[mokhtar haider]

الإخوة الأفاضل و منهم خاصة الأخ محمد فنان و الأخ حامل اسم
amad

عن ذكر فريد الأطرش و جولته في المغرب العربي الكبيرسنة 1951
أود لو سمحتم إظافة بعض المعلومات عن جولته في الجزائر...حدثت بعد جولة في تونس في شهر فبراير 1951... و المفروض أنه يقيم حفلتين في قاعة pierre bordes بالعاصمة .... و هذه القاعة التي حاليا اسم قاعة ابن خلدون .... تقع في الحي المركزي الأروبي الاستعماري ... و كانت هتان الحفلتان بتعاقد مع شركة من الخارج... و رحب الجمهور الجزائري بالحفل... لكن خابت آمال الناس لتسعد بصوت و فن فريد بسبب ثمن الدخول في الحفل... كانت قيمته باهضة آنذاك حوالي 3200 سانتيم فرنسي بنقود تلك المرحلة 1951 بيناما كان دخل الأوساط الشعبية 5000حوالي أو 6000 سانتيم
على الأكثر
و في تلك المرحلة كان غليان شعبي ضد الاستعمار و أحزاب تناضل في القضية كل واحد على معتقداته... فاتصل بعض المناضلين التحرريين من حركة نصر الحريات الديمقراطية (MTLD) بفريد الأطرش و رحب بهم ... فعبروا له عن عتاب و مرار الجزائريين لعدم قدرتهم للدخول في الحفل.. فرد عليهم أنه كان يجهل القصية و أنه يقيم الحفل بناء على عقد سابق... و أظاف لهم أن هذالا يهم ابدا و عبر لهم عن استعداده عن إقامة حفلات في الأحياء الشعبية بالمجاني او بسعر ضئيل... و بالفعل هذا ما حدث... أقام حفلين بقاعة سينما الجمال المجاور لحي القصبة الشعبي العتيق... و بدأ كل حفل بهذه الكلمات الخالدة
" أيها الجزائريين الحترمين... لكم تحية من فنالن عربي يفخر بعروبته" قبل أن يشرع في تقديم أعضاء الفرقة المصاحبة له و منهم أحمد الحفناوي (بالتأكيد) و أحمد فؤاد حسن (غير مأكد) او عبد الفتاح منسي
فلم يستطع أي من الحاظرين وصف الفرحة و البهحة التي تلقاها الموسيقار و المطرب الكبير... و البعض منهم كان يبكي و يصرخ الله يخليك لنا يا أستاذ
أما حكاية أنه ضرب بالطماطم في هذه الحفلات ... فهذا كذب و دعاية باطلة و قلة دراية... لما علمت السلطات الاستعمارية بهذا التفاهم بين الموسيقار ومناضلي الحركة الوطنية و باستعداده إقامة حفلين إظافيين في الأحياء الشعبية ... لجأت إلى مرتزقين شبان جزائريين غير واعيين لضربه بالطماطم و بالتالي لإفشال الحفل...... و لكن تصدت لهم حراسة الحركة الوطنية لما علمت باللعبة فوضعت لفريد و لفرقته حراسة مشددة شرفية لغاية إتمام الحفلات و مغادرتهم التراب الجزائري
و ما علمت أيضا أنه اقام حفل أو حفلين بمدينة قسنطينة ... و بنفس الجو و البهجة
و ما أقوله هنا .... ما هو إلا ما سمعت حرفيا من شهادات عن فريد الأطرش في أيام وفاته ببرنامج إذاعي من أرشيف الإذاعة من إخراج الأستاذ الكبير عبد الكريم القيثاري و تقديم عبد القادر طالبي... و كان البرنامج قد استظاف المذيع القدير محمد الدحاوي و أحد أفراد الحركة الوطنية الذين حضروا الحفلين بسينما الجمال
أما فيما يخص ذكر الجزائر في أغنية بساط الريح... فتعصب بعض المواطنين من الحكاية لكن تفهم الوضع و اختضرت القضية إلى رد من فنان جزائري يحمل اسم محمد العيد و راح يغني و يسجلجزائر يا بيضاء يا حارقة الأكباد على نفس اللحن الذي ذكر فيه فريد اسم تونس الخضراء في بساط الريح ... و بقي الجمهور الجزائري متعلقا بفريد الأطرش و نسي هذه الحكاية البسيطة ... خاصة بعد ما علم البعض أن الكلمات كانت من نظم محمود بيرم التونسي الذي - للأمانة - كان لا يقل نضالا عن أي مناضل تحرري عربي لغاية وفاته
في الأخير ... حسب ما حدث في الجزائر و في المملكة المغربية... أرى أن جولة فريد كانت محل مناورات استعمارية