عرض مشاركة واحدة
  #169  
قديم 18/03/2009, 19h53
الصورة الرمزية غازي الضبع
غازي الضبع غازي الضبع غير متصل  
عاشق عبدالوهاب
رقم العضوية:3243
 
تاريخ التسجيل: July 2006
الجنسية: مصري
الإقامة: أم الـدنيـــــا
المشاركات: 1,213
افتراضي رد: قطرات من مداد قلم الشاعر السمعجي كمال عبد الرحمن

( 9 )


و أثناء تلك الحوارات الدافئة ، إتصل الدكتور أدهم عثمان ، و أخذنا نتناوبُ موبايل الأستاذ غازي ، الذي يحمل صوت الدكتور أدهم ، و تحدثتُ معه مغمورا بسعادة لا حد لها ، و ليس في ذهني سوى مداخلاته المتميزة بخفة الدم ، و رشاقة العبارات ، و أشعاره المبهجة .. وأطمئننتُ على صحته ، متمنيا ًله عاجل الشفاء ، و أعربت له عن افتقادي لوجوده بيننا ..
و لم تمض دقائق ، حتى حمل الهاتف تحيات الأستاذ سيد المشاعلي ، و أسفه لعدم الحضور ، و لم يسعدني الحظ بالتحدث إليه ..


و يبدو أن مغارة علي بابا ، قد تضاءلت أمام مغارة الدكتور محمد الباز ،
فالمغارة الأسطورية ( على حَد علمي ) ، لم تحو ِ في سراديبها حماما ً محشوا ً ، و لا كبابا و كفته ، و لا دجاجا مشويا على الفحم ، و لا حتى صنوفا من المحاشي و المشهيات .. كل تلك الأطايب من الطعام ( و يزيد ) ، أتت على شكل جبال مرتفعة ، يغطيها ورق ( الفويل ) الفضي اللامع ، و أخذت موقعها المُقـَدَّرَ لها على السُّفرة الرخامية الكبيرة .. و همس الآلاتي : إيه يا جدعان .. دا احنا لسة ضاربين كوارع و لسان و لحمة راس و مومبار من ساعتين تلاتة
لكن ما فيش مانع برضو ....

تحلقنا حول السفرة البيضاوية ، التي كانت بمثابة ( نقلة نوعية ) بين مكانين ، و طعامين ، يفصل بينهما ساعات قليلة .. فكانتا وليمتان متخمتان بالأطايب ، الأولي لها روح شعبية ، و ضاربة بجذورها في عمق التاريخ
، و الثانية لها فخامة القصور ، و حداثة الحاضر ، و أريحية الملوك ..
و لم يتوقف أبو حسام عن دعاباته ، متغزلا ً في ( الحمام ) رمز السلام..
و لما كانت الشوكة و السكينة بمثابة ( معوق ) في مثل تلك المواقف ، فقد نحاها البعض جانبا ، و أخذ يتفاهم مع ( المحمر و المشمر ) على طريقته الخاصة ..
و انتهينا من الطعام .. وجبتان دسمتان في يوم واحد .. و وجبات دسمة فنية و ثقافية متلاحقة ، تـَترىَ على ألسنة رجال ٍمخلصين و محبين لهوايتهم ..
هواة في مقام متخصصين .. و رنوت نحو الأستاذ غازي ، الذي تغمره الفرحة بهذا الحشد ، فهو الذي يربط كل الخيوط ، و يلم شمل الأحباب ..
إنسان نقي و تلقائي و مرح .. كان قد أخذ يشارك عادل في تصفح الصور ( الهائلة ) التي يقتنيها د. الباز ، للأفلام القديمة ، و اتضحت موهبة الأستاذ عادل في التعرف على أسماء ( الكومبارس ) الذين ارتبطنا بهم وجدانيا ً ، دون أن نسعى للتعرف على أسمائهم .. و قد عرفت منه فيما بعد ، أن لديه مكتبة ضخمة ، تحوي أفلاما ً و مسرحيات ( أبيض و أسود ) ، تكفي لتدشين موقع على النت !
__________________
الحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس