رد: قضية إقتباسات عبدالوهاب من الموسيقى الغربيه * للنق
احبائى
انا متابع لهذا الموضوع منذ بدايته ولم اشأ التعليق ولكن عندما وصل النقاش لزاوية احسست انها لطمس عبد الوهاب هنا قررت ان اتدخل .
وتدخلى يكون فى عدة نقاط
اولها تعجبت من القول ان عبد الوهاب اعتزل لضعف صوته الضعيف اصلاً تعجبت لهذا القول الغريب والذى اشك ان من قاله لم يسمع عبد الوهاب اصلاً او لم يسمعه كما ينبغى , فلقد كان لعبد الوهاب صوتأ متميزاً فريداً واصبح من سمات مصر كالهرم والنيل , وتأثير هذا الصوت المتميز على الجمهور اضر بمطربين كثيرين وطبعاً اقول ذلك من خلال تعايشى لمدة 20 سنة فى الوسط الفنى وكان زملائى الذين عمل معظمهم اكثر من 30 سنة قبل هذا التاريخ وعزفوا مع عبدالوهاب منذ بداياته يحكون لى عنه و لقد تأثر الجمهور بصوت عبد الوهاب لدرجة انهم لم يكونوا يقبلوا اى مطرب جديد بسهولة , ومن تلك الأمثلة المطرب الرائع والذى لم يتكرر عادل مامون , ضاع عادل مامون فى بحر او محيط محمد عبد الوهاب لأن صوته كان يشبه صوت عبد الوهاب او من نفس الخامة وتعثر عادل مامون جاء من ان الجمهور احس انه تقليدا لعبد الوهاب وعنما كانوا يعشقون الاصل لم يقبلوا القليد , حتى عبد الحليم لم يتقبله الجمهور لفترة طويلة لأن الجمهور كان متاثراً بصوت عبد الوهاب , انا تعاملت مع عبد الوهاب اكتر من 20 سنة عزفت فى كل اغانيه لجميع المطربين والمطربات وكل بروفة من بروفات المطربين العظام كان عبد الوهاب يمسك العود ويغنى امامنا ويعيد ويزيد كان صوته فى الفترة بعد سنة 1970 احلى وانضج من ماكان فى اغانيه المسجلة
لاتنسوا اغنية من غير ليه والشريط الذى تسمعوه مسجل بصوته على العود سنة 1975 وركبنا عليه الموسيقى
وتعرفون ان هذا التاريخ بعد اعتزال عبد الوهاب بفترة طويلة , اما انا شخصياً فقد كنت اذهب اليه فى منزله لأدون له النوتة الموسيقية لعدد من الألحان وكان يغنى بالعود وانا اكتب يعنى كان يغنى لى وحدى , كان آخر لحظة صوته كل مرة يزدادا روعة ونضج , وعدة مرات ايام الفرقة الماسية كنا نذهب الى الاستوديو لنفاجأ ان المطرب اليوم محمد عبد الوهاب عدة مرات سجلنا من غناء عبد الوهاب اغانى لملوك ورؤساء عرب اهداء من عبد الوهاب اليهم فى مناسبات وطنية او اعياد ميلاد واعياد جلوس وما شابه , وتلك التسجيلات فى دول اصحابها كانت تذاع 24 ساعة فى اليوم ايامها , لو كان صوت عبد الوهاب اصابه الضعف ( وانتم تعرفون ذكاء عبد الوهاب المفرط الذى يصل للدهاء ) لو كان عبد الوهاب احس ان صوته صار مش هو زى زمان لكان اكتفى بالتلحين واعطى اللحن لعبد الحليم ليغنيه والمجد سيعود اليه فى كلتا الحالتين .
اما قصة اعتزال عبد الوهاب للغناء لاعلاقة لها بضعف صوتة وعندكم كل اغانيه لكل المطربين فى السنوات التالية للإعتزال كان يغنيها على العود بصوته , فلو كان صوته اصابه الضعف لمنع تلك التسجيلات من التداول المستمر فى الإذاعة ولكان سحبها ويستطيع ذلك , او خباها فى بيته او اعدمها , ناهيك عن الحفلات الخاصة كان عبد الوهاب كل شهر مرة مدعو الى حفلة خاصة فى منزل او قصر احد وجهاء العرب وكان يغنى ثلاث ساعات كاملة ونا عزفت معه عدة مرات فيها , كان يغنى ويغنى ويعيد ويزيد , ولكنه عندما قرر ان يعتزل كان قد سأم السهر عدة مرات فى الاسبوع او اعطى لنفسه ترقية يعنى زى الضابط الكبير لما يترقى مشير , وكل الملحنين الذين عملت معهم بإستثناء فريد كانوا يغنون معنا فى البروفات واحلى صوت فيهم كان صوت عبد الوهاب كنا نستمتع به ونحب سماعه ,
كان عنده عود مطعم بالصدف كان هو مسميه البنك الاهلى , وكان كل بروفة وهو يضبط عوده لو اللحن فى مقام البياتى مثلا كان يتعمد ان يغنى لنا جملة قديمة معقدة بمعنى ان الدهن لسه فى العتاقى , وهى مثل مصرى قديم معناه ان العملاق لايصيبه العجز او الشيخوخة ابداً , مرة اثناء البروفة غنى مقطع لحن لسيد درويش غير معروف اوله كلمة يلزم بقى نهنى الفؤاد ( او ماشابه ذلك ) هو اراد لا ان يسمعنا ولكن ان يطير عقولنا فكلمة يلزم اخذت مقاما صاعداً ومقاماً آخر هابطاً فى نفس الكلمة طبعا اعجاز ثم نظر لنا نظرة خبث وقال يالا نكمل كنا بنقول ايه ,
