عرض مشاركة واحدة
  #168  
قديم 18/03/2009, 20h52
الصورة الرمزية غازي الضبع
غازي الضبع غازي الضبع غير متصل  
عاشق عبدالوهاب
رقم العضوية:3243
 
تاريخ التسجيل: July 2006
الجنسية: مصري
الإقامة: أم الـدنيـــــا
المشاركات: 1,213
افتراضي رد: قطرات من مداد قلم الشاعر السمعجي كمال عبد الرحمن

( 8 )


و انطلق جرس باب ( الصومعة ) ، و جاء الدكتور الباز ، ليبشرنا بقدوم الدكتور راضي .. حامل أختام كنوز السلطنة ، و كبير ياوران الغناء ، و ألقاب أخرى عرفته بها ، كبير الظرفاء .. العمدة ..

تذكرتُ ساعتها ، أولَ موقع تحسستُ خطاىَ نحوه في الغناء ( سواري ) ، و الذي كان يقدم الكثير من تـُحَفِهِ الغنائية تحت مسمي ( إهداء خاص من الدكتور راضي حامد ) .. و أذكر أنني راسلت الأستاذ سامر ( المسئول عن سواري ) لأكثر من مرة ، و حملته أمانة تحياتي لهذا الرجل الذي لا أعرفه سوى من إهداءاته لنوادر الغناء ..


الدكتور راضي .. رجلٌ ذو ( كاريزما ) و حضور طاغ ، نبرات صوته واضحة ، و يتحدث في ثقة و قوة ، و يملك خزائنا من الخبرات الفنية الغنائية و الموسيقية ، حتى التفاصيل الصغيرة ( ما وراء كواليس الفن ) يعرفها.. بما فيها الحالة الإجتماعية و الاقتصادية لكثير من أساطين الغناء و نجومه ..

كنا قد نجحنا في إثناء الدكتور أسامة عن الإنصراف لموعد مهم ، و استبقيناه معنا لنصف ساعة ، إلا أن الموبايل ( المُلِحّ) ، لم يترك لنا أو له
فرصة أخرى ، فانصرف بعد وعد بلقاء في أقرب فرصة ، تاركا ً نفحات
ثقافته ( الحادة ) تعبق في المكان ، مدعومة ً بكيس الفستق الكبير الذي
أفرَغه في ( البونبونيرة ) ، و تركنا ( نتفـستق ) أثناء تحليقنا في سماوات الشدو التي تفتح مداها عبر بوق الجرامافون الفخيم ..

و كأن ( ميكروفونا ) خفيا يتنقل بين الحضور ، قد استقر عند الدكتور راضي .. فتعلقت العيون به ، و هو يتحدث عن حفلات الأوبرا ، ورئيس دار الأوبرا الذي يعرفه شخصيا .. حتى الدكتور ناصر الانصارى ، صاحب الكتاب الشهير( حُكام مصر ) ، و رئيس دار الأوبرا السابق ، هو صديق له ..
وتحدث عن غناء جيل الوسط .. و حفلات الغناء التي تنطلق من الجامعة والتي كان و ما زال يرعاها ....
و شاركه الجميع فرحته بالتخلي عن ( العكاز ) الذي أشار به عليه الطبيب المعالج ، إثر حادث عارض ..

و انطلق الحديث بعد ذلك عن ( الإبَر ) المستخدمة في تشغيل الأسطوانات ،
و شارك في حديث ( الإبر ) الدكتور راضي و الدكتور الباز و الأستاذ الآلاتي و المهندس محمد علي.. و بدا أنهم يعرفون ( أرقامها ) و كفاءتها ، و أين تباع ، كنت مندهشا للغاية لخبرتهم في مثل هذه التفاصيل !

و كان حوار د.راضي مع المهندس محمد علي شيقا للغاية ، و هما يتناولان محمد قنديل اجتماعيا ، فهما يعرفان أسرته ، و بيته ، و حفلاته التي غنى فيها داخل مصر و خارجها .. فكنت بمثابة تلميذ ، يتعلم من أساتذة أخلصوا لهوايتهم .. فإذا تحدث ( الآلاتي ) عن الموسيقي و المقامات ، أصغى الجميع ، و إذا تحدث د. راضي عن ( أصحاب الكار ) ، و ملفاتهم النادرة ، و ملابسات حياتهم اجتماعيا و فنيا ً ، أصغى الجميع ،
أما الدكتور الباز ، فقد أخذ يقص مغامراته التي خاضها و يخوضها ، للحصول على الدرر النادرة ، و هناك شخصية تستحق وقفة طويلة و متأملة ، تحدث عنها الدكتور الباز ( الحاج جرجس ) .. و الذي يستحق أن تـُفرد له صفحات تروي تاريخه الطويل مع مقتنيات نوادر الطرب ..
__________________
__________________
الحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس