الموضوع: حاسب .. إلحق
عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 22/03/2009, 11h31
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,310
افتراضي رد: حاسب .. إلحق

الإبن والصديق العزيز محمد أبو مندور

إن شاء الله سأجيبك على سؤالك عن شكر الوالدين وكيف يكون شكرهما , وهو سؤال مهم يقودنا إلى الحديث حول مقام الشكر ومعنى الشكر تحقيقا لا ظاهرا , لكن بعد أن أفرغ بحول الله من الرد على السؤال الذى طرحته قبلا حول حكمة المولى عز وجل من ذكره الوالدين فى مقامى العبودية والشكر , وسأحاول أن أوجز قدر الإمكان فى إجابتى حتى لا يتسرب الملل إلى حضراتكم ......
يقول الله تعالى فى سورة البقره فى بيان مصارف صدقة التطوع .. يسألونك ماذا ينفقون . قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل .. الآيه .....
ولنتأمل ترتيب أوجه الإنفاق بالنظر إلى الأهم فالمهم ترتيبا تنازليا , والحديث حول مسألة الترتيب فى القرآن الكريم تفتح بابا كبيرا وتلقى الضوء على جانب مهم من جوانب الإعجاز فى القرآن , وأن الترتيب له حكمته فى كل المواطن , وربما يكون لنا حديث عن بعض الأمثلة فى هذا المقام .............
المهم أننا نلاحظ أن الله تعالى قدم الوالدين .. لماذا ؟.
لأن الله تعالى أراد أن ينبه الإنسان إلى حقيقة هامه ويقول له يا ابن آدم كما أخرجتك من العدم إلى الوجود بمشيئتى فى الحقيقة الأزلية باطنا , فإن أبواك هما اللذان بسببهما خرجت إلى عالم الوجود الظاهر بالأسباب الظاهره .. من هنا ندرك معنى قوله تعالى
.. وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا .. إشارة إلى أنه ليس بعد رعاية حق الله تعالى شئ أوجب من رعاية حق الوالدين .. لهذا السبب جاء أكثر من نص فى القرآن الكريم يقرن ذكر الوالدين بالله تعالى فى مقام العبودية لله سبحانه والنهى عن الشرك به .. تأملوا قوله تعالى .. واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا .. وقوله تعالى .. قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم , ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا .. وقوله تعالى .. أن اشكر لى ولوالديك ..
كأن الله تعالى يقول يا إنسان إنتبه .. لو كنت آمرا أن يعبد معى أحد لكان الوالدان , لكنى انا الإله الواحد الأحد المعبود الفرد الصمد , لى وحدى تتوجه بالعباده وللوالدين عوضا عنها الإحسان , والإحسان مقام شهود وهو مقام ان تعبد الله كأنك تراه , يعنى إنك يا إنسان وإن لم تكن ترانى فانظر إلى والديك ترانى , راقب ربك فيهما وعامل ربك فيهما واتق الله فيهما ولا ترى لنفسك حقا عليهما أبدا فلولاهما لما خرجت من العدم إلى الوجود ولكنت أسير ظلمة العدم , حتى وإن كانا كافرين بى , صاحبهما فى الدنيا معروفا .. والله يقول الحق وهو يهدى السبيل ..
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها
رد مع اقتباس