عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 14/04/2009, 08h21
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,310
افتراضي رد: ((( إسطـــورة عامٍ جديــــد )))

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الماردة مشاهدة المشاركة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الماردة مشاهدة المشاركة
ولكى نستطيع التفرقة فيما بينهم
لابد أن نركز على جوهر كل مِنهم والمفرز الحقيقى له
فأنا أرى أن الشِعر هو خلية إفراز للمشاعر يُصبح أجمل كُلمَا مّر مِنْ خلال اللآوعى وصّار فى طريق التَدّاعى الحُر،،ولكن القصة هى نِتاج للعقل ..

بمعنى أن نقصد إجهاد العقل فى القصة أثناء قراءتها تَزيد مِنْ قيّمة العمل القصصى،، أما إجهاد الشاعر فى قصد كلمات مُعينه بغرض تعجيز المُتذوق عن الوصول لإحساسه وقت الكتابة فهو يضعفة ولا يزيد من قيمته،،

بصرف النظر عن إستخدامه لبعض المُصطلحات التى تُفيد الوزن والجرس الموسيقى الذى يُقلل من الوقع الفِكرى داخل العمل الشِعرى ،،

فالشِعر :هو لون من الأدب يَنبع من عُمق النفس لا يمكن تحكم العقل ولا المشاعر به لكى يلقى ظلاله داخل الروح والمشاعر دون حاجز ،

أما القصة : فهى نِتاج للعقل نختار الفكرة ولا نحَيدُ عنها ولا نَترك التَداعى الحر يسيطر عليها وبها تكون كل جملة مقصودة وموجهة بل ويمكن دمجها بجزء من روح الشِعر ولكى نراها جيدة من وجهه نظر المُتلقى أن تلقى ظِلالها فى العقل والروح معاً

فهُناك وفى بعض مِنْ القصص القصيرة ، والآقصوصة ، والومضة أيضاً
بعض المعانى فى الآحداث يلجأ لها الكاتب يجب أن نراها مثل ما نرى لوحة تشكيلية وعلى المُتلقى إستخراج ما بها من فِكرة بالعاطفة والإحساس وألا نقم بتحجيمها بغرض أن هُناك تآويل واحد صحيح لفِكرتها،،



إبنتنا رغد
واضح من كلامك وتحليلك أنك تملكين عقلا ناضجا وشخصية قويه وفكرا راجحا
وذكرنى أسلوبك فى تحليل الفرق الدقيق بين الشعر والقصه بحسب المبدع والمتلقى
ذكرنى بأسلوب فيلسوف العرب الكبير وشيخ الأدباء أبى حيان التوحيدى الذى أورد جانبا من شخصيته الفذه أستاذنا الأديب الدكتور عبد القادر سليمان وعن تأثره الشديد به وانصباغ شخصيته فيه
وفى هذا المقام وعلى ذكر الشعر والقصه أو النظم والنثر أنقل لك ولك من له اهتمام بهذا الفن المقابسه السادسه والمقابسه الستون من كتابه الشهير المقابسات وهو كتاب قيم يجرى على طريقة السؤال والجواب حول بعض الإشكاليات التى تتعلق بالإنسان من حيث كونه جسد وروح ونفس وعلاقته بكل ماحوله من مؤثرات
وهذا نص ما جاء فى كتابه , وبقراءة متأنيه ستتضح الصورة أكثر حول ما تفضلت به من إضاءة حول فن القصه والقصيده

المقابسة السادسة

في علة تفاوت وقع الألفاظ في السمع والمعاني في النفس


قلت لأبي بكر القومسي وكان كبير الطبقة في الفلسفة وقد لزم يحيى بن عدي زماناً وكتب لنصر الدولة وكان حلو الكتابة مقبول الجملة ما معنى قول بعض الحكماء الألفاظ تقع في السمع فكلما اختلفت كانت أحلى والمعاني تقع في النفس فكلما اتفقت كانت أجلى؟ فقال هذا كلام مليح وله قسط من الصواب والحق إن الألفاظ يشملها السمع والسمع حس ومن شأن الحس التبدد في نفسه والتبدد بنفسه. والمعاني تستفيدها النفس ومن شأنها التوحد بها والتوحيد لها ولهذا تبقى الصورة عند النفس قنية وملكة وتبطل عن الحس بطولاً وتمحى محواً والحس تابع للطبيعة والنفس متقبلة للعقل. وكانت الألفاظ على هذا التدريج والتنسيق من أمة الحس والمعاني المقولة فيها من أمة العقل. فالاختلاف في الأول بالواجب والاتفاق في الثاني بالواجب . وبالجملة الألفاظ وسائط بين الناطق والسامع فكلما اختلفت مراتبها على عادة أهلها كان وشيها أروع وأجهر والمعاني جواهر النفس. فكلما ائتلفت حقائقها على شهادة العقل كانت صورتها أنصع وأبهر وإذا وفيت البحث حقه فإن اللفظ يجزل تارة ويتوسط تارة بحسب الملابسة التي تحصل له من نور النفس وفيض العقل وشهادة الحق وبراعة النظم وقد يتفق هذا لتعويل الإنسان بمزاجه الصحيح وطبيعته الجيدة واختياره المحمود وقد يفوته هذا الوجه فيتلافاه بحسن الإقتداء بمن سبق بهذه المعاني إليه فيكون إقتداؤه حافظاً عليه نسبة البيان على شكله المعجب وصورته المعشوقة ومدار البيان على صحة التقسيم وتخير اللفظ وترتيب النظم وتقريب المراد ومعرفة الوصل والفصل وتوخي الزمان والمكان ومجانبة العسف والاستكراه وطلب العفو كيف كان.

المقابسة الستون

في النثر والنظم وأيهما أشد أثراً في النفس


قال أبو سليمان وقد جرى كلام في النظم والنثر , النظم أدل على الطبيعة لأن النظم من حيز التركيب. والنثر أدل على العقل لأن النثر من حيز البساطة. وإنما تقبلنا المنظوم بأكثر مما تقبلنا المنثور لأنا للطبيعة أكثر منا بالعقل والوزن معشوق للطبيعة والحس ولذلك يفتقر له عند ما يعرض استكراه في اللفظ. والعقل يطلب المعنى فلذلك لا حظ للفظ عنده وإن كان متشوقاً معشوقاً. والدليل على أن المعنى مطلوب النفس دون اللفظ الموشح بالوزن المحمول على الضرورة أن المعنى متى صور بالسانح والخاطر وتوفي الحكم لم يبل بما يقويه من اللفظ الذي هو كاللباس والمعرض والإناء والظرف. لكن العقل مع هذا يتخير لفظاً بعد لفظ ويعشق صورة دون صورة ويأنس بوزن دون وزن ولهذا شقق الكلام بين ضروب النثر وأصناف النظم. وليس هذا للطبيعة؟ بل الذي يستند إليها ما كان حلواً في السمع خفيفاً على القلب بينه وبين الحق صلة وبين الصواب وبينه آصرة وحكمها مخلوط بإملاء النفس كما أن قبول النفس راجع إلى تصويب العقل. ثم قال ومع هذا ففي النثر ظل النظم ولولا ذلك ما خف ولا حلا ولا طاب ولا تحلا وفي النظم ظل من النثر ولولا ذلك ما تميزت أشكاله ولا عذبت موارده ومصادره ولا بحوره وطرائقه ولا ائتلفت وصائله وعلائقه.

__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها
رد مع اقتباس