حول ( جنس الحجاز ) .. لكن بعد كل مناوراته على ( جنس الحجاز ) و عند ( أقول يا ربي زدني كمان ) يذهب إلى جواب ( الشورى ) لتأكيد الإحساس به و يهبط حتى ركوزه على ( فا ) و هى الدرجة الثالثة للمقامين ( شورى ) و مقام الأغنية الأصلي ( صبا )
و لماذا فعل ذلك ؟
و كان من الأولى ( بحساب القواعد ) أن يرتكز على ( خامسة المقام ) و هى ( لا )
لكن إليك واحدة من عبقريات ( زكرتا ) التلميذ الشاطر
بالطبع يجب العودة إلى المقام الأصلي ( صبا ) و درجته الخامسه ( لا ) و هى درجة طبيعية لكنها كانت في الشورى مخفضه نصف ( بيمول ) إذا لابد من الركوز على الدرجة الثالثة ( فا ) و ليس الدرجة الخامسة ( لا بيمول ) حتى يجئ الرجوع لمقام الصبا من ( و ازاى يا ترى )
بدئا من ( لا بيكار ) التي كانت ( لا بيمول ) في الشورى
مرورا بـ ( صول بيمول ) التي كانت ( صول بيكار ) في الشورى
و ( واخدنا على حجره ) برجوعا سلسا و طبيعيا دون أدنى إزعاج لحني ( نشاز )
و ما ذكرته هو نتاج تأثر ( عبقري ) بـ ( عبقري )
أعني تأثر ( زكريا ) بـ ( سيد )
رحمة الله عليهما
و تقبل تحياتي
__________________
دَعْ عَنكَ تَعنيفي و ذقْ طعمَ الهوَى
فــإذا عَشِـقـتَ فبَـعـدَ ذلــكَ عَـنـِّـفِ