[د.صالح عبد الفتاح]

الأخت العزيزة...لا أجد شئ أقوله عنه سوى أنه كان من أمهر عازفى القانون فى القرن الماضى وكانت حياته عادية جدا وقد قال لى أحد الأصدقاء رحمه الله ..أنه فى يوم من الأيام كان أحد العمال فى نقابة الموسيقيين يحتفل بزواج إبنته ولم يجرؤ على دعوة محمد عبده صالح..وقال الرجل فى نفسه ...أنا فين وهو فين ...وتصادف فى هذا اليوم أيضا أن كان الفنان محمد عبده صالح معزوما فى سهرة فى منزل أحد الوجهاء...وقال لى صديقى ...لقد فوجئت به يقول لى لن أذهب إلى الوجيه فلان...وقال لى تعال معاى ...قال له فين...قال له بعدين حتعرف ثم قال لسائق سيارته إذهب بنا إلى المكان الفلانى وكان حيا شعبيا ...وترك آلة القانون فى السيارة ثم دخلا بيتا قديما وصعدا إلى سطوح البيت فوجدا فرحا شعبيا على قد حال الرجل وما أن رآهم والد العروس حتى انفجر باكيا وقال مش مصدق عينى الأستاذ فى بيتى ..ده شرف عظيم....وبعد أن جلسوا بعض الوقت مال على السائق وقال له إنزل هات القانون من السيارة..وكانت ليلة رائعة سعد بها كل رواد الفرح من سكان الحى الشعبى الذين لم يحلموا أن يروا الفنان الكبير بينهم رأى العين....ولما سأله صديقى ...لماذا لم تستجب لدعوة فلان وحضرت هنا بدون دعوة قال له فلان ده ناس كتير حتروح له ...إنما عم محمد الغلبان ده مين حيجيله...هذا هو محمد عبده صالح الإنسان ...وأما إدارته لفرقة أم كلثوم فكان جميع أعضاء الفرقة يعملون له ألف حساب ...كان لا يجامل أحدا على حساب أحد ..ولكن كان حازما فى الحق وكانت أم كلثوم تكن له كل الإحترام وتعمل له ألف حساب...قابلنى إبنه منذ عدة أعوام وهو لواء شرطة...وحكى لى عنه الكثير..وسألته عن أى تسجيلات نادرة كان يملكها الوالد له أو لأم كلثوم فقال أنها فقدت.توفى الفقيد الكبير فى 30 يونيه 1970.رحم الله الفنان الكبير محمد عبده صالح جزاء ماأعطى من أعمال فنية ومن لمحات إنسانية.