[كمال عزمي]

شكرأ للدكتور محمد الباز على هذين التسجيلين الذين يوثقان لحفل أم كلثوم الثاني في باريس الذي أقيم مساء الخامس عشر من نوفمبر 1967.

وبهذه المناسبة أحب توضيح بعض الأمور التي استعطت الحصول على معلومات عنها بعد بحث طويل في رحلة أم كلثوم إلى باريس وحفليها هناك .
وقد يستغرب البعض وجود تسجيلات ممتازة لبعض وصلات هذين الحفلين مثل تسجيل أمل حياتي وتسجيل أطلال الحفل الثاني بعكس ما سمعناه في تسجيل فات المعاد الذي بثته إذاعة الأغاني كاملاً بتقديم جلال معوض في يناير الماضي كذلك في تسجيلي جلال معوض في تقديم الأطلال كما رفع الدكتور الباز ..

جريدة الجمهورية القاهرية الصادرة بتاريخ 16نوفمبر 1967 (الطبعة الثانية ) أوضحت لنا ذلك .. السبب هو أن هناك فريقاً من الإذاعة سافر إلى باريس خصيصاً لتسجيل الحفلين و لنقلهما على الهواء مباشرة للمستمعين في الوطن العربي ..لم تنجح التجارب التقنية بنقل الحفل الأول على الهواء لكن تم تسجيله ..أما الحفل الثاني فقد نجح فريق العمل الهندسي في باريس والقاهرة بنقله على الهواء لجمهور المستمعين العرب ..وكانت الإذاعة المصرية بذلك تنقل لأول مرة في تاريخها إذاعة خارجية مباشرة من فرنسا ..تم ذلك على موجات إذاعية قصيرة وهذا ما سمحت به تقنيات ذلك العصر ..والجميع يعلم كيفية جودة البث الإذاعي على الموجات القصيرة التي يعلو فيها الصوت وينخفض ..إضافة إلى التداخل من محطات أخرى مع الموجة القصيرة ..وبالرغم من ذلك حاول مهندسو الإذاعة بأقصى ما لديهم من إمكانيات أن ينقلوا حفل أم كلثوم بأفضل جودة ممكنة .

تسجيل فات المعاد من إذاعة الأغاني وتسجيلا الدكتور الباز بتقديم جلال معوض ..هي مما سُجِّل أثناء نقل الحفل على الهواء مباشرة بالطريقة التي وضحتها ..أما التسجيلات فائقة الجودة لوصلات الحفلين والمتوفرة عند البعض فهي من التسجيل الذي تم داخل المسرح الذي غنت فيه أم كلثوم ، وهذه التسجيلات تفتقد تقديم جلال معوض لأن تقديمه كان خاصاً بالإذاعة فقط .