أستاذى العزيز الدكتور ثروت غنيم ..
تعودنا على أطروحاتك الشيّقة .. الباحثة دائماً عن الحقيقة ..
ودائماً نستفيد بمعلومات وقناعات جديدة ..
أود أولاً أن أبين الفارق بين الكلمة الملحنة ( الأغنية ) .. وبين الموسيقى البحتة .. التى يصر البعض على تسميتها بالموسيقى الصامتة .. لا أعرف لماذا ..
الأغنية تخضع فى بناء لحنها لنوع الكلمة والموضوع الذى تطرحه .. إذن .. دور الملحن فيها .. إبراز معانى الكلمات وبروزتها ووضعها فى قالب لحنى موسيقى .. وتختلف الألحان بإختلاف ثقافات الملحن وخبرته ..
أما الموسيقى البحتة .. فهى فكرة طرأت فى ذهن المؤلف الموسيقى .. فأراد توصيلها لنا عن طريق الموسيقى .. وهنا .. لا حدود لخيال المؤلف ..
ونأتى الأن لتساؤلات حضرتك ..
التساؤل الأول .. بخصوص إهتمام الأعضاء بالأغنية على حساب الموسيقى البحتة ..
هذه القضية ليست وليدة اليوم .. فلطالما كان إهتمام المستمع بالكلمة المغناة أكثر من إهتمامه بالموسيقى وحدها ..
وطالما عانيت أنا شخصياً من هذا الإهتمام والتوجه .. فكنت أرى البعض يحذفون مقدمات الأغانى واللزمات الموسيقية ويسجلون الكلمة المغناه فقط .. وسأذكر لك واقعة طريفة تؤكد هذا التوجه ..
أحد الأصدقاء الزملاء العازفين .. تعود أن يعتمد علىَ فى تحفيظة الأغانى المطلوب عزفها فى الحفلات .. فكان يأتينى .. ويطلب منى عزف الأغنية .. وعندما أنتهى من الكوبليه وأشرع فى عزف اللازمة الموسيقية .. يطلب منى أن أتخطى اللازمة وأدخل فى الكوبليه التالى مباشراً .. وعبثاً حاولت أن أقنعه بأن هذه الطريقة خاطئة فى حفظ الأغانى .. وأنه يجب أن يحفظ الأغنية كاملة دون حذف الموسيقى ..
هذه الظاهرة .. لم أجد لها تفسيراً مقنعاً حتى اليوم .. من الجائز أن تكون الكلمة مؤثرة تأثيراً مباشراً فى المتلقى .. والحديث يطول فى هذه الجزئية بالذات ..
ونكمل فى الرد التالى ..
__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .