مقال جميل حول فلسفة الجمال 
 
 
( قالوا البياض أحلى ولا السمار أحلى ؟! )
يختلف تقييم الجمال با ختلاف المجتمعات ، و اختلاف العصور ،
بل و باختلاف الأشخاص .. و أمام تلك المتغيرات نجد أن 
الاحتمالات واسعة و يصعب حصرها ..
و فى أحد تعريفات الجمال أنه :
مرتبة من مراتب السمو كالحق و الخير ، يسمو على الحاجات 
الوظيفية للانسان كالاشباع للجوع و الشهوة !!
و مفهوم الجمال نسبى و يستحيل الاتفاق حوله ..
و المدهش أن الفراعنة كانوا ( يثمنون ) المرأة السمراء و يرون
أنها تفضل البيضاء جمالا و جاذبية ..
فاذا تأملنا الحس الجمالى عند الغرب ، نجد أن المرأة المكتنزة 
( البضة ) هى النموذج الأمثل للجمال فى العصور الوسطى .. 
وبمراجعة الفنون التشكيلية و اللوحات فى عصرالنهضة ، سنجد أن 
الممتلئة
البيضاء هى رمز للأنثى الجميلة ، للدرجة التى جعلت المرأة فى 
ذلك العصر ترتدى تحت ملابسها ما يشبه ( الجيبون ) لتبدو أو فر 
حجما ..
و تغير الحس الجمالى للغرب بصدد المرأة منذ الثورة الصناعية و 
حتى الآن .. فالنحيفة الى حد الشحوب هى الأنثى المثلى جماليا ..
و نلاحظ فى عصرنا هيستريا ( الريجيم ) و الحمية من أجل أن 
يبرز جمال المرأة كما يراه ( الضمير الجمعى ) فى المجتمع ..
و فى بعض القبائل الافريقية البدائية ، قد يصل الأمر الى حد تشويه 
الأنثى ( من وجهة نظر المجتمعات الحضارية ) لتبدو جميلة تبعا 
للحس الجمالى المتوارث فى تلك القبائل .. 
أما فى مجتمعاتنا العربية فيميل الحس الجمالى الى المرأة البيضاء 
البضة الوافرة ، و هى ثقافة متوارثة و قديمة .. و لكن نظرا لوفرة
( السمر ) فان الشعر الغزلى لم يهملهن .. فتغنى بها الشعراء 
و الغريب أن أغانينا المعاصرة أنصفت السمراء ، فلا تسعفنى 
ذاكرتى بأغنيات تغنت بالبيضاء ، الا أغنية عبد الغنى السيد :
( البيض الأمارة ) .. وان كانت الكفة الأخرى تحمل ( السمر 
العذارى ) .. بالاضافة الى المذهب الفلكلورى ( البنت بيضا )
و التى تغنت بها فرقة رضا ..
أما أغانى السمر فأذكر منها :
أسمر يا اسمرانى .. سمراء يا حلم الطفولة .. أسمر يا سمارة ..
آه يا سمرانى اللون .. سمرة يا سمرة .. يا أسمر يا سكر ..