وعندما اتكلم عن الاقتباس انا لا اعتبره سرقة ولكن تطعيم عمل يتكون من 200 جملة بجملة غربية جميلة , انظروا الى الحان الرحبانية بها الكثير من تلك الاقتباسات وهى جميلة يعنى وسط كل انتاجهم تعتبر تلوينا , لكن لو قصدكم او الإيحاء بدون قول بالسلب والنهب , إسمعوا هذه القصة : زمان قبل الاطباق والفضائيات كنت عندما يصيبنى القلق بالليل وبجوارى راديو امسك مفتاح المحطات , ومع الضعف الاذاعى فى استقبال المحطات الغربية او البعيدة يعنى كان الصوت يصل 5% صوت و95% صفافير وخروشة وشوشرة يعنى تحس فعلا ان الصوت قادم من وراء البحار واتى معه بأصوات البحار فى طريقه , كنت ساعتها ممكن ان تسمع محطة تركية بعيدة جدا وموسيقاهم عربية شبه موسيقانا , هنا كان مجال للسلب والنهب لأن اللصوص ( ولا اقول المقتبسين ) كانوا متاكدين انهم يسرقون من مصدر بعيد جدا عن اسماع المصريين والعرب ولن يستطيع احد ان يكتشف السرقة ولكن تمت الفضيحة انا اكتشفت ذلك بعد ان ركبت الدش فى اول ما نزل مصر ايام الانالوج ساعتها كان الاقبال شديد على المحطات التركية كان عندى ساعتها اكثر من عشر محطات تركية , واثناء المشاهدة هالتنى صدمة سمعت اغنية من اولها لآخرها يعنى مقدمة ومذهب و3 كوبليهات تركية مسروقة بكاملها ومعمولة اغنية لشادية , وبدأت تظهر عدة فضائح من تلك ,
لكن انا لو اخذت جملة من سيمفونية لبيتهوفن يحفظها الجميع وطعمت بها لحنا لاحظوا هنا قلت جملة يحفظها الجميع اعتقد لا تعتبر سرقة , السرقة لو انا سرقت لحنا او جملة من ملحن مغمور ونسبتها الى نفسى انا اعتقد ذلك
اقول انظروا لكل تراث عبد الوهاب الذى يتسلمه الاجيال القادمة كم قيمتها الفنية ولا اريد التعليق .
ولا تنسوا حب الجماهير لعبد الوهاب , لمذا احب الجماهير عبد اوهاب تلك قصة اخرى , فالطغاة يجمعون حولهم الحواشى والأتباع غما بالسيف واما بإغداق الأموال هل عبد الوهاب فعل ذلك , ام اكتسب حب عشرات الملايين
بالفن الرائع الذى قدمه لهم وتسلل الى وجدانهم, ثم القاب عبد الوهاب من موسيقار الجيل إلى موسيقار الاجيال
يعنى لم يقتصر حب الجماهير او تأثير عبد الوهاب على جيل ثم قل تاثيره على الجيل التالى ولكن الاجيال ورثت حب عبد الوهاب ميراثا لا مفروضاً من احد ولكن عن تذوق وعن حب .
اعذرونى للإطالة وانا احاول ان امسك يدى عن الكتابة , كان ممكن اكتب قدر هذا عشر مرات ولكن اترككم فى رعاية الله واذكروا محاسن عبد الوهاب
قد اكون هنا اكثرت من الكلام , ولكن بعد ان انهيت كلامى وخرجت تذكرت شيئاً آخر
من حق عبد الوهاب على ان اقوله من اهم اسباب اعتزال عبد الوهاب ايضاً للغناء انه كان يريد التفرغ للتلحين بمعنى تخيلوا مطلاب كبير مثل عبد الوهاب ومدى ارتباطاته بالحفات كل شهر يعنى على الاقل تجد عنده حفلتين كبيرتين مذاعتين كل شهر عدا 3 او 4 حفلات غير مذاعة , غير كذا فرح يعنى انا رأيت بعينى فتيات فى حفل زواجهن ان لم تغنى ام كلثوم او عبد الحليم تعتبر زواجها باطلا او تؤجل او تقدم ميعاد الفرح لوفيق ميعادمناسب مع عبد الحليم او ام كلثوم او اى مطرب كبير تريده , بخلاف طبعا حفلات كثيرة خارج القطر اكثر من الحفلات داخل القطر , ذلك الأمر كان يجعل اجندة مواعيد عبد الوهاب
ممتلئة ومتضخمة ومشغولة 29 يوم فى الشهر , وكان هذا سيوقف عبد اوهاب عن التلحين ويجعله يدور دائما فى فلك اغانيه السابقة , ولو تعلمون كيف كان عبد الوهاب يلحن ؟ كان اللحن يستغرق منه سنة وله طقوس , كان يبدا الحن فى بلودان فى مكان معين ثم يذهب غلى اسبانيا , ثم له جناح خاص فى فندق شيراتون القاهرة يقضى فيه بعض الوقت فى اشد شهور الشتاء برودة , وقال لى ذات مرة بالحرف الواحد : انا اى لحن بعمله بيستغرق كل تفكيرى لحد يوم الحفلة الاولى وجزء من تفكيرى خلال الفترة من الحفلة الاولى للثانية لأن من الممكن ان اعدل فيه بعد كده اللحن ده بتبرأ منه يعنى انساه وما اشغلش نفسى بيه عشان افضى مخى للحن اللى بعده وهذا طبعاً يتعارض مع حياة المطرب المليئة بالألحان السابقة وانعدام اوقات الفراغ . آسف مرة ثانية للإطالة .
|