دكتور / يونس بدر
الأساليب والمصطلحات التعبيرية وارتباطها بتطور الآلة والفكر الموسيقى
فى عصرى الباروك والكلاسيكى
د/ يونس بدر*
تطورت أساليب التعبير الموسيقى ومصطلحاته مع التطور الذى شهدته آلة البيانو على مر العصور، والذى أدى بدوره إلى تطور الفكر الموسيقى. والتعبير له دور هاما جدا فى الفن الموسيقى بخلاف أى فن آخر، إذ يتطلب تحكما دقيقا وتقديرا سليما لكل نوع من أنواع الأحاسيس التى يُراد الإفصاح عنها. ويعد التعبير الموسيقى ومصطلحاته من أهم عناصر الأداء التى يعتمد عليها العازففى إظهار مشاعره وتصوره وخياله بهدف الوصول الى أسلوب الأداء المطلوب، وما يرمى إليه المؤلف الموسيقى. ويعتمد التعبير فى ذلك على الخبرة المكتسبة والموهبة الشخصية.
وقد تطورت أساليب التعبير ومصطلحاته بشكل كبير واكب هذا التطور الدقيق فى صناعة آلة البيانو. فقد كانت آلات لوحات المفاتيح القديمة يصعب التلوين الصوتى عليها، ومع وصول البيانو للصورة المثالية المتعارف عليها الآن، وجدنا هذا التنوع الهائل فى أساليب التعبير ومصطلحاته التى استخدمت لتواكب تطور الآلة، والعكس صحيح، إذ يمكن القول بأن الآلة تطورت بدورها لتواكب هذه الرغبة الملحة لاستخراج أقصى الإمكانيات التعبيرية بواسطتها، فكلاهما قد أثر فى الآخر وتأثر به.
ولكى تكتمل أركان أى عمل موسيقى ناجح ينبغى أن يتوفر لدينا المؤلف الخلاق المرهف الحس، ثم العازف القادر على فهم مشاعر المؤلف ومن ثم نقلها إلى المستمع بأمانة، وأن تتوفر الآلة التى تمكِّن العازف من القيام بمهمته، وأخيرا يجب أن يكون لدينا المستمع الواعى الذى يستطيع أن يفهم اللغة التى يخاطبه بها العازف.
من هنا كثرت الأبحاث التى تحاول تكوين الدارس العازف لكى يصل بعزفه الى إقناع المستمع بطابع وروح المعزوفة أيَّا ما كان عصرها، وإبراز مقاصد مؤلفها منها، ومن هذه الأبحاث هذا البحث الذى نحنبصدده.
باقي البحث كاملا بالمرفقات