عرض مشاركة واحدة
  #38  
قديم 02/04/2009, 12h02
الصورة الرمزية أبوإلياس
أبوإلياس أبوإلياس غير متصل  
مشرف منتدى فريد الأطرش
رقم العضوية:165965
 
تاريخ التسجيل: February 2008
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,078
افتراضي رد: قصائد من عيون الشعر العربي القديم

قصيدة الفرزدق في زين العابدين الحسين بن علي


هذه القصيدة هي أروع ما قيل في مدح آل البيت رضي الله عنهم ، ومناسبتها أن هشام بن عبد الملك حج في خلافة أبيه ، وبينما كان يطوف بالبيت العتيق أراد استلام الحجر الأسود فعجز عن ذلك للزحام الشديد ، وجاء زين العابدين الحسين بن علي فأفسح له الناس وانشقت الصفوف حتى استلم الحجر الأسود ، فقال أهل الشام من هذا ؟ فأنكر هشام معرفته قائلا لاأدري ، فـأنشد الفرزدق بداهة :


هذا الذي تعرف البطحاء وطأتـه

والبيت يعـرفه والحـل والحـرم

هذا ابن خيـرعباد الله كلهـم

هذا التقـي النقـي الطاهر العلم

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهلـه

بـجده أنبيـاءالله قـد ختمـوا

وليـس قـولك من هذا بضائـره

العرب تعرف من أنكرت والعجـم

كلتـا يديه غيـاث عم نفعهمـا

يستوكفان ولايعروهـما عـدم

سهل الخليقـة لاتخشى بـوادره

يزينه اثنان حسن الخلق والشيـم

حمـال أثقال أقوام إذا افتدحـوا

حلو الشمـائل تحلو عنده نعـم

ما قال لا قـط إلاّ في تشهـده

لولا التشهـد كانت لاءه نعـم

عم البرية بالإحسان فانقشعـت

عنها الغياهب والإملاق والعـدم

إذا رأتـه قريـش قـال قائلهـا

إلى مكـارم هذا ينتهـي الكـرم

يغضي حيـاء ويغضى من مهابتـه

فمـا يكلـم إلاّ حيـن يبتسـم

بكفـه خـيزران ريحـه عبــق

من كف أروع في عرنينـه شـمم

يكـاد يـمسكه عرفان راحتـه

ركن الـحطيم إذاما جاء يستلم

الله شـرفه قـدمـا و عظمــه

جـرى بذاك له في لوحـه القلـم

أيُّ الـخلائق ليست في رقابـهم

لأوليـة هـذا أو لـه نعـــم

من يشكـر الله يشكـر أوليـة ذا

فالدين من بيـت هذا ناله الأمـم

ينمى إلى ذروة الدين التي قصـرت

عنها الأكف وعن إدراكها القـدم

من جـده دان فضـل الأنبيـاء له

وفضـل أمتـه دانـت له الأمـم

ينشق ثوب الدجى عن نور غرتـه

كالشمس تنجاب عن إشراقها الظلم

من معشـر حبهم دين وبغضهـم

كفر وقربـهم منجـى ومعتصـم

مقـدم بعـد ذكـر الله ذكرهـم

في كـل بدء ومختـوم به الكلـم

إن عد أهل التقـى كانوا أئمتهـم

و قيل من خير أهل الأرض قيل هم

لا يستطيـع جواد بعد جودهـم

ولا يدانيهـم قـوم وإن كرمـا

هم الغيـوث إذا ما أزمة أزمـت

والأُسدُ أُسدُ الشرى والبأس محتـدم

لا ينقص العسربسطا من أكفهـم

سيان ذلك ان أثروا وإن عدمـوا

يستـدفع الشر والبلوى بـحبهم

ويستـرب به الإحسان والنعـم
رد مع اقتباس